متألـمٌ ، مـمّـا أنــا متـألـمُ؟ حار السؤالُ ، وأطرق المستفهـمُ |
ماذا أحس ؟ وآه حزنـي بعضـه يشكو فأعرفـه وبعـضٌ مبهـم |
بي ما علمت من الأسى الدامي وبي من حرقة الأعماق مـا لا أعلـمُ |
بي من جراح الروح ما أدري ، وبي أضعاف مـا أدري ومـا أتوهـم |
وكـأن روحـي شعلـةٌ مجنونـةٌ تطغـى فتضرمنـي بمـا تتضـرّم |
وكأن قلبي في الضلـوع جنـازةٌ أمشي بها وحدي وكلـي مأتـمُ |
أبكي فتبتسم الجراح مـن البكـا فكأنها فـي كـل جارحـةٍ فـمُ |
يا لابتسام الجرح كم أبكي وكـم ينساب فوق شفاهـه الحمـرا دم |
أبداً أسيرُ على الجـراح وأنتهـي حيث ابتدأت فأين منـي المختـم |
وأعاركُ الدنيا وأهـوى صفوهـا لكن كما يهوى الكلامَ الأبكـمُ |
وأبـارك الأم الحـيـاة لأنـهـا أمي وحظّي من جناهـا العلقـم |
حرمانـي الحـرمـان إلا أنـنـي أهذي بعاطفـة الحيـاة وأحلـمُ |
والمرء إن أشقـاه واقـع شؤمـهِ بالغبـن أسعـده الخيـال المنعـمُ |
وحدي أعيش على الهموم ووحدتي باليأس مفعَمـةٌ وجـوي مفعـمُ |
لكننـي أهـوى الهمـوم لأنهـا فِكرٌ أفسـر صمتهـا وأترجـمُ |
أهوى الحيـاة بخيرهـا وبشرهـا وأحـب أبنـاء الحيـاة وأرحـم |
وأصوغ ( فلسفة الجراح ) نشائداً يشدو بها اللاهي ويُشجى المؤلَـمُ |
فلسـفة الجـراح
عبدالله البردوني