نشأة رياض الاطفال في اليمن وتطورها
نشأت رياض الأطفال إبان الاستعمار البريطاني في الجزء الجنوبي من اليمن قبل الاستقلال بسنوات قليلة حيث كانت رياضاً خاصة. ونشأت في الأساس من أجل خدمة أطفال الجالية الأجنبية، واقتصر وجودها في عدن كمركز رئيسي للسلطة الاستعمارية، ولم يزد عددها على ثلاث رياض فقط، وكان الالتحاق بها محدوداً جداً.
وبعد الاستقلال عن الاستعمار البريطاني في عام 1967م بدأ الاهتمام بإنشاء رياض الأطفال والتوسع فيها، وكان ذلك ضمن الاهتمام الشامل للدولة الفتية بقضية التربية والتعليم. وفي الوقت نفسه كان للمنظمات النسوية الموجودة آنذاك دور ملموس تجسد في إنشاء الرياض الأهلية، حيث كان العمل التربوي فيها يسير باجتهادات ذاتية، ولم يكن لها منهاج أو برنامج تربوي تسيّر به عملها التربوي، وفي بداية السبعينيات صدر قانون التربية والتعليم رقم 26 لعام 1972م، وعلى أساسه صدر قانون خاص لرعاية الطفولة، والذي حدد وزارة التربية والتعليم كجهة مسؤولة عن رياض الأطفال. بموجب هذين القانونين أصبحت رياض الأطفال حلقة من حلقات السلم التعليمي العام، كما نظم قانون رعاية الطفولة آنذاك تمويل وتشغيل الرياض، حينها أصدرت الدولة قراراً بإنشاء وديعة صندوق الطفل اليمني تعتمد إيرادته في الأساس على استقطاع 100 فلس شهرياً رسوماً عن كل طفل يلتحق بالروضة.. إلى جانب ما تضعه الوزارة في موازناتها الجارية من اعتمادات لتسيير أنشطة وعمل الرياض.
وقد كان لوديعة صندوق الطفل دور كبير في التوسع الذي شهدته رياض الأطفال كماً ونوعاً، حيث شيدت الرياض الحديثة وفق التصاميم التربوية المناسبة وزودت بالأثاث والألعاب والوسائل التربوية المتصلة بالعمل التربوي، واستطاعت القيام بدورها كمؤسسات تربوية تقدم الرعاية التربوية والصحية والاجتماعية والنفسية بأسلوب علمي متطور وبكوادر مدربة، كل ذلك مكنها من توفير كل متطلبات طفل الروضة وفق البرنامج التربوي المعد، كما تقدم وجبة غذائية خفيفة للأطفال أثناء وجودهم في الروضة. وتؤمن المواصلات ذهاباً وإياباً من وإلى الروضة.
ولكي تعمل رياض الأطفال بشكل جيد تم وضع وثيقة تربوية هامة من قبل مختصين يمنيين ومنها انبثقت الأدلة التربوية المساعدة لمربية الروضة.
ومن ناحية أخرى اهتمت وزارة التربية والتعليم بتدريب المربيات في دورات تخصصية (أثناء الخدمة) وقد تحصلت 107 من المربيات على دبلوم رياض الأطفال.
وزيادة في الاهتمام تم فتح قسم خاص بمعهد المعلمين والمعلمات اهتم بتأهيل وتخريج مربيات لرياض الأطفال (قبل الخدمة)، كما أتيحت الفرصة لعدد من القيادات التربوية العاملة في الرياض لزيارة عدد من البلدان والاطلاع على تجاربها، وتنظيم برامج لتبادل الخبرات معها.
كل تلك التجارب كانت سارية في المحافظات الجنوبية والشرقية قبل عام 1990م.
أما في المحافظات الشمالية فقد أنشئت الرياض في مطلع الثمانينيات، وكانت بداية نشأتها عن طريق جمعية المرأة وبدعم وإشراف وزارة التأمينات والشؤون الاجتماعية، كما أنشئت الرياض الأهلية التابعة لبعض الأشخاص المهتمين بالعمل مع الأطفال. وتعد رياض الأطفال اليوم أحد الإنجازات التربوية الهامة في بلادنا، والتي نفتخر بها ونسعى جاهدين إلى تطويرها ليتمكن أكبر عدد ممكن من الأطفال من الانخراط فيها. وقد أكدت ذلك وثيقة الاستراتيجية الوطنية لتطوير التعليم الأساسي، وشددت على ضرورة أن تستقبل مدارس التعليم الأساسي (الصف الأول) 60 % من تلاميذها عبر رياض الأطفال.
ومن خلال الدراسات التي قمنا بها اتضح لنا بأن جميع الأطفال الذين يلتحقون بالمدارس عبر الرياض هم الذين يتمتعون بقدرات ومهارات ومواهب متنوعة، وينالون المراتب الأولى في الدراسة، وهذا يدل على الدور الفاعل والمؤثر الذي تضطلع به رياض الأطفال في تشكيل المقومات الأساسية لشخصية الطفل وإعداده إعداداً جيداً للالتحاق بالمدرسة.
ويبلغ عدد الرياض الحكومية 197 روضة منتشرة في معظم محافظات الجمهورية تضم 14771 طفلاً وطفلة يعمل معهم 964 مربية، ومما يجدر ذكره أن الرياض الأهلية تخضع لمسؤولية وزارة التربية والتعليم، ممثلة بالإدارة العامة لرياض الأطفال من حيث التوجيه والإشراف التربوي والفني الكامل مثلها مثل الرياض الحكومية التابعة للوزارة، وحالياً لدى وزارة التربية والتعليم خطة للتوسع في إنشاء رياض جديدة في مختلف محافظات الجمهورية.
وتعمل رياض الأطفال وفقاً للائحة خاصة حددت الأهداف العامة للرياض شملت :
ــ نظام إدارة الروضة.
ــ مواصفات المربيات ودورهن في العمل.
ــ دور مجلس الآباء والأمهات وغيرها من القضايا الهامة المنظمة لعمل الرياض.
البرنامج التربوي لرياض الأطفال
إن النشاط التربوي في مجال رياض الأطفال يسترشد بأهداف واضحة تحدد مساراته وتبين موقعه من العملية التربوية المنظمة والمخططة التي تقودها وزارة التربية والتعليم.
وتسـعى الأهـداف التـي يحـققها البـرنامج التــربـوي لـرياض الأطـفال إلــى ما يلي :
1. العناية المتوازنة بجوانب نمو طفل الروضة الروحية والذهنية والجسدية والنفسية والاجتماعية.
2. تنمية قيم الأطفال الروحية على أساس الدين الإسلامي الحنيف وتربيتهم على حب الوطن والخير للإنسانية جمعاء.
3. تطوير القدرات والمهارات العقلية والمعرفية وخصوصاً الانتباه والإدراك والتذكر والتفكير المنطقي.. إلخ.
4. تطوير مهارات الأطفال في اللغة العربية وتزويدهم بالمعارف الأساسية عن البيئة الطبيعية والاجتماعية المحيطة بهم.
5. تنمية الحس الجمالي لدى الأطفال عن طريق الاهتمام بالرسم والموسيقى والغناء والأناشيد، ولفت انتباههم إلى مواطن الجمال في البيئة القريبة منهم.
6. تقوية مشاعر حب الطفل لوالديه واحترامهما وحب الأسرة والمجتمع.
7. إعداد الطفل إعداداً جسمانياً سليماً وتعويده على التمارين الرياضية وإكسابه العادات الصحية السليمة.
8. تهيئة الأطفال للحياة الاجتماعية وتنمية اتجاهات التعاون مع الآخرين لديهم، وإقامة الصداقات معهم والإحساس بشعورهم ورغباتهم والقدرة على تأجيل إشباع الحاجات والدوافع الذاتية والإنصات للآخرين والاستئذان والاعتذار منهم وشكرهم... إلخ.
9. تكوين اتجاهات إيجابية لدى الأطفال نحو النظام والانضباط وإنجاز العمل بالاعتماد على النفس.
10. تنمية القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة وعدم التردد في المواقف التي تتطلب منهم ذلك.
مما سبق يمكن صياغة أهداف أكثر تحديداً ووضوحاً عن طريق التلمس العميق للاحتياجات الأساسية للطفل والاستفادة القصوى من نتائج علوم التربية وعلم النفس، إلى جانب الخبرات المتراكمة من الممارسة العملية في ميدان تربية أطفال الرياض.
أهداف الموضوعات والأنشطة لأطفال الرياض
الأهداف الخاصة :
وتشمل مجموعة الأهداف التي يتوق إليها كل من أمضى ثلاث سنوات في الروضة من الأطفال.
وهذه الأهداف تعتبر أكثر تحديداً قياساً مع الأهداف العامة، لأنها تتعلق بالموضوعات والأنشطة المحددة التي يمارسها الأطفال خلال سنوات بقائهم في الروضة وعلى سبيل المثال اللغة الأم.
وفي هذا الإطار تهدف تربية الأطفال في الرياض في مجال اللغة العربية إلى ما يلي :
1. تدريب الأطفال على الكلام الصحيح لغوياً.
2. إغناء خبرتهم اللغوية.
3. تدريبهم على الحكي والإخبار والوصف.
4. تطوير قدراتهم في التعبير عن رغباتهم ومشاعرهم وتجاربهم الشخصية.
5. تدريبهم على حسن الاستماع وفهم ما يحدثون عنه.
6. الاستمتاع بالتطلع والنظر في الكتب المصورة والاستماع للقصص.
ولكل موضوع أهداف خاصة نسعى لتحقيقها، من هذه المواضيع التربية الإسلامية، التربية الاجتماعية، التربية الطبيعية، التربية البدنية، الفنون والأشغال اليدوية، الموسيقى، المسرح، الأركان التربوية... إلخ.
تنظيم الأطفال في الروضة
يتم توزيع الأطفال على الشعب وفق العمر، والهدف من ذلك التقارب العمري للأطفال والذي يجعلهم متقاربين في الاهتمامات والحاجات والانفعالات، والتقليل من الفروق الفردية، ففي الروضة نجد :
الفئة الصغرى : 4-3 سنوات.
الفئة الوسطى : 5-4 سنوات.
الفئة الكبرى : 6-5 سنوات.
ولكل فئة برامجها الخاصة والتي من خلالها تنفذ الخطط التفصيلية للبرنامج التربوي في ثلاثة أنماط :
* النمط الاجتماعي : حيث يتم تدريس جميع الأطفال معاً، وهو الأسلوب الأسرع والأسهل والأكثر فاعلية في توصيل المعلومات في آن واحد مثل تقديم قصة باستخدام مسح العرائس.
* النمط الفردي : ويتم تقديم نشاط لكل طفل على حدة بما يتناسب مع حاجاته وقدراته.
* نمط المجموعات الصغيرة.
وحتى يستقر الطفل في الروضة فإننا نحافظ على المربية الأساسية معه من سنة إلى أخرى حتى يلتحق بالمدرسة، وبذلك تستطيع المربية أن تقيم الطفل تقييماً تربوياً سليماً.
الرعاية الصحية
يلقى الطفل في الروضة عناية صحية خاصة حيث تقوم إدارة الصحة المدرسية بالزيارات الدورية للفحص الدوري للأطفال، كما يهتم الآباء بعمل الفحوصات اللازمة للاطمئنان على حالة الأطفال الصحية، وتسجل حالته في البطاقة الصحية الخاصة لكل طفل.
كما توجد في كل روضة غرفة للإسعافات الأولية لمعالجة الحالات البسيطة وتشرف عليها مربية مختصة.
الأنشطة التربوية (الأنشطة اللاصفية)
تهتم الرياض بنشاط اللعب، فعن طريق اللعب يتعلم الطفل، كما أنها تعطي حيزاً كبيراً للنشاط الحر، والأركان التربوية.
كما تهتم بالنشاط المسرحي والرحلات، والألعاب الميدانية المتنوعة، والألعاب التعليمية المفيدة.
كما تهتم الرياض بتوفير مكتبة للطفل (القصص المصورة وغيرها).