مسرحية
الذئب والأصدقاء الثلاثة
جاسم محمد صالح
الذئب والأصدقاء الثلاثة
جاسم محمد صالح
طريق عام في وسط الغابة , أشجار مختلفة , يبدو القنفذ والكلب والأرنب
يتمشيان في وسط الطريق , الجميع في حالة فرح وهم يغنون.
الأرنب : الطريق إلى نهاية الغابة طويل ومتعب .
القنفذ : لا تخف يا صديقي أنا معك
.
الأرنب : ( متعجبا من كلامه ) أنت قوي
.
القنفذ : نعم أنا قوي , وهذه الإبر التي تعلو ظهري تؤذي أي واحد يتعرض لنا
.
الكلب : ( بعد أن يصدر بعض أصوات التعجب ) ها ... تتصور نفسك قويا بهذه
الإبر البسيطة .
القنفذ : ( بعد أن ينتفض في مكانه استعلاءً ) قلت أنا قوي وهذا شيء لا نقاش فيه
الأرنب : ( متهكما ) إذا كان الأمر كذلك , فانا أقوى منك لان لدي أسنانا تقطع كل شيء
القنفذ : ( ضاحكا ) لا تغتر بأسنانك التي لا تستطيع ان تقطع غير الجزر واللهانة .
الأرنب : ( يرد عليه باستخفاف ) يا صديقي إن لي سرعة تمكنني من
مطاردة أي حيوان يزعجني .
القنفذ : سريع جدا في الهرب ... ( ضاحكا ) أنت كذلك .
الكلب : ( ضجرا ) لقد أطلتما الحديث عن نفسيكما ونسيتماني .
الأرنب : ( متعجبا ) حتى أنت أيها الكلب الصغير تدعي القوة ؟
القنفذ : ( ضاحكا ) ها ... ها ... هه .
الأرنب : ( متعجبا وهو يتكلم في حالة ضحك ( انك تضحكني يا صديقي ... ها
... ها ... هه , حتى تجعلني أنام على ظهري من شدة الضحك
(
يحاول الأرنب أن ينام على ظهره فيزيد بذلك غضب الكلب( .
الكلب : ( ينبح بوجهيهما غضبا ) عو ... عو ... عو ...
الأرنب : ( يرتجف في مكانه بعد أن يعدل من وضعيته ) لا ... لا ... لم اقصد أن
أسيء إليك أيها الصديق
القنفذ : ( يرتجف في مكانه ) وأنا أيضا لم اقصد أن أسيء إليك
الكلب : ( وقد ظهرت عليه علامات الهدوء ) قبلت اعتذاركما وما عليكما إلا أن
تسكتا .
(يضحك الأرنب وهو يقفز في مكانه وكذلك القنفذ , يسير الجميع بهدوء في
نفس الطريق , وفجأة يسمعون صوت ذئب ( .
القنفذ : ( خائفا ) ما هذا ؟! ... (يقترب من الكلب ( .
الأرنب : ( خائفا ) ما ... ما ... هذا ؟! ( يقترب من الكلب ( .
الكلب : ( شبه خائف ) انه الأسد ... ( متلعثما ) لا عفوا انه الذئب .
القنفذ والأرنب : ( بصوت واحد ) الذئب ... ماذا تقول ؟؟!
الكلب : اجل الذئب ... لن أخاف منه أبدا .
القنفذ : وأنا لن أخاف .
الأرنب : أما أنا فان الذئب لا يخيفني ... فقد تصورته أسدا .
(صورة مقربة للذئب وهو يتقدم في طريقه وينظر يمينا وشمالا , قطع إلى
بقية الحيوانات حيث يبدو القنفذ يقترب من الكلب ويلتصق به وكذلك يفعل
الأرنب , صورة من بعيد للجميع حيث يبدو الكلب وجماعته في طرف والذئب
في طرف آخر )
الذئب : ( يعوي عواء مخيفا ) عووو ... و , عووو ... و ... , .
القنفذ : سأهاجمه بإبري واطرده ( يتقدم نحوه ويحاول أن يؤذيه بالإبر التي
على ظهره , الذئب لا يتزحزح من مكانه ... ويطلق صيحة تجعل القنفذ يولي
هاربا ويعود إلى الكلب والأرنب ( .
الأرنب : أنا سأخيفه واقرضه بأسناني ( يتقدم نحوه ويحاول أن يعضه , لكن
الذئب واقف في مكانه لا يتزحزح ... وأخيرا يطلق الذئب صيحة قوية تجعل
الأرنب يهرب منه ويعود إلى الكلب والقنفذ( .
الكلب : لقد جاء دوري وستريان ما سأفعل ( يتقدم الكلب نحو الذئب بكل قوة
وإصرار وشجاعة وهو ينبح بوجه الذئب ... الذئب أيضا يعوي بوجهه , اخذ ورد
بين الطرفين ينتهي بعودة الكلب الصغير إلى جماعته خائبا( .
القنفذ : لقد ظهر ... إن لا احد فينا قوي .
الأرنب : هذا ما أردت أن أقوله بالضبط .
الكلب : ما تقولانه صحيح , ولكن ماذا نفعل والذئب يقطع طريقنا .
(عواء ذئب متواصل ( .
الأرنب وجدتها )... ( يبدو في حالة تفكير وفرح ( .
القنفذ : ( متلهفا ) ماذا وجدت ؟
الكلب : قل لنا بسرعة ما عندك .
الأرنب : ( في هدوء وفرح ) أن نهاجم الذئب مرة واحدة .
القنفذ : إنها فكرة صائبة ... هيا .
الكلب : هيا ... هيا .
(يتقدم الثلاثة نحو الذئب في حالة هجوم , الكلب ينبح والقنفذ يصدر اصواتا
مختلفة , كذلك الأرنب ... الذئب هو الآخر يعوي , صدام بين الطرفين يهرب
الذئب(.
القنفذ ): فرحا ومنتصرا ) لقد هرب الذئب .
الأرنب : وانتصرنا عليه .
الكلب : انتصرنا لان صوتنا واحد .
الجميع : الصوت الواحد أقوى .