الأفعال التي تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر
من الأفعال المتعدية لمفعولين أصلهما المبتدأ والخبر الآتي :
كسا : نحو : كسوت البائس ثوبا .
134 ـ ومنه قوله تعالى : { فكسونا العظام لحما }1 .
وقوله تعالى : { ثم نكسوها لحما }2 .
قال أبو حيان : كسا : يكسو وفعله يتعدى إلى اثنين . تقول : كسوت زيدا ثوبا ، وقد جاء متعديا إلى واحد {3} .
17 ـ كقول الشاعر :
وأركب في الروع خيفانة كسا وجهها سعف منتشر فـ " كسا " بمعنى غطى ، فتعدى إلى واحد .
ألبس : نحو : ألبس الفنان ضفة النهر حللا سندسية .
سأل : نحو : سأل الفقير الغنى مالا .
135 ـ ومنه قوله تعالى : { يا قوم لا أسألكم عليه مالا }4 .
وقوله تعالى : { قل لا أسألكم عليه أجرا }5 .
وقوله تعالى : { فقد سألوا موسى أكبر من ذلك }6 .
أعطى : نحو : أعطيت الفقير ريالا .
136 ـ ومنه قوله تعالى : { قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه }7 .
أطعم : نحو : أطعمت الجائع خبزا .
137 ـ ومنه قوله تعالى : { ويطعمون الطعام على حبه مسكينا }8 .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 14 المؤمنون . 2 ـ 259 البقرة .
3 ـ البحر المحيط ج2 ص206 . *
4 ـ 29 هود . 5 ـ 90 الأنعام .
6 ـ 153 النساء . 7 ـ 50 طه . 8 ـ 8 الإنسان .
وقوله تعالى : { من أوسط ما تطعمون أهليكم }1 .
فالمفعول الأول لتطعمون محذوف ، وتقديره : تطعمونه {2} .
سقى : نحو : سقيت الظامئ ماء .
138 ـ ومنه قوله تعالى : { وسقاهم ربهم شرابا طهورا }3 .
علَّم : نحو : علمت الطالب درسا .
ومنه قوله تعالى : { وعلم آدم الأسماء كلها }4 . وقوله تعالى : { علمه البيان }5 .
139 ـ وقوله تعالى : ( علم الإنسان ما لم يعلم }6 .
فـ " الإنسان " مفعول به أول و " ما " الموصولة في محل نصب مفعول به ثان .
زود : نحو : زودت المسافر قوتا .
من جميع الأمثلة السابقة نلاحظ أن ما تعدت إليه الأفعال من مفاعيل لم يكن أصله المبتدأ والخبر ، لأننا إذا فصلنا الفعل الناقص عن بقية الجملة ، نجد أن الجملة لا تعطينا مدلول الابتداء ، والإخبار ، لأنها ناقصة المعنى ، ويكمل معناها بإدخال الفعل عليها ليعمل في ركنيها النصب ، ويكون المفعول الأول فاعلا في المعنى .
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 89 المائدة .
2 ـ البحر المحيط ج4 ص10 .
3 ـ 21 الإنسان . 4 ـ 31 البقرة .
5 ـ 2 الرحمن . 6 ـ 5 العلق .
نماذج من الإعراب
134 ـ قال تعالى : ( فكسونا العظام لحما ) 14 المؤمنون .
فكسونا : الفاء حرف عطف ، وكسونا فعل وفاعل .
العظام مفعول به أول منصوب بالفتحة . لحما : مفعول به ثان منصوب بالفتحة .
وجملة كسونا معطوفة على ما قبلها .
17 ـ قال الشاعر :
وأركب في الروع خيفانة كسا وجهها سعف منتشر
وأركب : الواو حسب ما قبلها ، وأركب فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا .
في الروع : جار ومجرور متعلقان بأركب .
خيفانة : مفعول به منصوب بالفتحة .
كسا : فعل ماض مبني على الفتح بمعنى غطى ينصب مفعول به واحد .
وجهها مفعول به منصوب بالفتحة لكسا ، وهو مضاف وهاء الغائب في محل جر مضاف إليه .
سعف : فاعل مرفوع بالضمة : منتشر : صفة مرفوعة لسعف .
135 ـ قال تعالى : ( ويا قوم لا أسألكم عليه مالا ) 29 هود .
ويا قوم : الواو حرف عطف ، ويا حرف نداء ، وقوم منادى مضاف منصوب بالفتحة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم المحذوفة ، وقوم مضاف ، والياء في محل جر مضاف إليه .
لا أسألكم : لا نافية لا عمل لها ، وأسألكم فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول .
عليه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من المفعول به .
أجرا : مفعول به ثان منصوب بالفتحة .
136 ـ قال تعالى : ( قال ربنا الذي أعطى كل شئ خلْقه ) 50 طه .
قال : فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو .
ربنا : مبتدأ ، ورب مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
الذي : اسم موصول في محل رفع خبر . والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول . أعطى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . وجملة أعطى لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
كل شي : كل مفعول به منصوب ، وكل مضاف ، وشئ مضاف إليه مجرور .
خلقه : مفعول به ثان منصوب بالفتحة . وقيل : خلقه " أول مفعولي أعطى ، وقدم للاهتمام به ، أي أعطى خليقته ، وكل شئ ثانيهما .
وقرئ " خَلَقه " على أنه فعل ، والمفعول الثاني لأعطى محذوف للعلم .
137 ـ قال تعالى : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ) 8 الإنسان .