فلسفة التربية في عصر العولمة
(قراءة نظرية من منظور إسلامي)
د. إبرهيم شوقار
كلية المعارف الوحي والعلوم الإنسانية
الجامعة الإسلامية العالمية- ماليزيا
Dr. Ibrahim Shogar
Kullyah of Sciences
International Islamic University -Malaysia
Gombak 53100 K.L
Malaysia
بحث مقدم إلى
ندوة كلية التربية بجامعة الملك سعود- بالرياض
تحت شعار: العولمة وأولويات التربية
في الفترة من 27-28/2/1425ﻫ - الموافق 17-18/4/ 2004م
ملخص البحث
لما كانت معالجة القضايا المهمة تقتضي النظر في أصولها الكلية، فإن هذا البحث قد تعرّض، بمنهج تحليلي، للتحديات التربوية في هذا العصر من خلال (فلسفة التربية في عصر عولمة)، حيث تم عرض ومناقشة الموضوع من خلال أربعة محاور أساسية.
في المحور الأول عالج البحث، في أسلوب تمهيدي، موضوع العولمة والتفاعل الاجتماعي بين الشعوب، فتبيّن من خلاله أن ظاهرة العولمة لا محالة قادمة، وبالتالي ينبغي للمسلمين أن يتفاعلوا معها من أجل تكييفها لصالح الأمة. وفي المحور الثاني تعرض البحث لمفهوم التربية ومهمتها في الإسلام.
أما المحور الثالث فقد عالج جانبين: جانب يتعلق بأبعاد العولمة وأثرها على التربية في العالم الإسلامي، حيث تمثلت أهمها في خمسة أبعاد هي: البُعد الاجتماعي-الثقافي، والبُعد الإقتصادي، والبعد السياسي-العسكري، والبعد الإعلامي، وأخيراً قضايا البيئة. وقد تعرّض البحث ضمن هذا المحور لجانب آخر يتعلق بالعناصر التي تشكّل العولمة، حيث تم بيان أهم تلك العناصر التي تمثلت في (اللا-مركزية ، واللا-قطرية، و الحركة الحرة لرؤوس الأموال والبضائع عبر الحدود الدولية).
لعل أهم محاور هذا البحث تمثل في المحور الأخير الذي كان موضوعة (مقومات فلسفة التربية في عصر العولمة)، حيث تم النظر إلى هذه المقومات من منظور عقدي، ومن منظور أخلاقي قيمي، ومن منظور علمي معرفي، ومن منظور اجتماعي.
Abstract
At the opening of the period of globalization, at about 800AD, the nearest approximation to a worldwide political order was the Muslim world. Its origins lay in the Muslim conquest of the seventh century, and its binding force was religion of Islam who had instructed Islamic worldview and Muslim thought in his education system.
At the time it ranged from Spain and Morocco, through Damascus, Cairo and Baghdad, to Persia and North India; in the centuries that followed; it reached as far as the Indonesian islands, and Central and East Africa. Even by comparison with medieval Europe, it was a prosperous, productive and culturally rich world.
However, Islamic world had gone through many her declined centuries, and today it facing contemporary issues and global challenges, especially cultural and educational challenges. There are many questions should be answered by Muslims in global era, most important of which is that how Muslim should interact with globalization challenges to gain more benefits?
This paper, using educational philosophy in Islam as unit of analyses, discussed this question in four dimensions; globalization as social interaction; concept and aspects of education in Islam; and educational challenges of globalization in Islamic World.
Among others, the most important outcome of this work is that Muslims in their struggling to overcome globalization challenges generally and especially in educational system in Islamic World, they should be more positive with globalization facts as well as they should actively contribute to shape this phenomenon. So the best way to regain glorious ages of Islam is the positive interaction with globalization.
فلسفة التربية في عصر العولمة
(قراءة نظرية من منظور إسلامي)
1- مقدمة: العولمة والتفاعل الاجتماعي بين الشعوب
تأتي هذه الدراسة في ظل الخلفية الفكرية للجدل المستمر حول القضايا العالمية المعاصرة وتداعياتها على حياة الشعوب، فكرياً وثقافياً وتربوياً. وفي ظل الصراع القائم حول طبيعة النظام العالمي الجديد المعروف بـ(العولمة) (Globalization) وتحدياتها على مجتمعاتنا الإسلامية والعربية عبر موجة الحضارة المادية التي تجتاح العالم الآن وتحاول أن تجعل كل القيم والنظم الأخلاقية والتربوية للشعوب خاضعة لمعاييرها باسم العولمة. ففي الوقت الذي يزداد العالم تقارباً وترابطاً في كافة المجالات ليزداد به الشعوب تفاعلاً وتعارفاً من خلال ثورة الاتصالات والمعلومات، تزداد الإشكالات الاجتماعية والثقافية التي تستعصي على الدولة الواحدة أن تتصدى لها.
طُرحت أفكار عديدة حول ظاهرة (العولمة) التي تغشى البشرية في هذه الحقبة من التاريخ، بحثاً عن طرق تكييفها ووسائل تشكيلها. ولا شك في أن كلاً من تلك الأفكار كانت مدرك للحقيقة في جانب، ولكن الحلقة الجامعة لها جميعاً هي أنها تشكل نوعاً من تدافع حضاري فكري يعكس بصورة أوضح طبيعة العلاقات التي ستحكم البشرية في هذا العالم الجديد، على مقتضى سنن الله الكونية في حركة الأمم الحضارية .
وهكذا باتت (العولمة) ظاهرة ذات بعدين: سلبي وإيجابي يتحدد أحدهما وفق أسلوب التعامل لا بذاته.
إن القوى الفكرية التي تقف وراء العولمة وتعمل على توجهيها حتى الآن تغلب عليها المثالب، إذ تقوم على التدافع والتنافس المطلق بين الشعوب على مظاهر الحياة، بعيداً عن القيم، بل هي إعادة صياغة للمفاهيم القيمية والأخلاقية من جديد لتكون إرادة الغالب هي المعيار في كل شيء، الأمر الذي يعني زعزعة قيم الشعوب والتشكيك في قواعد أخلاقها واضطراب مثلها، وإنصهار ذاتيتها مع الأهواء والمصالح الآنية للشعوب، دون ضابط معروف للتعامل بين الناس. وفي ظل هذا التفاعل الثقافي الكثيف ينمحي الهوية الحضارية للأمة وتضيع ذاتيها فيصبح في موضع التخلف والتبعية العمياء.
في ظل هذا التحديات الماثلة أمام كل القيم والنظم الأخلاقية والتربوية للشعوب، يحق لأمة الأسلام والعروبة أن تتساءل:
*- كيف يتأتي لأمة الإسلام أن تحافظ على هويتها الثقافية وقيمها الدينية وفلسفتها التربوية في سياق العولمة وعالم المتغيرات ؟
*- وما هي الآليات والوسائل الداعمة لوضع قواعد التربية الثقافية والفكرية للأمة بحيث تكون قادرة على مجابهة تحديات العولمة، بل التفاعل معها وصياغتها وفق قيم السماء وسنن الفطرة الإنسانية السوية ؟
*- وما التدابير الملائمة التي يجب على الأمة اتخاذها لتسهم في تشكيل العولمة بصورة تنتهي في نتائجها لصالح البشرية جمعاء ؟
*- ثم ما هي الرؤية الحضارية للأمة التي بها تتحدد أولويات التربية، وتكون بديلاً حضارياً للرؤية الوضعية (conventional) أمام البشرية، في ظل هذه المتغيرات الجذرية في عالمي الفكر والثقافة وتداعياتها على الحياة ؟
إذا كانت النظم التربوية المختارة لدى الشعوب وفق مثلها الأعلى، والتي تحرص على توريثها للأجيال، تنبثق أساساً من رؤيتها الكلية (World View)؛ فإن الحديث عن فلسفة التربية هو المدخل الصحيح للتعامل مع القضايا الفكرية والثقافية في هذا العصر (الكوني)، ولتحديد الأولويات التربوية في عالم المتغيرات.
كما أن جعل فلسفة التربية نقطة محورية حول الأسس الثقافية والتربوية للأمة تقتضيه طبيعة العوامل المحركة للـ( العولمة) ذاتها، والتي تتمركز جُلّها حول القضايا الاجتماعية والثقافية والفكرية الناتجة عن التفاعل بين الشعوب في مختلف مجالات الحياة، مثلما يقتضيه البحث عن الآليات الضرورية لمواجهة تلك التحديات والتفاعل معها من أجل تكييفها وفق مبادئ الإسلام وتوجيهها لصالح البشرية.
من أجل مواجهة تحديات العولمة بصورة منهجية جادة، لا تجدي ردود الأفعال، ولا الأعمال غير المخططة ولا التصرفات الفردية العفوية. وإنما لابد من بناء الأمة وتربيتها. ومن أجل بناء الأمة في الحقيقة، لا تكفي تعبئة الشعوب بالكلمات الزائفة المجردة عن القيم والمثل، ولا برفع الشعارات الخالية من المصداقية والمضمون، وإنما في سبيل حمل رسالة الخلافة في الوجود لابد من تربية الأمة أولاً على المثل العليا والرؤية الصحيحة عن الكون والإنسان والحياة. وهو الأمر الذي لاحظ أهميته في هذا العصر أحد الغربيين وعبّر عنها بقولهلبناء الأمة لا يكفي ببساطة تعبئة الشعوب، بل لابد من تعليمهم مَنْ هُم ومِن أين جاءوا وأين سيذهبون).
To create the nation it is not enough simply to mobilize compatriots. They must be taught Who they are, where they come from, and where they are going?.
2- مفهوم التربية ومهمتها في الإسلام
معنى التربية، كما ورد في القرآن، هي إنشاء الشيء حالاً فحالاً إلى التمام، كما في قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(2) (الفاتحة). والتربية في الإسلام منهج يستهدف صياغة كيان الإنسان في كليته: عقلاً وروحاً، جسداً ونفساً. والإنسان ليس جديراً بهذه التسمية إلا بالتربية، وليست التربية في الإسلام إلا اتباع الأصول التي جاء بها الأنبياء والمرسلون من الأحكام والحِكم والتعاليم، وهي المباديء الحقيقية التي تأخذ بيد الإنسان إلى أعلى مراتب القيم الحميدة وحسن الأخلاق.
ولقد جاء الإسلام برؤية كونية توحيدية فطرية، وبقيم ومبادئ تربوية هادئة تقصد إلى الخير والإحسان، تحي الضمائر وتنير العقول وتبني حس المسؤولية في الإنسان. فصارت من أصول الإسلام كون الدين هو الموجه لحركة المجتمع ومصدر كل نظمه العاملة التي منها التربية بوسائلها المختلفة. ومن هذا الوجه يتبيّن أن الدين هو روح حركة الحياة في الإسلام وروح العلوم والمعارف كلها وروح المجتمع.
فالتربية في الإسلام، نظرياً وعملياً، لا تجد مرجعيتها إلا في الدين، ومفهوم العلوم ليس مقصوراً على علوم الدين، بل يشمل كل المعارف التي كشف الله عنها للبشر. وسريان روح الدين في كل شعاب الحياة والمعارف في المنظور الإسلامي هو المفهوم الصحيح للتربية، كما فهمه الأقدمون من علماء الأمة قبل نشأة بدعة تفريق العلوم إلى ديني ودنيوي. فمما قيل في هذا الصدد أن أبا حسن الأنباري كان يشتغل بالعلوم الهندسية ولما مرّ عليه بعض المشتغلين بالفقه وسألوه، بشيء من التهكم، بِمَ تشتغل ؟ أجاب: إني اشتغل في تفسير قوله تعالى: أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ(6) (ق)، فأنا في علومي أبين كيفية بناء هذا السماء.
فالتربية في الإسلام منهح متكامل يعنى بالجسم والروح والعقل. ومن أجل تكامل النظرة الإسلامية إلى الحياة والوجود والمجتمع، جمعت التربية الإسلامية بين تأديب النفس وتصفية الروح وتثقيف العقل وتقوية الجسم، فهي تعني بالتربية الخلقية والصحية والعقلية دون إعلاء لأي منها على حساب الآخر. ولذلك ينشأ المسلم سوياً قوى الصلة بالله، محققاً لرسالته في الحياة. أما غاية التربية فهي بناء الإنسان وصياغته بالصورة التي يتمكن من حمل رسالة الاستخلاف في الأرض بالعبادة والتعمير.
ولكن يبدو، مع التقدم والحداثة، تزداد الحياة تعقيداً وكأن هذا التلازم بين التقدم والتعقيد في الحياة قاعدة عامة هي من طبيعة هذه الحياة المعاصرة، ولعلها كبرى مشكلاتها. ومع تعقيدات الحياة المعاصرة تزداد العملية التربوية تعقيداً، إذ تنعكس هذه التعقيدات على التربية فتجعل منها عملية متشعبة المشارب والمجالات لا ينحصر همها في التعليم والمعلمين وإنما تتعداهم إلى جميع قطاعات العمل، حتى لا يبقي قطاع من قطاعات المجتمع إلا ويقوم بدور تربوي، كبر شأنه أو صغر. لذلك يتحدث المربون اليوم عن دور الإعلام والنادي والسوق والمصنع والمتجر، فضلاً عن الأسرة والمؤسسات التربوية والدعوية والمسجد، في العملية التربوية. كما يتحدثون عن (المجتمع المتربي) أي المجتمع الذي يشارك في جميع الناس في العملية التربوية
فالتربية في الإسلام لها منافذ متعددة، منها الأسرة والمسجد والمجتمع إلى جانب المؤسسات التربوية النظامية من المدارس والجامعات. والنظر إلى واقع الحياة العصرية يبيّن لنا، للأسف، أن هذه المنافذ التربوية تتعرض الآن لرياح العولمة وتحدياتها. فالإعلام الملوث بالأفكار المسمومة تغشي البيت والمدرسة، بل باتت معاني الأسرة في خطر عظيم. ورسالة المسجد والدعوة تكالبت عليها الأعداء بدعاوي شتى ! وما ذلك إلا لأن التربية في الإسلام ليس نظاماً قائماً بذاته، وإنما هي نظام ذو علاقة وثيقة بالأوضاع السياسية والإقتصادية والاجتماعية والثقافية في المجتمع الذي تخدمه التربية. ومهمة التربية في الإسلام عملية اجتماعية شاملة تضم كل شرائح المجتمع وطبقاته، إبتداء بالنشء في الأسرة مروراً بالعوام وأرباب المهن، وإنتهاء بالنخب والمثقفين. فقوام الأمة وأساسها هي التربية الخلقية التي يصفها القرآن بـ( التزكية) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا(10) (الشمس). ولذلك فتطهير النفس وتزكيتها من رزائل الأعمال والخصال وتحليتها بالفضائل إنما هو شرط جوهري لإحداث التغيير الإجتماعي المنوط به نهضة الأمة إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ (11) (الرعد).
والتربية بهذا المعنى إنما هي غرس للمبادئ والقيم وأخلاق الفطرة السوية، من عدل ومساواة وصدق وإخلاص، في صميم قلب الإنسان، والنشء خاصة، لتُسقَى بماء التعارف والتواصل والتراحم بين الناس فتؤتي أكلها وثمارها سلاماً ووئاماً وتعاوناً في المجتمع الإنساني: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ (159) (آل عمران).
وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(2) (المائدة).
فالناس في كل الأمم أكفاء فيما بينهم لا يتمايزون إلا من جهة العقول ونوعية الأخلاق، وهي لا تكتمل إلا بالتربية.
3- فكرة العولمة وعناصر تشكيلها
ليس للعولمة مفهوم موحد متفق عليه عالمياًًً، ولكن يحاول كل طرف أن يفسرها بطريقة تتفق مع مصلحته الخاصة. وهذا يبيّن أن العولمة عملية مستمرة(Process) ما زالت في طريقها إلى البلورة والصياغة التكّون. أما ما تسعى إليه القوى العظمى باسم العولمة فهو إعادة تشكيل بعض الأعراف الدولية المستقرة حتى الآن في التعامل بين الأمم، وذلك بإعادة تعريف وتقنين المفاهيم التي سادت العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية، مثل مفهوم (الدولة)، و(السيادة) وغيرهما، لتتفق مع المصالح والأطماع المتزايدة لتلك القوى.
يستعرض المنظّر والكاتب الأمريكي في قضايا العولمة ديفيد هلد (David Held)، أثر التكنولوجيا على تشكيل العولمة، فيقول إن هذه التطورات التكنولوجية قد ساعدت الغرب في التوسع من حدودها، ومكّنت الفلسفات العلمانية التي ظهرت في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر الميلاديين- ولا سيما العلمنة وفلسفة التحرر والفلسفة الاجتماعية- من تشكيل ونشر الثقافة العلمانية إلى كل مجتمعات العالم تقريباً. أما الثقافة العامة المعاصرة فربما لم تتأثر اجتماعياً بعد، ولكن المناصرون للعولمة يقولون إن كثافة وسرعة انشار الثقافة العالمية وحجم تشكلها أمر لا يمكن غض الطرف عنه).
3/1 فكّر عالمياً واعمل محلياً(think globally and act locally)
(فكّر عالمياً واعمل محلياً) شعار مرفوع من قِبَل الذين أدركوا تحديات العولمة وتيقنوا من ضرورة التفاعل معها. وفي إطار تحديد عواملها (Factors of Globalization)، يحاول المنظّرون جمع المفاهيم العامة للعولمة حول ثلاثة مبادئ جامعة ، يوميء كل منها إلى الأفكار التي وراءها والغايات التي يرمي إليها أصحابها، وهي:
يتبع ....
(قراءة نظرية من منظور إسلامي)
د. إبرهيم شوقار
كلية المعارف الوحي والعلوم الإنسانية
الجامعة الإسلامية العالمية- ماليزيا
Dr. Ibrahim Shogar
Kullyah of Sciences
International Islamic University -Malaysia
Gombak 53100 K.L
Malaysia
بحث مقدم إلى
ندوة كلية التربية بجامعة الملك سعود- بالرياض
تحت شعار: العولمة وأولويات التربية
في الفترة من 27-28/2/1425ﻫ - الموافق 17-18/4/ 2004م
ملخص البحث
لما كانت معالجة القضايا المهمة تقتضي النظر في أصولها الكلية، فإن هذا البحث قد تعرّض، بمنهج تحليلي، للتحديات التربوية في هذا العصر من خلال (فلسفة التربية في عصر عولمة)، حيث تم عرض ومناقشة الموضوع من خلال أربعة محاور أساسية.
في المحور الأول عالج البحث، في أسلوب تمهيدي، موضوع العولمة والتفاعل الاجتماعي بين الشعوب، فتبيّن من خلاله أن ظاهرة العولمة لا محالة قادمة، وبالتالي ينبغي للمسلمين أن يتفاعلوا معها من أجل تكييفها لصالح الأمة. وفي المحور الثاني تعرض البحث لمفهوم التربية ومهمتها في الإسلام.
أما المحور الثالث فقد عالج جانبين: جانب يتعلق بأبعاد العولمة وأثرها على التربية في العالم الإسلامي، حيث تمثلت أهمها في خمسة أبعاد هي: البُعد الاجتماعي-الثقافي، والبُعد الإقتصادي، والبعد السياسي-العسكري، والبعد الإعلامي، وأخيراً قضايا البيئة. وقد تعرّض البحث ضمن هذا المحور لجانب آخر يتعلق بالعناصر التي تشكّل العولمة، حيث تم بيان أهم تلك العناصر التي تمثلت في (اللا-مركزية ، واللا-قطرية، و الحركة الحرة لرؤوس الأموال والبضائع عبر الحدود الدولية).
لعل أهم محاور هذا البحث تمثل في المحور الأخير الذي كان موضوعة (مقومات فلسفة التربية في عصر العولمة)، حيث تم النظر إلى هذه المقومات من منظور عقدي، ومن منظور أخلاقي قيمي، ومن منظور علمي معرفي، ومن منظور اجتماعي.
Abstract
At the opening of the period of globalization, at about 800AD, the nearest approximation to a worldwide political order was the Muslim world. Its origins lay in the Muslim conquest of the seventh century, and its binding force was religion of Islam who had instructed Islamic worldview and Muslim thought in his education system.
At the time it ranged from Spain and Morocco, through Damascus, Cairo and Baghdad, to Persia and North India; in the centuries that followed; it reached as far as the Indonesian islands, and Central and East Africa. Even by comparison with medieval Europe, it was a prosperous, productive and culturally rich world.
However, Islamic world had gone through many her declined centuries, and today it facing contemporary issues and global challenges, especially cultural and educational challenges. There are many questions should be answered by Muslims in global era, most important of which is that how Muslim should interact with globalization challenges to gain more benefits?
This paper, using educational philosophy in Islam as unit of analyses, discussed this question in four dimensions; globalization as social interaction; concept and aspects of education in Islam; and educational challenges of globalization in Islamic World.
Among others, the most important outcome of this work is that Muslims in their struggling to overcome globalization challenges generally and especially in educational system in Islamic World, they should be more positive with globalization facts as well as they should actively contribute to shape this phenomenon. So the best way to regain glorious ages of Islam is the positive interaction with globalization.
فلسفة التربية في عصر العولمة
(قراءة نظرية من منظور إسلامي)
1- مقدمة: العولمة والتفاعل الاجتماعي بين الشعوب
تأتي هذه الدراسة في ظل الخلفية الفكرية للجدل المستمر حول القضايا العالمية المعاصرة وتداعياتها على حياة الشعوب، فكرياً وثقافياً وتربوياً. وفي ظل الصراع القائم حول طبيعة النظام العالمي الجديد المعروف بـ(العولمة) (Globalization) وتحدياتها على مجتمعاتنا الإسلامية والعربية عبر موجة الحضارة المادية التي تجتاح العالم الآن وتحاول أن تجعل كل القيم والنظم الأخلاقية والتربوية للشعوب خاضعة لمعاييرها باسم العولمة. ففي الوقت الذي يزداد العالم تقارباً وترابطاً في كافة المجالات ليزداد به الشعوب تفاعلاً وتعارفاً من خلال ثورة الاتصالات والمعلومات، تزداد الإشكالات الاجتماعية والثقافية التي تستعصي على الدولة الواحدة أن تتصدى لها.
طُرحت أفكار عديدة حول ظاهرة (العولمة) التي تغشى البشرية في هذه الحقبة من التاريخ، بحثاً عن طرق تكييفها ووسائل تشكيلها. ولا شك في أن كلاً من تلك الأفكار كانت مدرك للحقيقة في جانب، ولكن الحلقة الجامعة لها جميعاً هي أنها تشكل نوعاً من تدافع حضاري فكري يعكس بصورة أوضح طبيعة العلاقات التي ستحكم البشرية في هذا العالم الجديد، على مقتضى سنن الله الكونية في حركة الأمم الحضارية .
وهكذا باتت (العولمة) ظاهرة ذات بعدين: سلبي وإيجابي يتحدد أحدهما وفق أسلوب التعامل لا بذاته.
إن القوى الفكرية التي تقف وراء العولمة وتعمل على توجهيها حتى الآن تغلب عليها المثالب، إذ تقوم على التدافع والتنافس المطلق بين الشعوب على مظاهر الحياة، بعيداً عن القيم، بل هي إعادة صياغة للمفاهيم القيمية والأخلاقية من جديد لتكون إرادة الغالب هي المعيار في كل شيء، الأمر الذي يعني زعزعة قيم الشعوب والتشكيك في قواعد أخلاقها واضطراب مثلها، وإنصهار ذاتيتها مع الأهواء والمصالح الآنية للشعوب، دون ضابط معروف للتعامل بين الناس. وفي ظل هذا التفاعل الثقافي الكثيف ينمحي الهوية الحضارية للأمة وتضيع ذاتيها فيصبح في موضع التخلف والتبعية العمياء.
في ظل هذا التحديات الماثلة أمام كل القيم والنظم الأخلاقية والتربوية للشعوب، يحق لأمة الأسلام والعروبة أن تتساءل:
*- كيف يتأتي لأمة الإسلام أن تحافظ على هويتها الثقافية وقيمها الدينية وفلسفتها التربوية في سياق العولمة وعالم المتغيرات ؟
*- وما هي الآليات والوسائل الداعمة لوضع قواعد التربية الثقافية والفكرية للأمة بحيث تكون قادرة على مجابهة تحديات العولمة، بل التفاعل معها وصياغتها وفق قيم السماء وسنن الفطرة الإنسانية السوية ؟
*- وما التدابير الملائمة التي يجب على الأمة اتخاذها لتسهم في تشكيل العولمة بصورة تنتهي في نتائجها لصالح البشرية جمعاء ؟
*- ثم ما هي الرؤية الحضارية للأمة التي بها تتحدد أولويات التربية، وتكون بديلاً حضارياً للرؤية الوضعية (conventional) أمام البشرية، في ظل هذه المتغيرات الجذرية في عالمي الفكر والثقافة وتداعياتها على الحياة ؟
إذا كانت النظم التربوية المختارة لدى الشعوب وفق مثلها الأعلى، والتي تحرص على توريثها للأجيال، تنبثق أساساً من رؤيتها الكلية (World View)؛ فإن الحديث عن فلسفة التربية هو المدخل الصحيح للتعامل مع القضايا الفكرية والثقافية في هذا العصر (الكوني)، ولتحديد الأولويات التربوية في عالم المتغيرات.
كما أن جعل فلسفة التربية نقطة محورية حول الأسس الثقافية والتربوية للأمة تقتضيه طبيعة العوامل المحركة للـ( العولمة) ذاتها، والتي تتمركز جُلّها حول القضايا الاجتماعية والثقافية والفكرية الناتجة عن التفاعل بين الشعوب في مختلف مجالات الحياة، مثلما يقتضيه البحث عن الآليات الضرورية لمواجهة تلك التحديات والتفاعل معها من أجل تكييفها وفق مبادئ الإسلام وتوجيهها لصالح البشرية.
من أجل مواجهة تحديات العولمة بصورة منهجية جادة، لا تجدي ردود الأفعال، ولا الأعمال غير المخططة ولا التصرفات الفردية العفوية. وإنما لابد من بناء الأمة وتربيتها. ومن أجل بناء الأمة في الحقيقة، لا تكفي تعبئة الشعوب بالكلمات الزائفة المجردة عن القيم والمثل، ولا برفع الشعارات الخالية من المصداقية والمضمون، وإنما في سبيل حمل رسالة الخلافة في الوجود لابد من تربية الأمة أولاً على المثل العليا والرؤية الصحيحة عن الكون والإنسان والحياة. وهو الأمر الذي لاحظ أهميته في هذا العصر أحد الغربيين وعبّر عنها بقولهلبناء الأمة لا يكفي ببساطة تعبئة الشعوب، بل لابد من تعليمهم مَنْ هُم ومِن أين جاءوا وأين سيذهبون).
To create the nation it is not enough simply to mobilize compatriots. They must be taught Who they are, where they come from, and where they are going?.
2- مفهوم التربية ومهمتها في الإسلام
معنى التربية، كما ورد في القرآن، هي إنشاء الشيء حالاً فحالاً إلى التمام، كما في قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(2) (الفاتحة). والتربية في الإسلام منهج يستهدف صياغة كيان الإنسان في كليته: عقلاً وروحاً، جسداً ونفساً. والإنسان ليس جديراً بهذه التسمية إلا بالتربية، وليست التربية في الإسلام إلا اتباع الأصول التي جاء بها الأنبياء والمرسلون من الأحكام والحِكم والتعاليم، وهي المباديء الحقيقية التي تأخذ بيد الإنسان إلى أعلى مراتب القيم الحميدة وحسن الأخلاق.
ولقد جاء الإسلام برؤية كونية توحيدية فطرية، وبقيم ومبادئ تربوية هادئة تقصد إلى الخير والإحسان، تحي الضمائر وتنير العقول وتبني حس المسؤولية في الإنسان. فصارت من أصول الإسلام كون الدين هو الموجه لحركة المجتمع ومصدر كل نظمه العاملة التي منها التربية بوسائلها المختلفة. ومن هذا الوجه يتبيّن أن الدين هو روح حركة الحياة في الإسلام وروح العلوم والمعارف كلها وروح المجتمع.
فالتربية في الإسلام، نظرياً وعملياً، لا تجد مرجعيتها إلا في الدين، ومفهوم العلوم ليس مقصوراً على علوم الدين، بل يشمل كل المعارف التي كشف الله عنها للبشر. وسريان روح الدين في كل شعاب الحياة والمعارف في المنظور الإسلامي هو المفهوم الصحيح للتربية، كما فهمه الأقدمون من علماء الأمة قبل نشأة بدعة تفريق العلوم إلى ديني ودنيوي. فمما قيل في هذا الصدد أن أبا حسن الأنباري كان يشتغل بالعلوم الهندسية ولما مرّ عليه بعض المشتغلين بالفقه وسألوه، بشيء من التهكم، بِمَ تشتغل ؟ أجاب: إني اشتغل في تفسير قوله تعالى: أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ(6) (ق)، فأنا في علومي أبين كيفية بناء هذا السماء.
فالتربية في الإسلام منهح متكامل يعنى بالجسم والروح والعقل. ومن أجل تكامل النظرة الإسلامية إلى الحياة والوجود والمجتمع، جمعت التربية الإسلامية بين تأديب النفس وتصفية الروح وتثقيف العقل وتقوية الجسم، فهي تعني بالتربية الخلقية والصحية والعقلية دون إعلاء لأي منها على حساب الآخر. ولذلك ينشأ المسلم سوياً قوى الصلة بالله، محققاً لرسالته في الحياة. أما غاية التربية فهي بناء الإنسان وصياغته بالصورة التي يتمكن من حمل رسالة الاستخلاف في الأرض بالعبادة والتعمير.
ولكن يبدو، مع التقدم والحداثة، تزداد الحياة تعقيداً وكأن هذا التلازم بين التقدم والتعقيد في الحياة قاعدة عامة هي من طبيعة هذه الحياة المعاصرة، ولعلها كبرى مشكلاتها. ومع تعقيدات الحياة المعاصرة تزداد العملية التربوية تعقيداً، إذ تنعكس هذه التعقيدات على التربية فتجعل منها عملية متشعبة المشارب والمجالات لا ينحصر همها في التعليم والمعلمين وإنما تتعداهم إلى جميع قطاعات العمل، حتى لا يبقي قطاع من قطاعات المجتمع إلا ويقوم بدور تربوي، كبر شأنه أو صغر. لذلك يتحدث المربون اليوم عن دور الإعلام والنادي والسوق والمصنع والمتجر، فضلاً عن الأسرة والمؤسسات التربوية والدعوية والمسجد، في العملية التربوية. كما يتحدثون عن (المجتمع المتربي) أي المجتمع الذي يشارك في جميع الناس في العملية التربوية
فالتربية في الإسلام لها منافذ متعددة، منها الأسرة والمسجد والمجتمع إلى جانب المؤسسات التربوية النظامية من المدارس والجامعات. والنظر إلى واقع الحياة العصرية يبيّن لنا، للأسف، أن هذه المنافذ التربوية تتعرض الآن لرياح العولمة وتحدياتها. فالإعلام الملوث بالأفكار المسمومة تغشي البيت والمدرسة، بل باتت معاني الأسرة في خطر عظيم. ورسالة المسجد والدعوة تكالبت عليها الأعداء بدعاوي شتى ! وما ذلك إلا لأن التربية في الإسلام ليس نظاماً قائماً بذاته، وإنما هي نظام ذو علاقة وثيقة بالأوضاع السياسية والإقتصادية والاجتماعية والثقافية في المجتمع الذي تخدمه التربية. ومهمة التربية في الإسلام عملية اجتماعية شاملة تضم كل شرائح المجتمع وطبقاته، إبتداء بالنشء في الأسرة مروراً بالعوام وأرباب المهن، وإنتهاء بالنخب والمثقفين. فقوام الأمة وأساسها هي التربية الخلقية التي يصفها القرآن بـ( التزكية) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا(10) (الشمس). ولذلك فتطهير النفس وتزكيتها من رزائل الأعمال والخصال وتحليتها بالفضائل إنما هو شرط جوهري لإحداث التغيير الإجتماعي المنوط به نهضة الأمة إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ (11) (الرعد).
والتربية بهذا المعنى إنما هي غرس للمبادئ والقيم وأخلاق الفطرة السوية، من عدل ومساواة وصدق وإخلاص، في صميم قلب الإنسان، والنشء خاصة، لتُسقَى بماء التعارف والتواصل والتراحم بين الناس فتؤتي أكلها وثمارها سلاماً ووئاماً وتعاوناً في المجتمع الإنساني: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ (159) (آل عمران).
وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(2) (المائدة).
فالناس في كل الأمم أكفاء فيما بينهم لا يتمايزون إلا من جهة العقول ونوعية الأخلاق، وهي لا تكتمل إلا بالتربية.
3- فكرة العولمة وعناصر تشكيلها
ليس للعولمة مفهوم موحد متفق عليه عالمياًًً، ولكن يحاول كل طرف أن يفسرها بطريقة تتفق مع مصلحته الخاصة. وهذا يبيّن أن العولمة عملية مستمرة(Process) ما زالت في طريقها إلى البلورة والصياغة التكّون. أما ما تسعى إليه القوى العظمى باسم العولمة فهو إعادة تشكيل بعض الأعراف الدولية المستقرة حتى الآن في التعامل بين الأمم، وذلك بإعادة تعريف وتقنين المفاهيم التي سادت العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية، مثل مفهوم (الدولة)، و(السيادة) وغيرهما، لتتفق مع المصالح والأطماع المتزايدة لتلك القوى.
يستعرض المنظّر والكاتب الأمريكي في قضايا العولمة ديفيد هلد (David Held)، أثر التكنولوجيا على تشكيل العولمة، فيقول إن هذه التطورات التكنولوجية قد ساعدت الغرب في التوسع من حدودها، ومكّنت الفلسفات العلمانية التي ظهرت في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر الميلاديين- ولا سيما العلمنة وفلسفة التحرر والفلسفة الاجتماعية- من تشكيل ونشر الثقافة العلمانية إلى كل مجتمعات العالم تقريباً. أما الثقافة العامة المعاصرة فربما لم تتأثر اجتماعياً بعد، ولكن المناصرون للعولمة يقولون إن كثافة وسرعة انشار الثقافة العالمية وحجم تشكلها أمر لا يمكن غض الطرف عنه).
3/1 فكّر عالمياً واعمل محلياً(think globally and act locally)
(فكّر عالمياً واعمل محلياً) شعار مرفوع من قِبَل الذين أدركوا تحديات العولمة وتيقنوا من ضرورة التفاعل معها. وفي إطار تحديد عواملها (Factors of Globalization)، يحاول المنظّرون جمع المفاهيم العامة للعولمة حول ثلاثة مبادئ جامعة ، يوميء كل منها إلى الأفكار التي وراءها والغايات التي يرمي إليها أصحابها، وهي:
يتبع ....