نمو الذات ومفهوم الذات في
مرحلة الطفولة :
الذات :
الذات : هي الشعور والوعي بكينونة الفرد .
وتنمو الذات وتنفصل تدريجياً عن المجال الإدراكي وتتكون بنية الذات كنتيجة للتفاعل
مع البيئة وتشمل الذات المدركة ، والذات الاجتماعية ، والذات المثالية . وقد تمتص
قيم الآخرين وتسعى إلى التوافق والثبات وتنمو نتيجة للنضج والتعلم .
مفهوم الذات :
يمكن تعريف مفهوم الذات بأنه تكوين معرفي
منظم موحد ومتعلم للمدركات الشعورية والتصورات والتعميمات الخاصة بالذات ، يبلوره
الفرد ويعتبره تعريفاً نفسياً لذاته .
ويتكون مفهوم الذات من أفكار الفرد الذاتية
المنسقة المحددة الأبعاد عن العناصر المختلفة لكينونته الداخلية والخارجية وتشمل
هذه العناصر المدركات والتصورات التي تحدد خصائص الذات كما تنعكس إجرائياً في وصف
الفرد لذاته كما يتصورها هو " الذات المدركة " والمدركات والتصورات التي
تحدد الصورة التي يعتقد أن الآخرين يتصورونها والتي يتمثلها الفرد من خلال التفاعل
الاجتماعي مع الآخرين " الذات الاجتماعية " والمدركات والتصورات التي
تحدد الصورة المثالية للشخص الذي يود أن يكون " الذات المثالية " ووظيفة
مفهوم الذات وظيفة دافعية وتكامل وبلورة عالم الخبرة المتغير الذي يوجد الفرد في
وسطه لذا فإنه ينظم ويحدد السلوك .
ويقول كارل روجرز صاحب نظرية الذات : أنه
بالرغم من أن مفهوم الذات ثابت إلى حد كبير إلا أنه يمكن تعديله وتغييره تحت ظروف
العلاج النفسي الممركز حول العميل الذي يؤمن بأن أحسن طريقة لإحداث التغيير في
السلوك تكون بأن يحدث التغيير في مفهوم الذات .
تطور ونمو الذات ومفهوم الذات
:
ينمو مفهوم الذات تكوينياً كنتاج للتفاعل
الاجتماعي جنباً إلى جنب مع الدافع الداخلي لتأكيد الذات .
ويمكن تلخيص نمو الذات ومفهوم
الذات على النحو التالي :
من الميلاد – 3 شهور : يخرج الوليد من بطن أمه لا يعلم شيئاً وليس
لديه مفهوم جاهز لذاته ويقول يونج أن الذات هناك منذ بداية حياة الفرد ولكن في
كمون ، وتأخذ في التحقيق التدريجي مع النمو . وتتمايز الذات الجسمية ولا يكون هناك
تمايز ولا حدود واضحة بين الذات وغير الذات ويبدأ تفاعل الذات والبيئة . وتبدأ
الذات في التمايز :
3-4 شهور : يكون التمايز خلال الحواس والعضلات .
4-6 شهور : التمايز اللفظي للذات وغير الذات .
6 شهور: تتمايز الذات البدائية المنطوقة .
9 شهور : يفهم الطفل الإشارات مثل " بآي بآي
" ويقول ويكس إن هذه بداية الولادة السيكولوجية للطفل عند شعوره بذاته حيث
يخرج من رحم اللاشعور بالذات ، فهذا ميلاد ثان للطفل حيث يكتشف نفسه ويدخل العالم
الأكبر بحق .
عام كامل : مرحلة الكشف والاستكشاف . تنمو صورة الذات ،
يزداد التفاعل مع الأم ثم مع الآخرين مع الكبار ثم الصغار ، استعمال الكلمات 10%
منها ضمائر وهنا تبدو فرديته الداخلية وهي مازالت تجاهد امتزاجها بالبيئة الخارجية
. ثم تبدأ عملية الأخذ والعطاء وتبدأ الذات النامية في التفريق بين العالمين
الداخلي والخارجي .
حولين كاملين : يزداد تمييز الطفل لذاته ويكون متمركزاً حول
ذاته . يفرق بين الآخرين . تنمو أنا وأنت وملكي وملكك . تتكون الذات الاجتماعية .
يزداد نمو المشاعر الاجتماعية . تزداد القدرة على فهم الذات .
في سن الثالثة : يرسم الطفل صورة اشمل للعالم المحيط به
ويسميه . ويزداد شعوره بفرديته وشخصيته
ويعرف أن له شخصيته وللآخرين شخصياتهم المختلفة . ويزداد تمركزه حول ذاته ويجتهد
في بناء بنية ذاته . كل شيء له وملكه ونسمع منه دائماً " أنا ملكي " ثم
بعد ذلك نسمع "نحن" . يعرف الطفل أن له دوافع بعضها يتحقق وبعضها لا
يتحقق .
في سن الرابعة : يكون علاقات عقلية واجتماعية وانفعالية مع
الآخرين المهمين في حياته . نسمع منه أسئلة الاستكشاف " لماذا – كيف – من –
ماذا – أين "
في سن الخامسة : يتقبل الطفل فرديته . يزداد الوعي بالذات .
يقل اعتماده الكامل على الوالدين ويزداد استقلاله . يتضح تفاعله الأكبر مع العالم
الخارجي .
في المدرسة : يخبر الطفل تأثير الجماعة التي تعزز مفهومه
عن ذاته . يلعب المدرس دوراً هاماً في نمو الذات لدى الطفل . تنمو الذات من تصور
الآخرين عن طريق الامتصاص الاجتماعي . تنمو الذات الاجتماعية . يزداد شعور الطفل
بقيمته . يزداد الشعور بالحب والعطف والحنان . يسعى الطفل لتعزيز صورته في أعين
الآخرين . وتزداد مقدرته على التعبير عن الذات في النشاط العقلي وفي النشاط
الاجتماعي . تنمو الذات المثالية خلال عملية التوحد وتبنى مطامح وأهداف الوالدين
والمدرسين والأبطال والنوابغ والسائد منها في المجتمع .وهكذا نجد أنه في مرحلة
الطفولة المتأخرة يتسع الإطار المرجعي الذي يتحدد في ضوئه مفهوم الذات الموجب
وتقبل الذات والتوافق النفسي ، أو مفهوم الذات السالب وعدم الرضا وسوء التوافق
النفسي . أي أننا نلاحظ زيادة وضوح كنتور وحدود مفهوم الذات مع النمو . وتلعب
القوى الجسمية والقوى الاجتماعية دوراً هاماً في نمو الذات . ويقول بيركنز أن
مفهوم الذات أو الذات المثالية يزداد تطابقهما مع الزمن .
تؤكد الدراسات والبحوث الطبيعية الاجتماعية
للذات أنه بينما كل الاتجاهات منشؤها الخبرة الاجتماعية ، نجد اتجاهات الذات ينظر
إليها على أنها نتاج التفاعل الاجتماعي .
ولعملية التوحد أو التقمص أهمية خاصة في فهم
نمو الذات ومن تحليل هذه العملية يتضح أن هناك عدة أسباب توضح لماذا يتم اختيار
الشخص الآخر كمثل أعلى وبمجرد أن يتم اختيار المثل الأعلى فإن الفرد يتعلم ويقلد
سلوكه وحتى مشاعره وعلى ذلك فإن حب الوالدين للطفل وعطفهما عليه واتجاهاتهما نحوه
أثناء مراحل نموه تكون على درجة كبيرة من الأهمية في تكوين مفهوم الذات لديه .
وبالإضافة إلى المراحل الأولى في الطفولة فإن
أفراداً آخرين خارج نطاق الأسرة يلعبون دوراً هاماً في تكوين الذات ومفهوم الذات
مثل المدرسين والزملاء ورفاق اللعب والأصدقاء .
وهناك علاقة وطيدة بين مفهوم الذات والتحصيل
وكلما كان مفهوم الذات موجباً ساعد ذلك على النجاح في التحصيل .
ويرتبط تقبل الذات ارتباطاً موجباً بتقبل
وقبول الآخرين .
تطبيقات تربوية :
يجب على الوالدين مراعاة ما يلي :
· أهمية دورهم في نمو الذات وفي النمو الصحي المتزايد للتطابق بين مفهوم
الذات والذات المثالية .
· تنمية تقبل الطفل لذاته ، وتنمية مفهوم موجب للذات ، وتنمية احترام الذات
والثقة في الذات .
· تقدير الدور الخطير الذي يقوم به الكبار في نمو مفهوم الذات وتقدير دور
وسائل الإعلام بصفة خاصة . ويجب على الجميع أن يهدفوا إلى اعطاء خبرات ملائمة
للنمو السوي للذات وهذا يؤثر ليس فقط في عملية التعلم بل أيضاً على الحياة بصفة
عامة .
المصدر :
·
زهران ، حامد عبد السلام (1977) : علم نفس
النمو ، ط4 ، عالم الكتب ، القاهرة .
مرحلة الطفولة :
الذات :
الذات : هي الشعور والوعي بكينونة الفرد .
وتنمو الذات وتنفصل تدريجياً عن المجال الإدراكي وتتكون بنية الذات كنتيجة للتفاعل
مع البيئة وتشمل الذات المدركة ، والذات الاجتماعية ، والذات المثالية . وقد تمتص
قيم الآخرين وتسعى إلى التوافق والثبات وتنمو نتيجة للنضج والتعلم .
مفهوم الذات :
يمكن تعريف مفهوم الذات بأنه تكوين معرفي
منظم موحد ومتعلم للمدركات الشعورية والتصورات والتعميمات الخاصة بالذات ، يبلوره
الفرد ويعتبره تعريفاً نفسياً لذاته .
ويتكون مفهوم الذات من أفكار الفرد الذاتية
المنسقة المحددة الأبعاد عن العناصر المختلفة لكينونته الداخلية والخارجية وتشمل
هذه العناصر المدركات والتصورات التي تحدد خصائص الذات كما تنعكس إجرائياً في وصف
الفرد لذاته كما يتصورها هو " الذات المدركة " والمدركات والتصورات التي
تحدد الصورة التي يعتقد أن الآخرين يتصورونها والتي يتمثلها الفرد من خلال التفاعل
الاجتماعي مع الآخرين " الذات الاجتماعية " والمدركات والتصورات التي
تحدد الصورة المثالية للشخص الذي يود أن يكون " الذات المثالية " ووظيفة
مفهوم الذات وظيفة دافعية وتكامل وبلورة عالم الخبرة المتغير الذي يوجد الفرد في
وسطه لذا فإنه ينظم ويحدد السلوك .
ويقول كارل روجرز صاحب نظرية الذات : أنه
بالرغم من أن مفهوم الذات ثابت إلى حد كبير إلا أنه يمكن تعديله وتغييره تحت ظروف
العلاج النفسي الممركز حول العميل الذي يؤمن بأن أحسن طريقة لإحداث التغيير في
السلوك تكون بأن يحدث التغيير في مفهوم الذات .
تطور ونمو الذات ومفهوم الذات
:
ينمو مفهوم الذات تكوينياً كنتاج للتفاعل
الاجتماعي جنباً إلى جنب مع الدافع الداخلي لتأكيد الذات .
ويمكن تلخيص نمو الذات ومفهوم
الذات على النحو التالي :
من الميلاد – 3 شهور : يخرج الوليد من بطن أمه لا يعلم شيئاً وليس
لديه مفهوم جاهز لذاته ويقول يونج أن الذات هناك منذ بداية حياة الفرد ولكن في
كمون ، وتأخذ في التحقيق التدريجي مع النمو . وتتمايز الذات الجسمية ولا يكون هناك
تمايز ولا حدود واضحة بين الذات وغير الذات ويبدأ تفاعل الذات والبيئة . وتبدأ
الذات في التمايز :
3-4 شهور : يكون التمايز خلال الحواس والعضلات .
4-6 شهور : التمايز اللفظي للذات وغير الذات .
6 شهور: تتمايز الذات البدائية المنطوقة .
9 شهور : يفهم الطفل الإشارات مثل " بآي بآي
" ويقول ويكس إن هذه بداية الولادة السيكولوجية للطفل عند شعوره بذاته حيث
يخرج من رحم اللاشعور بالذات ، فهذا ميلاد ثان للطفل حيث يكتشف نفسه ويدخل العالم
الأكبر بحق .
عام كامل : مرحلة الكشف والاستكشاف . تنمو صورة الذات ،
يزداد التفاعل مع الأم ثم مع الآخرين مع الكبار ثم الصغار ، استعمال الكلمات 10%
منها ضمائر وهنا تبدو فرديته الداخلية وهي مازالت تجاهد امتزاجها بالبيئة الخارجية
. ثم تبدأ عملية الأخذ والعطاء وتبدأ الذات النامية في التفريق بين العالمين
الداخلي والخارجي .
حولين كاملين : يزداد تمييز الطفل لذاته ويكون متمركزاً حول
ذاته . يفرق بين الآخرين . تنمو أنا وأنت وملكي وملكك . تتكون الذات الاجتماعية .
يزداد نمو المشاعر الاجتماعية . تزداد القدرة على فهم الذات .
في سن الثالثة : يرسم الطفل صورة اشمل للعالم المحيط به
ويسميه . ويزداد شعوره بفرديته وشخصيته
ويعرف أن له شخصيته وللآخرين شخصياتهم المختلفة . ويزداد تمركزه حول ذاته ويجتهد
في بناء بنية ذاته . كل شيء له وملكه ونسمع منه دائماً " أنا ملكي " ثم
بعد ذلك نسمع "نحن" . يعرف الطفل أن له دوافع بعضها يتحقق وبعضها لا
يتحقق .
في سن الرابعة : يكون علاقات عقلية واجتماعية وانفعالية مع
الآخرين المهمين في حياته . نسمع منه أسئلة الاستكشاف " لماذا – كيف – من –
ماذا – أين "
في سن الخامسة : يتقبل الطفل فرديته . يزداد الوعي بالذات .
يقل اعتماده الكامل على الوالدين ويزداد استقلاله . يتضح تفاعله الأكبر مع العالم
الخارجي .
في المدرسة : يخبر الطفل تأثير الجماعة التي تعزز مفهومه
عن ذاته . يلعب المدرس دوراً هاماً في نمو الذات لدى الطفل . تنمو الذات من تصور
الآخرين عن طريق الامتصاص الاجتماعي . تنمو الذات الاجتماعية . يزداد شعور الطفل
بقيمته . يزداد الشعور بالحب والعطف والحنان . يسعى الطفل لتعزيز صورته في أعين
الآخرين . وتزداد مقدرته على التعبير عن الذات في النشاط العقلي وفي النشاط
الاجتماعي . تنمو الذات المثالية خلال عملية التوحد وتبنى مطامح وأهداف الوالدين
والمدرسين والأبطال والنوابغ والسائد منها في المجتمع .وهكذا نجد أنه في مرحلة
الطفولة المتأخرة يتسع الإطار المرجعي الذي يتحدد في ضوئه مفهوم الذات الموجب
وتقبل الذات والتوافق النفسي ، أو مفهوم الذات السالب وعدم الرضا وسوء التوافق
النفسي . أي أننا نلاحظ زيادة وضوح كنتور وحدود مفهوم الذات مع النمو . وتلعب
القوى الجسمية والقوى الاجتماعية دوراً هاماً في نمو الذات . ويقول بيركنز أن
مفهوم الذات أو الذات المثالية يزداد تطابقهما مع الزمن .
تؤكد الدراسات والبحوث الطبيعية الاجتماعية
للذات أنه بينما كل الاتجاهات منشؤها الخبرة الاجتماعية ، نجد اتجاهات الذات ينظر
إليها على أنها نتاج التفاعل الاجتماعي .
ولعملية التوحد أو التقمص أهمية خاصة في فهم
نمو الذات ومن تحليل هذه العملية يتضح أن هناك عدة أسباب توضح لماذا يتم اختيار
الشخص الآخر كمثل أعلى وبمجرد أن يتم اختيار المثل الأعلى فإن الفرد يتعلم ويقلد
سلوكه وحتى مشاعره وعلى ذلك فإن حب الوالدين للطفل وعطفهما عليه واتجاهاتهما نحوه
أثناء مراحل نموه تكون على درجة كبيرة من الأهمية في تكوين مفهوم الذات لديه .
وبالإضافة إلى المراحل الأولى في الطفولة فإن
أفراداً آخرين خارج نطاق الأسرة يلعبون دوراً هاماً في تكوين الذات ومفهوم الذات
مثل المدرسين والزملاء ورفاق اللعب والأصدقاء .
وهناك علاقة وطيدة بين مفهوم الذات والتحصيل
وكلما كان مفهوم الذات موجباً ساعد ذلك على النجاح في التحصيل .
ويرتبط تقبل الذات ارتباطاً موجباً بتقبل
وقبول الآخرين .
تطبيقات تربوية :
يجب على الوالدين مراعاة ما يلي :
· أهمية دورهم في نمو الذات وفي النمو الصحي المتزايد للتطابق بين مفهوم
الذات والذات المثالية .
· تنمية تقبل الطفل لذاته ، وتنمية مفهوم موجب للذات ، وتنمية احترام الذات
والثقة في الذات .
· تقدير الدور الخطير الذي يقوم به الكبار في نمو مفهوم الذات وتقدير دور
وسائل الإعلام بصفة خاصة . ويجب على الجميع أن يهدفوا إلى اعطاء خبرات ملائمة
للنمو السوي للذات وهذا يؤثر ليس فقط في عملية التعلم بل أيضاً على الحياة بصفة
عامة .
المصدر :
·
زهران ، حامد عبد السلام (1977) : علم نفس
النمو ، ط4 ، عالم الكتب ، القاهرة .