المدرسة الأولية أو رياض الأطفال
بنية من بنيات التعليم يلجأ إليها الأطفال المبتدئين قبل المرحلة الأساسية، وظيفتها تربية الطفل من حيث المهارات الحس-حركية واللغوية والتنشئة الاجتماعية وإعداده لولوج المدرسة الأساسية. وتتضمن برامجها أنشطة تربوية مثل القراءة والكتابة والرسم واللعب والأناشيد والأعمال اليدوية.
ويرجع الفضل لتأسيس رياض الأطفال –التي أصبحت عماد أي مجتمع مدني - للمربي الألماني (فريدريش فيلهم أوغست فروبل) في إطار مشروع سماه في البداية (هلبا) خصص لتربية الأطفال انطلاقا من مبدأ مراعاة خصوصيات المرحلة التي يمرون بها، لذا تم التركيز في هذه المدرسة على العمل اليدوي، والفني، وتربية المهارات الفكرية والحسية.
غير انه لم يحقق هذا المشروع ما كان يرغب فيه، فأنشأ بعد ذلك مدرستين:
المدرسة القائمة على غرائز الأطفال الفعالة ومدرسة التربية النفسية، وأهمية التسميتين تكمن في إشارتهما إلى منازعه في التربية، غير أن عموميتهما ولا دقتهما جعلتاه يبحث باستمرار عن التسمية المناسبة، حتى إذا كان يوما في نزهة جبلية وافته العبارة المطلوبة وصاح كما صاح (أرخميدس) وجدتها وجدتها... وكانت العبارة التي طرب لها هي (( روضة الأطفال)) ينمو فيها الأطفال نموا طبيعيا كما تنمو الشجرة بين يدي بستاني خبير.
1.1: مفهومه للتربية:
التربية عند(فروبل) نمو وتطور ورقي نحو الكمال الروحي أو الوحدة المقدسة، والعمل التربوي لديه هو قيادة الطفل وتوجيهه نحو النمو الكامل المتكامل الذي يشمل عقله ووجدانه وروحه وذلك بواسطة النشاط الذاتي الذي ينبع من الدوافع والرغبات والميول الداخلية للطفل ،لذلك فهو يلح عل ضرورة تكامل الجوانب الثلاثة كهف للتربية .
وتحقيق هذه الأهداف السابقة الشمولية (نمو العقل والوجدان والروح) يؤدي إلى تحقيق أهداف جزئية لكنها في غاية الأهمية:
تحقيق الذات.
تحقيق النمو المتكامل.
تنمية الإرادة القوية الثابتة.
اكتساب العادات الحسنة .
تحقيق التوافق بينه وبين الطبيعة.
معرفة الفرد لنفسه ولخالقه وللسر الذي أودعه الله فيه وفي كافة مظاهر الطبيعة.
تمكن الفرد من إدراك الوحدة الروحية التي تربط بين جميع الموجودات في هذا الكون...
1.2: منهجه في التربية:
وألح على أن يتكون المنهج في رياض الأطفال - من أنشطة الأطفال الذاتية الحرة وألعابهم الفردية والجماعية ومن الخبرات التي تقوم على أساس التعامل مع الأشياء المادية والأمور المحسوسة ومع الجوانب المختلفة للطبيعة))1.
والشروط الأساسية التي يجب أن تتوافر في هذه الأنشطة هي(( أن تكون نابعة من دوافعهم ورغباتهم الداخلية وأن تكون ذات قيمة إبداعية فنية، تساعد الطفل على تنمية روح الخلق والإبداع وتنمية مواهبه واستعداداته الفنية، وأن تكون ذات قيمة تعبيرية تساعد الطفل على التعبير عن ذاته الداخلية وعن أفكاره ومشاعره ورغباته، وأن تكون ذات قيمة أخلاقية واجتماعية وذات قيمة في تنمية القوى الجسمية والعقلية)).2
وقد وظف فيها العديد من الألعاب والأغاني والأناشيد والمهن والحرف اليدوية والرحلات والزيارات ومشاهدة الطبيعة في مظاهرها المختلفة والرسم والتصوير والتعامل مع الأشياء المادية كالمكعبات الخشبية والعصي وغيرها من الأشكال الهندسية والأدوات التي يسميها بالهدايا والمشاركة في الاستماع والمناقشة والمحادثة وقص القصص وتمثيليات ودراسة الحساب لإتاحة النشاط الحر وإيقاظ الميول.
وقد تمثلت مبادؤه التربوية في:
أ- التربية عملية طبيعية.
ب-الطفل كيان عضوي متكامل ينمو بفعل النشاط الذاتي.
ج- الطفل جزء عضوي من الجماعة.
د- الكون كيان عضوي تنضوي تحته كيانات جزئية.
1.3: هدايا فروبل:
إن اللعب الثلاث الكرة والمكعب والاسطوانة تم اختيارها من طرف (فروبل)) بناء على فلسفة تربوية خاصة بكل لعبة.
أ- الدائرة / الكرة:
فالدائرة تمثل عنده الكرة لأنها: (( افضل شيء لدى الاطفال لان الطفل يجد فيها صورة من كل شيء ففيها السكون والحركة وفيها الخصوص والعموم وفيها السطح الواحد والسطح الكثير الجوانب وفيها عنصر الظهور وعنصر الخفاء- إذ لا يرى مركزها ولا ترى لها زوايا- ...واللعب في الحقيقة نتاج لارتباط بين ضدين:النشاط الحر للطفل ثم المثيرات الناتجة عن الشيء الذي يلعب به، وهل هناك ما يمثل هذين الضدين أكثر من طفل يرمي الكرة، فتعود إليه، فيرميها ثانية وتعود...وهكذا))3.
إن الكرة تفتن الطفل بألوانها التي تمثل ألوان قوس قزح وليس أجمل يقول (فروبل)من أن ترى ستة أطفال ينطلقون في اللعب بست كرات تمثل كل واحدة منها لونا من ألوان قوس قزح.
كما أنها تساعد على حركة الطفل وتقوية عضلاته وردود أفعاله وتزيد من نشاطه وحيويته.
وهي وسيلة للحماية الخلقية للطفل ووسيلة لصرف طاقته المختزنة في مجال مثمر.
(( إن لعبة الطفل الأولى هذه تشتمل على الصفات الثلاث الأساسية التي ينبغي أن تتوافر في لعب الأطفال: الفائدة والجمال والصدق)).
ب- المكعب
أما المكعب فقد وجد (فروبل)أن الطفل - يحس باللذة والسرور عندما يجد لعبة جديدة تشبه لعبته السابقة في أشياء، وتختلف عنها في أشياء أخرى، ومثل هذه الهدية التي تشبه الكرة وتخالفها في الوقت نفسه، متوفرة في المكعب، وهذا التشابه والتضاد يجعلان من الكرة والمكعب هديتين لا يجوز الفصل بينهما))4.
وفائدة اللعب بالمكعب كثيرة أيضا أهمها أنه يتيح للطفل أن يتعرف بعض الحقائق الأولية عن الشكل والحجم والمساحة والعدد عن طريق المعاينة الحسية المباشرة.
ويدعو (فروبل)إمعانا في إضفاء أفكاره الفلسفية على هذه اللعب إلى الجمع في اللعب بين الكرة والمكعب فنجعل الكرة تستقر على المكعب مثلا في حين يتعذر على المكعب أن يستقر على الكرة،لنبين بذلك كيف يمثل المكعب المقاومة والسكون بينما تمثل الكرة الحيوية والحياة.
ج- ألاسطوانة
وفيما يتحقق حلقة وسطى تجمع بين الضدين نعني الكرة والمكعب ولهذا كانت هي الهدية الثالثة ومشاهدة الأطفال وهم يلعبون تزيد هذا الاختيار قيمة، إذ نلاحظ ميلهم الشديد للعب بقطع الخشب التي تشبه في شكلها الاسطوانة.
(( ولا بد في نهاية الأمر من إبراز الوحدة بين الألعاب الثلاثة، ولا بد أن يدرك الطفل عن هذا الطريق المعنى الفلسفي الرائع الذي يثوي وراء هذه الوحدة مع الكثرة وهذه الكثرة مع الوحدة، وأن يستبين له في خاتمة المطاف، كيف يتكون الشيء من أجزاء اتحدت، بل كيف تتكون الإنسانية من وحدة كبرى تضم وحدات صغرى))5.
بنية من بنيات التعليم يلجأ إليها الأطفال المبتدئين قبل المرحلة الأساسية، وظيفتها تربية الطفل من حيث المهارات الحس-حركية واللغوية والتنشئة الاجتماعية وإعداده لولوج المدرسة الأساسية. وتتضمن برامجها أنشطة تربوية مثل القراءة والكتابة والرسم واللعب والأناشيد والأعمال اليدوية.
ويرجع الفضل لتأسيس رياض الأطفال –التي أصبحت عماد أي مجتمع مدني - للمربي الألماني (فريدريش فيلهم أوغست فروبل) في إطار مشروع سماه في البداية (هلبا) خصص لتربية الأطفال انطلاقا من مبدأ مراعاة خصوصيات المرحلة التي يمرون بها، لذا تم التركيز في هذه المدرسة على العمل اليدوي، والفني، وتربية المهارات الفكرية والحسية.
غير انه لم يحقق هذا المشروع ما كان يرغب فيه، فأنشأ بعد ذلك مدرستين:
المدرسة القائمة على غرائز الأطفال الفعالة ومدرسة التربية النفسية، وأهمية التسميتين تكمن في إشارتهما إلى منازعه في التربية، غير أن عموميتهما ولا دقتهما جعلتاه يبحث باستمرار عن التسمية المناسبة، حتى إذا كان يوما في نزهة جبلية وافته العبارة المطلوبة وصاح كما صاح (أرخميدس) وجدتها وجدتها... وكانت العبارة التي طرب لها هي (( روضة الأطفال)) ينمو فيها الأطفال نموا طبيعيا كما تنمو الشجرة بين يدي بستاني خبير.
1.1: مفهومه للتربية:
التربية عند(فروبل) نمو وتطور ورقي نحو الكمال الروحي أو الوحدة المقدسة، والعمل التربوي لديه هو قيادة الطفل وتوجيهه نحو النمو الكامل المتكامل الذي يشمل عقله ووجدانه وروحه وذلك بواسطة النشاط الذاتي الذي ينبع من الدوافع والرغبات والميول الداخلية للطفل ،لذلك فهو يلح عل ضرورة تكامل الجوانب الثلاثة كهف للتربية .
وتحقيق هذه الأهداف السابقة الشمولية (نمو العقل والوجدان والروح) يؤدي إلى تحقيق أهداف جزئية لكنها في غاية الأهمية:
تحقيق الذات.
تحقيق النمو المتكامل.
تنمية الإرادة القوية الثابتة.
اكتساب العادات الحسنة .
تحقيق التوافق بينه وبين الطبيعة.
معرفة الفرد لنفسه ولخالقه وللسر الذي أودعه الله فيه وفي كافة مظاهر الطبيعة.
تمكن الفرد من إدراك الوحدة الروحية التي تربط بين جميع الموجودات في هذا الكون...
1.2: منهجه في التربية:
وألح على أن يتكون المنهج في رياض الأطفال - من أنشطة الأطفال الذاتية الحرة وألعابهم الفردية والجماعية ومن الخبرات التي تقوم على أساس التعامل مع الأشياء المادية والأمور المحسوسة ومع الجوانب المختلفة للطبيعة))1.
والشروط الأساسية التي يجب أن تتوافر في هذه الأنشطة هي(( أن تكون نابعة من دوافعهم ورغباتهم الداخلية وأن تكون ذات قيمة إبداعية فنية، تساعد الطفل على تنمية روح الخلق والإبداع وتنمية مواهبه واستعداداته الفنية، وأن تكون ذات قيمة تعبيرية تساعد الطفل على التعبير عن ذاته الداخلية وعن أفكاره ومشاعره ورغباته، وأن تكون ذات قيمة أخلاقية واجتماعية وذات قيمة في تنمية القوى الجسمية والعقلية)).2
وقد وظف فيها العديد من الألعاب والأغاني والأناشيد والمهن والحرف اليدوية والرحلات والزيارات ومشاهدة الطبيعة في مظاهرها المختلفة والرسم والتصوير والتعامل مع الأشياء المادية كالمكعبات الخشبية والعصي وغيرها من الأشكال الهندسية والأدوات التي يسميها بالهدايا والمشاركة في الاستماع والمناقشة والمحادثة وقص القصص وتمثيليات ودراسة الحساب لإتاحة النشاط الحر وإيقاظ الميول.
وقد تمثلت مبادؤه التربوية في:
أ- التربية عملية طبيعية.
ب-الطفل كيان عضوي متكامل ينمو بفعل النشاط الذاتي.
ج- الطفل جزء عضوي من الجماعة.
د- الكون كيان عضوي تنضوي تحته كيانات جزئية.
1.3: هدايا فروبل:
إن اللعب الثلاث الكرة والمكعب والاسطوانة تم اختيارها من طرف (فروبل)) بناء على فلسفة تربوية خاصة بكل لعبة.
أ- الدائرة / الكرة:
فالدائرة تمثل عنده الكرة لأنها: (( افضل شيء لدى الاطفال لان الطفل يجد فيها صورة من كل شيء ففيها السكون والحركة وفيها الخصوص والعموم وفيها السطح الواحد والسطح الكثير الجوانب وفيها عنصر الظهور وعنصر الخفاء- إذ لا يرى مركزها ولا ترى لها زوايا- ...واللعب في الحقيقة نتاج لارتباط بين ضدين:النشاط الحر للطفل ثم المثيرات الناتجة عن الشيء الذي يلعب به، وهل هناك ما يمثل هذين الضدين أكثر من طفل يرمي الكرة، فتعود إليه، فيرميها ثانية وتعود...وهكذا))3.
إن الكرة تفتن الطفل بألوانها التي تمثل ألوان قوس قزح وليس أجمل يقول (فروبل)من أن ترى ستة أطفال ينطلقون في اللعب بست كرات تمثل كل واحدة منها لونا من ألوان قوس قزح.
كما أنها تساعد على حركة الطفل وتقوية عضلاته وردود أفعاله وتزيد من نشاطه وحيويته.
وهي وسيلة للحماية الخلقية للطفل ووسيلة لصرف طاقته المختزنة في مجال مثمر.
(( إن لعبة الطفل الأولى هذه تشتمل على الصفات الثلاث الأساسية التي ينبغي أن تتوافر في لعب الأطفال: الفائدة والجمال والصدق)).
ب- المكعب
أما المكعب فقد وجد (فروبل)أن الطفل - يحس باللذة والسرور عندما يجد لعبة جديدة تشبه لعبته السابقة في أشياء، وتختلف عنها في أشياء أخرى، ومثل هذه الهدية التي تشبه الكرة وتخالفها في الوقت نفسه، متوفرة في المكعب، وهذا التشابه والتضاد يجعلان من الكرة والمكعب هديتين لا يجوز الفصل بينهما))4.
وفائدة اللعب بالمكعب كثيرة أيضا أهمها أنه يتيح للطفل أن يتعرف بعض الحقائق الأولية عن الشكل والحجم والمساحة والعدد عن طريق المعاينة الحسية المباشرة.
ويدعو (فروبل)إمعانا في إضفاء أفكاره الفلسفية على هذه اللعب إلى الجمع في اللعب بين الكرة والمكعب فنجعل الكرة تستقر على المكعب مثلا في حين يتعذر على المكعب أن يستقر على الكرة،لنبين بذلك كيف يمثل المكعب المقاومة والسكون بينما تمثل الكرة الحيوية والحياة.
ج- ألاسطوانة
وفيما يتحقق حلقة وسطى تجمع بين الضدين نعني الكرة والمكعب ولهذا كانت هي الهدية الثالثة ومشاهدة الأطفال وهم يلعبون تزيد هذا الاختيار قيمة، إذ نلاحظ ميلهم الشديد للعب بقطع الخشب التي تشبه في شكلها الاسطوانة.
(( ولا بد في نهاية الأمر من إبراز الوحدة بين الألعاب الثلاثة، ولا بد أن يدرك الطفل عن هذا الطريق المعنى الفلسفي الرائع الذي يثوي وراء هذه الوحدة مع الكثرة وهذه الكثرة مع الوحدة، وأن يستبين له في خاتمة المطاف، كيف يتكون الشيء من أجزاء اتحدت، بل كيف تتكون الإنسانية من وحدة كبرى تضم وحدات صغرى))5.