منتدى طلاب جامعة الحديدة

أخي الزائر إن لم تكن عضواً في المنتدى فنحن ندعوك لكي تنظم إلينا وشكراً تحيات مدير المنتدى طارق البغوي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى طلاب جامعة الحديدة

أخي الزائر إن لم تكن عضواً في المنتدى فنحن ندعوك لكي تنظم إلينا وشكراً تحيات مدير المنتدى طارق البغوي

منتدى طلاب جامعة الحديدة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى طلاب جامعة الحديدة


3 مشترك

    قصص للأطفال

    الكمراني
    الكمراني
    مستشار إداري
    مستشار إداري


    ذكر
    عدد الرسائل : 730
    العمر : 37
    البلد : اليمن
    القسم والمستوى : مش مشغول
    المزاج : متعكر
      : قصص للأطفال 15781610
    السٌّمعَة : 5
    نقاط : 29
    تاريخ التسجيل : 02/11/2007

    بطاقة الشخصية
    تخصصي: رياضيات
    المحافظة: الحديدة

    قصص للأطفال Empty قصص للأطفال

    مُساهمة من طرف الكمراني الثلاثاء أكتوبر 21, 2008 7:28 am

    أين أُمّي؟
    قصص للأطفال - من منشورات اتحاد الكتاب العرب - 1997


    سألت" رزان" خروفها الأبيض:‏

    - لماذا لم ينبت قرناك، أيّها الخروف الصغير؟‏

    صاح الخروف :‏

    - ماع.. ماع..‏

    ولم يجب ؛ لأنه كما تعرفون لايستطيع الكلام.‏

    سألت" رزان" شجيرة الياسمين:‏

    - كيف أستطيع الوصول إلى أزهارك البيضاء؟‏

    لكنّ شجيرة الياسمين لم تردّ أيضاً، اكتفت بنشر عطرها الناعم، ونثرت أزهارها الصغيرة كالنّجوم.‏

    سألت " رزان" دميتها الشقراء:‏

    - لماذا تأخّرت ماما؟‏

    هزّت الدمية رأسها، واحمرّ خدّاها ولم تردّ أيضاً، لأنّ الدّمى لاتعرف الإجابة عن أسئلتنا..‏

    بكت " رزان" هيء.. هيء.. هه.. هه.. هه لكنّ أحداً لم يسمع بكاءها، فهي وحيدة في الغرفة، على الأريكة جالسة، والنافذة العالية فوقها..‏

    أسندت رأسها إلى طرف الأريكة..و.. سكتت.. كانت تحدّق إلى ثوبها ، على ثنيّاته أزهار صغيرة، وفراشات ملوّنة، وخطوط مرحة زرقاء وحمراء.. طال تحديقها..والفراشات تتطاير أمام عينيها صعوداً وهبوطاً بين الخطوط والأزهار..‏

    قالت هامسة:‏

    - ليت لي جناحَيْ فراشة لأطير وأبحث عن ماما.. أين ذهبت ماما؟‏

    طارت" رزان"..‏

    صارت فوق النافذة العالية..‏

    طارت.. طارت.. صارت فوق شُجيرة الياسمين.‏

    طارت.. صارت فوق السطح .. حسبت أنّها ستفزع العصافير والحمائم. غير أنّ العصافير زقزقت على كتفيها قائلةً:‏

    - أهلاً بك يا" رزان"‏

    ثمّ رقصت حمامة صغيرة بين يديها وأخذت تهدل بصوت رخيم..‏

    - كو كو.. كوكو.. كوكو..‏

    طارت أكثر ، صارت فوق الشارع العريض، والسّاحة الفسيحة، فوق إشارات المرور، رأت الشرطي هناك بقبّعته الناصعة وكميّه الأبيضين، ينظّم عبور السيّارات والنّاس، ألاحت له بكفّيها.. طارت.. صارت فوق السوق المزدحمة والأبنية الكبيرة، رأت العمّال يدفعون العربات؛ والعرق يتصبّبُ من جباههم، رأت الموظفين في المكاتب، والموظّفات ينقرن على الآلات الكاتبة أو على أزرار الكمبيوتر.. تك.. تك تاك.. تك.. تاك.. تاك.. تك..‏

    ابتسمت وهي تراهم يليحون لها بأيديهم وراء النوافذ اللامعة..‏

    طارت، صارت فوق البساتين الخضراء، رأت المزارعين يعملون بهمّة ونشاط حتى أنّهم لم يرفعوا رؤوسهم أو يردّوا على تلويحة كفّيها..‏

    طارت.. صارت فوق الحديقة القريبة من النهر، رأت طفلاً صغيراً في مثل عمرها، عرفته من خصلة شعره الأشقر على جبينه، إنه " أسعد" الولد المشاكس دائماً في روضة الأطفال، كان يمدّ لسانه الأحمر، ويشدّ أذنيه.. دَوْ.. دَدْ. دَدْ.. دَوْ.. دَدْ.. أصابعه ملوّثة بالحبر، ونصف أزرار صدريّته مقطوعة، صاح " أسعد" وهو يجري..‏

    - انظروا.. " رزان" تطير‍"!" رزان" تطير!. ثوبها الملوّن بأزهاره وفراشاته وخطوطه الزرقاء والحمراء يبدو كالمنطاد، وهي ترتفع بعيداً في سماء زرقاء، ركضت معها قطعٌ من غيوم بيض ، ركضت كالخراف إلى جانبها.. ارتفع صياح " أسعد".‏

    - خذيني معك..‏

    - لا.. لن آخذك، أنت ولد مشاكس‏

    - أرجوك.. خذيني.. سأكون عاقلاً!‏

    - ثيابك ملطّخة بالحبر.. هذا لايليق أن تذهب.‏

    ارتفع صياح الأولاد أكثر.. كانوا يردّدون مع " أسعد":‏

    - رزان.. رزان..‏

    و.. هوب.. هوب.. هب.. سقطت من فوق الأريكة. سقطت على البساط المزركش.‏

    كانت ماما أمامها.. قربّت وجهها اللطيف، وقالت:‏

    - ألم أقل لك.. لاتنامي على طرف الأريكة؟‏

    فتحت " رزان" عينيها وهمست:‏

    - كنت أبحث عنك، ياماما!..‏
    الكمراني
    الكمراني
    مستشار إداري
    مستشار إداري


    ذكر
    عدد الرسائل : 730
    العمر : 37
    البلد : اليمن
    القسم والمستوى : مش مشغول
    المزاج : متعكر
      : قصص للأطفال 15781610
    السٌّمعَة : 5
    نقاط : 29
    تاريخ التسجيل : 02/11/2007

    بطاقة الشخصية
    تخصصي: رياضيات
    المحافظة: الحديدة

    قصص للأطفال Empty رد: قصص للأطفال

    مُساهمة من طرف الكمراني الثلاثاء أكتوبر 21, 2008 7:35 am

    في دارنا ثعلب


    في دارنا ثعلب - نزار نجار قصص للأطفال - من منشورات اتحاد الكتاب العرب 1997-




    تحت عريشة العنب .. فوق المصطبة الحجرية المشرفة على باحة الدار الكبيرة، كان جدّي يجلس كل مساء..‏

    تعدّ جدّتي القهوة، وتهيئ المساند والوسائد، ثم تأمرنا بحزم قائلةً:‏

    - العبوا هناك، قرب السّور. العبوا بهدوء! كنّا نقفز كالعفاريت، نعرض مهاراتنا في الجريِ والوثبِ والتسلّق من شجرة التوّت إلى بوابة الدار العريضة. إلى خمّ الدّجاج.. بعضنا يحمل على كتفه خشبة أو يمتطي قصبة طويلة كالحصان ، يمشي بخطوات العساكر:‏

    - واحد.. اثنان، واحد.. اثنان..‏

    أو يرتفع صهيل متقطّع:‏

    - هي هي.. هي هي.. هي هي..‏

    أمّي تبتسم، وجدّتي تبتسم، وربّما جدّي أيضاً يبتسم. كان يُسْعِدُه أن يرانا حوله، يحتضن أحفاده الصّغار، يزحف إليه محسن، وتركض نحوه فاطمة، ويتمسّح به هاني، وهو بهيبته ووقاره يربّت على أيديهم أو يداعب رؤوسهم..‏

    عناقيد العريشة تتدلّى فوقنا كالمصابيح، حبّات العنب كبيرة لامعة، تشفّ عمّا فيها من عصير سائغ رقراق، تقول لنا أمّي:‏

    - تعالوا، ذوقوا، ياأولاد، إنّه من فاكهة الجنّة!-‏

    نلتقط الحبّات النّاضجة. نتلذّذ بالعنب الشهيّ، نرى في لونه الأحمر ما يثر النفس، ويحرّك الّلعاب، لقد أَحْبَبْنا هذه العريشة، أحبننا ظلالها الوارفة، وثمارها الّلذيذة. أحببنا أماسي الصيف في الدار الكبيرة.. جدّتي بثوبها الأزرق المنقّط بزهور بيض صغيرة، تروح وتجيء، تسقي شجيرات الورد، وشتلات الزنبق،...يتضوّع الياسمين، يعبق أَريجُه المُسْكِرُ، تعبق رائحة الفلّ والسوسن، والأقحوان، أسطح البيت تتألق بالضياء، حُمْرةُ الغروب في الأعالي، والحمام السابح في الفضاء يمدّ أجنحته البيضاء. يطير في دورانه المَرِح سعيداً، قبل أن يعود إلى أبراجه فوق السّطوح يهدل أمامنا، يقدّم تحية المساء ثم يغفو آمناً..‏ .

    ....................

    وجاء مساء، لم يكن كما ألفناه..‏

    ارتفع صياح مزعج في باحة الدار، وعلا ضجيج وصخب.. أعلنت جدّتي وهي تضع كفّها على خدّها:‏

    - يه.. يه.. يه.. الدّجاجة القرمزية اختفت!‏

    ركضت أمي وهي تصيح:‏

    - والأرنب.. الأرنب الصغير الأبيض لا أثر له!‏

    قال أبي بهدوء:‏

    - اسألوا جارتنا أم محمود!..‏

    ومن وراء السّور، ظهر رأس أم محمود، بدت على وجهها آثار التّعب ، كانت دامعة العينين، وفي صوتها رَجْفة.. قالت:‏

    - الدجاجة القرمزية، و.. الأرنب أيضاً.. لقد فقدت منذ يومين البطة الرمادية السمينة!!‏

    قال أبي:‏

    - معقول.. ماذا أسمع؟‏

    صاح أبو حمدان، وهو يطلّ من البوّابة:‏

    - أنت آخرُ مَنْ يعلمُ!..‏

    ردّ عليه أبي:‏

    - ما هذا الكلام، ياجارنا..؟!‏

    أكمل أبو حمدان ساخراً:‏



    - الثعلب يشنّ غاراته، وأنت لاتدري!..‏

    نظر أبي إليه بقلق، وأبو حمدان يتابع حديثه:‏

    - الحِمْلان عندي.تنقص اثنان رضيعان سُحبا..وها قد جاء دورك.. دجاجة ، ثمّ .. أرنب.. انتظر. هاه.. هاه.. وغداً منْ يدري، ربّما يصل إلى الصّغار!‏

    أسرع أبي والغضب سيطر عليه.. حمل فاسه، ثم ركض باتجاه الدّغل القريب، ركضت وراءه أمّي وهي تحمل فأساً صغيرة أيضاً، ركض أخوتي.. لحق بهم أبو حمدان، ثمّ زوجته ، ثمّ أمّ محمود وزوجها.. وأبو خالد.. حتى جدّتي وصلت إلى أوّل الدّغل وهي تلهث.. وقفوا هناك، تشاوروا.. ارتفعت اصواتهم، مِنْ هُنا.. بل منْ هُنا.. كَثرُ صياحُهم، وقفت النساء إلى جانب أزواجهنّ، كلّ امرأة بجانب زوجها، تؤيدّه، ملأ الفضاء ضجيج وكلام كثير غير مفهوم.. تطاير السّبابُ.. تطايرت الشتائم.. من هنا.. ومن هناك.. اشتعل نقاش بين أبي وجارنا.. أبو حمدان يقول:‏

    - قلت لك: الثلعب يمرّ من هذا المكان!‏

    ردّ أبي:‏

    - أنت مخطئ، منْ هنا يمرّ..‏

    يجيب أبو حمدان:‏

    - انظر.. هذه آثار أقدامه..‏

    يسخر أبي:‏

    - غلطان، هذه ليست آثار اقدام ثعلب!‏

    - أنت أصغر منّي ولا تعرف شيئاً!‏

    - بل أنت لا تعرف، وتريد أن..!!‏

    وجذب أبي ثوب جارنا، وجذب أبو حمدان ثوب أبي، تشابكت الأيدي، وارتفع صياح النساء. وامتدت الفؤوس، لكنّ جدّتي صاحت بحزم:‏

    - عيب.. ما هذا؟!‏

    نظرت إلى أبي ، ثمّ إلى جارنا أبي حمدان، وقفتْ بينهما:‏

    - تتعاركان بدون سبب!.. هل هذه طريقة تقضون فيها على الثعلب!.. واخجلتاه!!‏

    انسحب أبي من المعركة، انسحب حمدان أيضاً، ساد الهدوء، وقد وقفا بعيدين، كديكين لم يكملا القتال.. كانا خَجِلَيْن.. وجدّتي بينهما حزينة..‏

    ..... وعند المصطبة. أمام جدّي الذي لم يغادر مجلسه، تعانقا، كان ابو حمدان هو الذي أسرع إلى أبي يضمّه إلى صدره.. قال جدّي بهدوء:‏

    - يؤسفني ما حصل، كَثْرةُ الأقوال تبطل الأفعال، الثعلب ماكر، وأنتم تتشاجرون، ولم تفعلوا شيئاً حاسماً!..‏

    وأمام الجميع. وضع جدّي بين يديّ أبي فخّاً..‏
    الكمراني
    الكمراني
    مستشار إداري
    مستشار إداري


    ذكر
    عدد الرسائل : 730
    العمر : 37
    البلد : اليمن
    القسم والمستوى : مش مشغول
    المزاج : متعكر
      : قصص للأطفال 15781610
    السٌّمعَة : 5
    نقاط : 29
    تاريخ التسجيل : 02/11/2007

    بطاقة الشخصية
    تخصصي: رياضيات
    المحافظة: الحديدة

    قصص للأطفال Empty رد: قصص للأطفال

    مُساهمة من طرف الكمراني الثلاثاء أكتوبر 21, 2008 7:39 am

    نظر إلى عينيه مباشرة، وتمتم بِحَزْم:‏

    - انصبه جانب السّور، قريباً من خمّ الدّجاج، ولا تنسَ السلسلة، فالثعلب ذكيّ، يعرف الطريق إلينا جيّداً!..‏

    .......

    ..............

    مرّت تلك الليلةُ، ولا حديثَ لنا إلاّ غارات الثّعلب النّاجحة، تذكّرنا بطّةَ أمّ محمود السمينة؛.. كيف سحبها الثلعب؟.. كم كانت وديعة طيّبة، تسوق صغارها. ثم تتهاوى فوق مياه البركة كالسّفينة!.. تذكّرنا الأرنب، أوكرة القطن المنفوشة، وهو يتدحرج في الباحة هنا وهناك ودجاجتنا القرمزية التي تطير فوق السّور.. أما كان بإمكان الديك المتعجرف أن ينقذها من مخالب الثعلب المهاجم؟! تذكّرنا الحِمْلان الصّغيرة التي ظَفر بها.. هل كانت تثغو وهي بين يديه، أم أنّ منظر الثعلب أخرسها؟ ليس هناك أمانٌ..‏

    دجاجاتنا السّارحة تلتقط الحبَّ وهي خائفة، صارت كثيرة التلفّت والمراقبة.. الطيور والعصافير لاتبتعد عن أعشاشها، حتى الحَمامُ أوى إلى ابراجه دون أن يرفعَ هديلَه إلينا، أو يرقص في دورة المساء، حتى الأرانب اختفت وهي ترتجف.. فالثعلب يشنّ غاراته الليلية، ولا يترك خلفه إلاّ الريش.. حتى ألعابُنا توقّفتْ، وجدّتي نبّهتْ:‏

    - ابتعدوا عن السّور. تلك أوامرُ الجدّ!!..‏

    كنّا نلمحُ سلسلةً طويلة تمتدّ من شجرة التّوت، ثم تغوصُ قريباً من السّور.. لكن أحداً لم يقتربْ منها،. صار مجلسُنا، جميعاً، فوق المصطبة، في حَضْرة الجدّ، الذي يسعده وأن يرانا حوله.. أنا.. ومحسن، وهاني، وفاطمة.. وإخوتي بينَ يدَيْه.. وقد اتّكأ على وسادة فوقها صور فراشات وأزهار، والقمر لم يصعد، بعد، إلى قبّة السماء، والهدوء الشّامل يلفّ الدّار..‏

    وعلى غير انتظار ، مزّقَ الصّمتَ صَرْخَةُ حيوانٍ حادّةٌ، تشبه نباح كلب ، كانت صرخة واحدة ، انطلقت منْ جانب السّور الحجريّ، أو تحت شجرة التّوت، رأينا جدّي ينهض بهمّة الشباب، وفي عينيه بريقُ النّصر، على الرغم من أنّ الصّرخة، هذه المرّة، امتدّت طويلة، لكنّها لم تكن نباحاً، بل عواءً متميّزاً بعث فينا القلق والخوفَ..‏

    -عوو.. وو.. و.. عوو.. و.. و..‏

    أعقبتها مباشرة قوقأة الدّجاجات، خائفة مرتعدة وركضنا وراء جدّي، الذي اندفع إلى مصدر العواء، وعصاه الغليظة في يده..‏

    .......

    كان هناك ثعلب .. كبير.. لم أرَ مثلَه في حياتي.. وقد أمسك الفخّ بأحد مخالبه.. بدا مقوّس الظّهر يحاول استخدامَ أرجله الثلاث الطليقةِ في تحرير الرّجل المقيّدة...‏

    وأمام جدّي راح يقفز بجنون من جانب إلى آخر.. والفخّ مربوط بسلسلة طويلة، أحاطت بجذع شجرة التّوت..‏

    ارتجفت الأوراق والأغصان.. ارتجفت الدجاجات في الخمّ.. ارتجفنا- نحن الأولاد- أمام قفزات الثعلب المجنونة.. كان يعضُّ الفخَّ بقسوة، وعيناه تلمعان بالغضب.. لكنّ جدّي وحده الذي لم يكن خائفاً..دفعَ عصاه الغليظة نحو رأس الثعلبِ مباشرةً، فتوقّفَ عن قفزه.. كان مستسلماً مخذولاً.. ولولا تلك السلسلة لكان قد فرَّ بالفخّ بعيداً..‏

    جاء أبو حمدان.. جاء أبو خالد.. وجاءت أم محمود، والجيران جميعاً.. كانوا سعداء وهم يرون الثعلب الأسير الذي وقع في فخّ جدّي .. هادئاً‏

    مهزوماً..‏

    في عيونهم التمعتْ نظراتُ المودّةِ والحبِّ والعرفان، أحاطوا بجدّي، غمروه بمحبّتهم.. وجّهزّتْ أمي الشاي المعطّر بالنعناع، دارتِ الأكوابُ، وارتفع هديل الحمام ناعماً شجيّاً..‏

    ..........

    قالتْ جدّتي:‏

    - أرأيتم، يأولادي، الذي يعمل لايتكلّم..‏

    نحن نكسّبُ ما نريدُ بهدوئنا وعزيمتنا.. لابالكلامِ والشّجار والثرثرة..‏

    وكان جدّي ينقّل أنظاره بيننا، واحداً واحداً، ويبتسم..‏

    ..............

    واليوم، إذا زرتم دارنا الكبيرة، ودخلتم مضافة جدّي الفسيحة.. الرحبة.. رائحة القهوة تستقبلكم. سوف تتعلّق أعينكم بالجدار الكلسيّ هناك، ستلمحون فوق الجدار سيفاً بغمده- هو سيف جدّي- وإلى جانبه فراء ثعلب كبير، تلك علامة فارقة تشتهر بها مضافة جدّي!...‏
    الكمراني
    الكمراني
    مستشار إداري
    مستشار إداري


    ذكر
    عدد الرسائل : 730
    العمر : 37
    البلد : اليمن
    القسم والمستوى : مش مشغول
    المزاج : متعكر
      : قصص للأطفال 15781610
    السٌّمعَة : 5
    نقاط : 29
    تاريخ التسجيل : 02/11/2007

    بطاقة الشخصية
    تخصصي: رياضيات
    المحافظة: الحديدة

    قصص للأطفال Empty رد: قصص للأطفال

    مُساهمة من طرف الكمراني الثلاثاء أكتوبر 21, 2008 7:47 am

    أصدقاء الغابة


    قصص للأطفال - من منشورات اتحاد الكتاب العرب - 1997






    كانَ الصّباحُ رائعاً.. والحياةُ بدأت في الغابةِ، الأشجارُ تتمايلُ بهدوء- وأغصانُها تتمطّى باسترخاء.. والعصافيرُ الملوّنة تنتفضُ في أعشاشِها فيلتمعُ ريشُها..‏

    ثم لا تلبثُ أن تقفزَ إلى السّماءِ الزرقاء..‏

    أمّا الأرانبُ البيضاءُ الصّغيرةُ؛ فقد انطلقتْ تنسلُّ هُنا وهناك بخفّةٍ ورَشاقةٍ تقضمُ الأعشابَ الطريّة، وتطاردُ الفراشاتِ. وتداعبُ الأزهار..‏

    .. منْ بعيدٍ.. ظهرتْ عربةٌ عتيقةٌ، فوق الطريق المتعرّجة، يجرّها حمار هزيل، كانت تتأرجح بركّابها ذات اليمين وذات الشمال تثير وراءها سحابة من الغبار، وهي تقرقع بعجلاتها الخشبية، تنشر الضوضاء فيما حولها، وتعكّر صفو الصّباح الجميل..‏



    توقّفت الأرانب، نشرت آذانها الطويلة تستطلع القادمين ، لكنّها ما لبثت أن هربت مذعورة تنادي الأمان، وطارت العصافير بعيدة في الفضاء، ثم اختفت عن الأنظار.. أيّ صباح هذا؟!‏

    ......

    .........

    بدت العربة تسير بتثاقل وضجيج، تئن وتصرصركأنما تشكو لسكّان الغابة حظها التعيس بل إنّها تتوقف بين الفينة والفينة، حسب مزاج الحمار الهزيل..‏

    كان الحمار ينصب أذنيه إلى الأمام، ويسرح مستغرقاً في التفكير، وحين يفرقع السوط فوق رأسه يعضّ طرف الحبل، ويضرب الأرض برجليه ويحرن..‏

    أيّة معاملة هذه التي يلقاها!!‏

    عندئذ يبرز رأس أمّ سرحان العجوز الشمطاء، يرتفع نقيقها حادّاً غاضباً، كان ذلك هو صوتها الذي يشبه قوقأة الدجاج، إنّها تأمر الحمار أن يتابع المسير..‏

    - هيّا.. هيّا، إلى الأمام، ياغندور..‏

    لكنّ الحمار لم يكن يسمع ، لأنه لايبالي بهذا النقيق المزعج!..‏

    هدوء الغابة يغريه بالتوقّف.. والتأمّل.‏

    ما أطيب العيش هنا! ما أجمل الانطلاق في قلب هذه الغابة الساحرة! لا عربة يجرّها، ولا سوط يفرقع وراءه، ولا صراخ هذه العجوز المجنون.. لاتنقّل بين القرى، ولا تعب.. ولا جوع، ولا تشرّد..‏

    ما أحلى أن ينعم بالحرية دون حدود، ينام كيفما يشاء، ويستيقظ حين يحبّ أن يستيقظ، يأكل ما يشتهي، ويتمرّغ فوق هذا العشب الغضّ، يستلقي حين يريد.. لقد سئم هذه الحياة، وملّ صحبة أم سرحان ونقيقها المتواصل، ملّ زوجها أيضاً، وحيواناتها، ملّ الألعاب التي يعرضونها على النّاس لقاء لقيماتٍ معدودة.. كره حياة التمثيل، والتصنّع، والتزييف، وطلاء الوجوه، وتبديل الأقنعة، كره أصدقاءه كلّهم الكلب نمرود، الذي ينبح دون توقّف. والقرد شدهان الذي يعاكسه دائماً، والقطّة عبلة، والديك يقظان، ألايحقّ لغندور أن يستريح بعد الخدمة الطويلة، والتعب، والركض بين القرى والبلدان؟!‏

    وشعر غندور بالحزن، ولم يكن بمقدوره إلاّ أن يقف معانداً أمّ سرحان، والاحتجاج على سوء حظّه، فحرن وبدأ ينهق بصوت عالٍ:‏

    - هيء.. هيء.. هيء.. هاء..‏

    زعقت أمّ سرحان:‏

    - أيها التّعس، ما بك اليوم، يبدو أنّك مشتاق للسعات السّوط. ها.. جلدُك بحاجة إلى حكّ.. هيّا.. هيّا قبل أنْ أسلخه..‏

    نبح نمرود من ورائها بصوت مبحوح، إنّه يشارك في الفوضى التي بدأت تسود ركاّب العربة، قفز شدهان في الهواء، قلّب شفتيه وضحك ساخراً وهو يقول:‏

    - الحمار أغبى الحيوانات، انظروا ‍.! غندور يرفض المسير.. ارتفع صياح الديك المعهود:‏

    - كوكو.. كو كو.. أنا أوافق على رأي القرد!‏

    ولم يجد أبو سرحان بدّاً من التدخّل ليحسم الأمر، فاندفع يهدّد الحمار؛ وهو يليّح بالسّوط في الهواء. إنّه يريد أن يعيد الهدوء إلى العربة،‏

    لينطلق إلى المدينة، يعرض ألعابه البهلوانية ويكسب المال...‏

    تزحزح غندور قليلاً. صرّت عجلات العربة وهي تدرج ببطء على الطريق، لكنّه فطن إلى شيء.. إنّه جائع، والحيوانات كلّها جائعة مثله، وستشاركه في الاحتجاج هذه المرّة، نهق غندور ثانية:‏

    - هيء هيء.. لن أمشي قبل أن آكل!!‏

    وانتبهت الحيوانات إلى احتجاجه، نطّ القرد حتى صار فوق عمود العربة المنتصب، كان يصيح محتجاً: أنا جائع.. جـ.. ائع.. وبدون انتظار لسعه سوط أبي سرحان بخفّة وسرعة، فاستشاط غضباً وزاد صياحه وزعيقه..‏

    صرخت أمّ سرحان:‏

    - أخطأت يازوجي، ما كان عليك أن تضربه، ألم أقل لك منذ قليل، إنّ الجميع جائعون، لن يصبروا مثلنا!!‏

    صار شدهان إلى شجرة قريبة، تعلّق بها وهو يعول حزيناً، أهذا جزاء مهارته في عرض الألعاب على الناس كلّ يوم؟!‏

    هل هذه مكافأته على تعبه لتكون الألعاب مسلّية مثيرة؟! يرضى عنها الناس في كلّ مكان.. لولاه لفشل أبو سرحان في حياته، وما نفع الكلب نمرود؟! والقطة عبلة، والديك يقظان، إن لم يكن معهم!! أسرع القرد يبتعد غاضباً حانقاً.. صاحت العجوز:‏

    - شدهان . ياعزيزي، عُدْ إليّ، لاتغضبْ. أما اشتقت إلى حضني، لاتجعل الغضب يستولي عليك بسرعة..‏

    لكنّ شدهان رفض أن يسمع كلمة واحدة، انطلق يقفز من شجرة إلى شجرة كأنّما أصابه الجنون.!.‏

    قال أبو سرحان:‏

    - فعلتها، أيها الحمار الغبيّ، أنت دائماً تثير الشّغب بين أفراد الأسرة ، تحرن على الطرقات، وتفسد بقية الحيوانات!!‏

    ........

    العربة ما زالت واقفة.. ركّابها تفرّقوا..‏

    عمّت الفوضى وسادت البلبلة.. الديك يتوسّل إلى صديقه شدهان، راجياً أن يعود، القطة تموء طالبة الهدوء، والكلب ينبح وأم سرحان تنقّ وتطمئنهم أنّ رغباتهم ستتحقّق!.‏

    ركض أبو سرحان في أثر القرد. كان يناديه ويعتذر عن تصرّفه السّابق..‏



    - شدهان، شدهان، أنت تعرف مقدار حبيّ لك ستأكل قبل الجميع، تمنّ ورغبتك مستجابة!..‏ كان القرد قد صار علىرأس شجرة عالية، أدار ظهره، وتظاهر بالحزن، بدأ يضحك بينه وبين نفسه، إنّ أبا سرحان يرجوني؛ إنّ أمّ سرحان تناديني بـ ياعزيزي ؛ إنّهم يشعرون بأهميتي، حقاً، أنا ذو مكانة رفيعة بينهم، لن أقبل بالذلّ بعد اليوم، لن أسمح للسوط أن يلسعني، سأقاوم الظلم، سأحتجّ وأثور، هذا حقّي، وحقّ رفاقي أيضاً، لقد غلطت مع الحمار غندور، إنه ليس أغبى الحيوانات على الإطلاق.. إنّه- هذا النهار- أذكاها وأروعها- هذا رأيي، سأجهر به دائماً!..‏
    الكمراني
    الكمراني
    مستشار إداري
    مستشار إداري


    ذكر
    عدد الرسائل : 730
    العمر : 37
    البلد : اليمن
    القسم والمستوى : مش مشغول
    المزاج : متعكر
      : قصص للأطفال 15781610
    السٌّمعَة : 5
    نقاط : 29
    تاريخ التسجيل : 02/11/2007

    بطاقة الشخصية
    تخصصي: رياضيات
    المحافظة: الحديدة

    قصص للأطفال Empty رد: قصص للأطفال

    مُساهمة من طرف الكمراني الثلاثاء أكتوبر 21, 2008 7:51 am

    انقطع صوت أبي سرحان، ما باله لم يعد ينادي.... ساد صمت ثقيل، ومرّت لحظات بطيئة، صاحت أم سرحان:‏

    - أين أنت يازوجي!..‏

    لم يبد أيّ أثر للرجل!..‏

    ياللغرابة!..‏

    منذ قليل كان في هذا المكان، تحت هذه الشجرة، غير معقول.. لقد اختفى أبو سرحان ! كيف حصل ذلك؟! صفّق القرد شدهان معلناً وجوده فوق الشجرة العالية، لم يكن هذا له أهمية، فأبو سرحان وحده الذي يشغل بال الجميع.. ارتفع صياح أم سرحان:‏

    - أين أنت يازوجي العزيز؟ ليس هذا وقت المزاح!.. بدا السكون يسود كلّ شيء...‏

    تلفّتت العجوز حولها، الأشجار هادئة غير مبالية. الغابة صامتة صمتاً عجيباً، الكلب نمرود يبصبص بعينيه ويهزّ ذيله.. الديك يمطّ عنقه ولا يعرف ماذا يقول.. القطة تلوذ يجذع شجرة وتحدّق ببلاهة، الحمار في مكانه أخذته الدهشة.. أين أبو سرحان؟ كأنّما ابتلعته الأرض، أيّة غابة مسحورة هذه ، الغموض يلفّ الأشياء، ولولت أم سرحان:‏

    - آه.. إييه.. يازوجي العزيز، ما نفع الحياة بعدك! تجمّعت الحيوانات حولها، حتى القرد تسلّل بخفّة وهبط واقفاً إلى جانبها، ماءت القطة:‏

    - كلّ هذا بسببك ياشدهان !‏

    - بل بسبب الحمار!‏

    ردّ شدهان حزيناً،...‏

    قال الديك:‏

    - ليس هذا وقت توجيه الاتّهامات، فكّروا ماذا نعمل، نحن في مأزق!!‏

    نصب نمرود أذنيه : وهمس:‏

    - سكوت.. أرجوكم.. الهدوء.. لاترفعوا أصواتكم بدا كرجل المباحث، أخذ يشمّ الأرض، ويدرس انحناءة الأعشاب، إنه يعرف كيف يقتفي الآثار، إنه وحده سيكشف الأسرار..‏

    نظر الجميع إليه بتقدير واحترام، حتى القطة عبلة تمسّحت به، وربّتت بيدها تلاطفه، فنهرها وهو يرميها بعينيين ناريتين..‏

    - ابتعدي، ليس هذا من شغلك. ابتعدي عن طريقي!.‏

    هتفت أم سرحان بهدوء:‏

    - هيّا يانمرود.. ابحث بدقّة عن معلّمك.. أيّة غابة ملعونة هذه؟!‏

    ***

    وحده انطلق نمرود في مهمّته، لم يكن هناك صوت يُسمع؛ حتى الحمار بدأ يهرش رأسه بطرف العربة من دون صوت، وأمّ سرحان استندت إلى جذع شجرة، واضعة رأسها بين كفّيها، أهكذا ينتهي صخبهم!! إنّهم يشعرون بالأسف والحزن، ما أصعب أن يحلّ الشّجار والنّقار بين أفراد الأسرة الواحدة!...‏

    ........

    ...........

    ونبح نمرود..‏



    -هّوْ هَوْ.. هو هو.. هَوْ هَوْ..‏

    كان نباحاً ظافراً. مستبشراً، ركضت أمّ سرحان ركضت الحيوانات وراءها، تحلّق الجميع حول حفرة عميقة مغطاة بالحشائش والأغصان، نظروا بدهشة، فغروا أفواههم، هذا هو أبو سرحان وسط الحفرة وقد أغمي عليه، صاحت أم سرحان:‏

    - أبا سرحان.. يازوجي العزيز، هل أنت بخير.. لم يكن هناك من يجيب.!.‏

    صاح الديك:‏

    - كو كو كو.. ما العمل- أيّها الأصدقاء- لن نقف مكتوفي الأيدي!‏

    ماءت القطة:‏

    - نياو.. نياو..تحركوا..اعملوا شيئاً.!‏

    قالت أم سرحان:‏

    - إليّ بالحبل، من العربة، ياشدهان.. تحرّك، لاتقف مفتوح الفم هكذا..‏

    واستعدّ الجميع..‏

    وقفوا متكاتفين لإنقاذ معلّمهم، لقد تعلّموا أن يتعاونوا في الشدائد، فالاتحاد قوّة، ويد الله مع الجماعة..‏

    ..........

    .................

    مرّت لحظات بطيئة،...‏

    استفاق أبو سرحان، فوجد نفسه بين أصدقائه. كانت أم سرحان تبتسم، والحمار غندور أيضاً، والقرد شدهان، والقطة عبلة، والكلب نمرود، والديك يقظان.. هتف غندور:‏

    - عاد معلّمنا .. عاد معلّمنا!..‏

    هتفت أم سرحان:‏

    - بل عاد الحبّ .. والوئام إلى أسرتنا..‏

    معذرة يا أصدقاء.. سنصيب طعامنا وننطلق من جديد، ونحن أكثر تماسكاً ومحبّة..‏

    صفّق الأصدقاء..‏



    واقتربت القطة عبلة من الكلب نمرود، هرّت بين يديه، ثم تمسّحت به، لم ينهرها هذه المرّة، لأنه كان يكشّر عن أسنانه و.. يبتسم..‏
    الكمراني
    الكمراني
    مستشار إداري
    مستشار إداري


    ذكر
    عدد الرسائل : 730
    العمر : 37
    البلد : اليمن
    القسم والمستوى : مش مشغول
    المزاج : متعكر
      : قصص للأطفال 15781610
    السٌّمعَة : 5
    نقاط : 29
    تاريخ التسجيل : 02/11/2007

    بطاقة الشخصية
    تخصصي: رياضيات
    المحافظة: الحديدة

    قصص للأطفال Empty رد: قصص للأطفال

    مُساهمة من طرف الكمراني الثلاثاء أكتوبر 21, 2008 7:54 am

    الأرنب المغرور
    قصص للأطفال - من منشورات اتحاد الكتاب العرب - 1997






    كان في الصفّ الذي دخلته، هذه المرّة، تلاميذ مجتهدون، وبارعون في كلّ شيء، قال لي المشرف وهو يربّت على كتفي:‏

    - ستكون هنا، وهذه أفضل شعبة في المدرسة!‏

    صمّمتُ أن أكون متميّزاً في دراستي، عزمت على أن أحقّقَ نجاحاً باهراً؛ أفرح أهلي وأجعل أبي يقول أمام زملائه:‏

    - انظروا ولدي، إنّه يتقدّم على زملائه في المدرسة!..‏

    .........................

    في البيت، كانت لي طاولة صغيرة، أضع فوقها كتبي ودفاتري، وقد اختارت لها أمّي موقعاً قريباً من النّافذة، وحين أجلس إليها ، أحسّ بسعادة لاتوصف، النافذة العريضة تطلّ على حديقة الجيران، والعصافير لاتغادر الشرفة، تنتقل من الإفريز الحجريّ إلى الشجيرات الخضراء، تختفي بين أغصانها وأوراقها، ثم لاتلبث أن تعود وقد ملأت الفضاء بزقزقتها، كنت أسلّي نفسي بمراقبتها، أشرد عن كتبي قليلاً ثمّ أعود إليها،.. أمّا أخي الصّغير فلم يكن همّه إلاّ الّلعب.. يدحرج كرته الملوّنة في الصّالة، ويركض وراءها من غرفة إلى غرفة، كنت أقول:‏

    - هو صغيرٌ، لماذا لايأخذُ نصيبه من الّلعب؟ لقد نلتُ حظّاً وافراً، لعبتُ ما فيه الكفاية، وها أنذا أدرس، ولكنْ لا بأس من أخذِ استراحةٍ..‏

    استراحة قصيرة من عناء الدّراسة!.‏

    جذبتني الكرة الملوّنة، لم أستطعْ مقاومة إغرائها. أراها أمامي. بين يديّ أخي فأجري معه، نتبادل قذفها هنا وهناك، أدحرجها على حافة الشرفة، ثمّ ألتقطها ببراعة، وأخي يصفّق إعجاباً، وأنا أعيدُ دحرجتها . مرةً تلو المرّة، وبلهفة، أحتضنها بشوق، أنجذبُ إليها، وأردّد:‏

    - استراحة قصيرة، استراحة قصيرة؛ ثم أعود إلى كتبي"!!"‏

    وما بين شرودي أمام النّافذة، ومراقبتي لأسراب العصافير، وصخب السنونو، وكركرة ضحكات أخي الصّغير، والكرة المتدحرجة فوق حافة الشرفة الحجرّية؛ تنقضي الاستراحة ثمّ تتبعها استراحات!‏

    .........

    لاحظتْ أميّ ذلكَ.. نبّهتني وقالت مؤنّبةً:‏

    - ما أكثر لعبكَ في البيت! أنت لاتدرسُ .. أنت تنسى نفسكَ.. تنسى أنّ هناكَ دروساً لابدَّ منْ قراءتها، ومعلوماتٍ لابدّ منْ حفظها، ومعَ ذلك تلعبُ، وتظلُّ تلعبُ!!‏

    تظاهرتُ بأنّني أدرسُ، بعثرتُ كتبي فوقَ الطاولة،و.. شردتُ.. الوقتُ ما زالَ طويلاً، وسأعوّض كلّ شيء في الأيام المقبلة، أمامي الامتحانُ، وسأثبت للجميع مقدرتي وذكائي!‏

    .........

    على الرغم من أنّ أبي اشترى من أجلي ساعة ذاتَ منبّهٍ قويّ، يوقظني في السادسة صباحاً، وعلى الرغم من أنّ جدّتي تردّد دائماً:‏

    - البركة في البكور..‏

    وعلى الرغم من أنّ ديك الجيران ذا الحنجرة القوية يصيح كلّ صباح:‏

    - كوكوكوكو.. كي كي كي .. كي‏

    لكنّني لم أستيقظ باكراً،... النّوم لذيذ، ماأحلاه وما أجمل أن أستسلم إليه!.. أسكت صوت المنبّهِ مباشرةً، وأردّد مغتاظاً لدى سماعي صوت الدّيك:‏

    -كان يجب أن يقطعوا رأسك!‏

    وتنسلّ خيوطُ الشمس عبر النّافذة، تتراقص أشعتها مثلما تتراقصُ الكلمات فوق دفاتري وكتبي، ولكنّني لا أستيقظ باكراً..‏

    وركضتِ الدقائقُ ، ركضتِ السّاعاتُ، ركضتِ الأيامُ وأنا ما زلت اقول:‏

    - هناك فسحةٌ لأدرس، وأدرس وسأكون متفوّقاً.‏

    بنيتُ قصوراً على الماء، وزملائي في المدرسة صاروا يتقدّمونني، والامتحان يقترب، يدقُّ الأبواب.. وأنا تسحرني الكرةُ الملوّنة، وزقزقة العصافير ، والنافذة العريضة ، واللعب والشّرود، وإحصاءُ عددِ بلاطات الغرفة، والركضُ وراء أخي الصّغير؛ أعرضُ عليه مهارتي في دحرجة الكرة على حافّة الشرفة والتقاطها قبل أن تسقط ..كنت ضعيف الإرادة في التّركيز، وراء طاولتي الصّغيرة، وشعرتُ أنّ أمّي أصابها المللُ من كثرةِ التنبيهِ والتأنيبِ.. شعرت أنّ كتبي نفسها وأوراقي وأقلامي تنظر إليّ باستغراب ونفور، فأنا لم أعد صديقها المفضل. وهي لم تعد تسليتي وهدفي"!!"‏

    ...........

    في أول يوم من أيام الامتحان، سلّمتُ ورقةَ الإجابة، كانت أصابعي ترتجفُ، ووجهي قد أصابهُ الشحوبُ، لم أكن أعرفُ ماذا أكتب! فالأسئلةُ أصعبُ مما توقّعت.. ورأيت وجوه زملائي وأصدقائي باسمة، وهادئةً...‏

    كانوا يخرجون من مقاعدهم وفي نظراتهم بريقُ الثّقة والطّموح، والأمل.. ولست أدري كيف تذكّرتُ تلك اللحظةَ حكاية الأرنب والسلحفاة، كان أستاذنا يحكيها لنا.. ما زلت أرى أمام عينيّ ذلك الأرنب المغرورَ وهو يستلقي تحت الشجرة، ساخراً من السلحفاة البطيئة التي تدبّ إلى نهاية السّباق، كان يريدُ أن ينامَ ويرتاحَ، لأنّه بقفزة واحدة يصلُ إلى الهدف فلماذا يتعبُ نفسه؟ وماذا كانت النتيجة؟..‏

    السلحفاة الدؤوب التي لم تتوقّف لحظةً وصلت إلى خطّ النّهاية، وانتصرت.. أمّا الأرنب فلا يزال يغطّ في أحلامه...‏

    ترى هل كنتُ أرنباً مغروراً؟...‏
    الكمراني
    الكمراني
    مستشار إداري
    مستشار إداري


    ذكر
    عدد الرسائل : 730
    العمر : 37
    البلد : اليمن
    القسم والمستوى : مش مشغول
    المزاج : متعكر
      : قصص للأطفال 15781610
    السٌّمعَة : 5
    نقاط : 29
    تاريخ التسجيل : 02/11/2007

    بطاقة الشخصية
    تخصصي: رياضيات
    المحافظة: الحديدة

    قصص للأطفال Empty رد: قصص للأطفال

    مُساهمة من طرف الكمراني الثلاثاء أكتوبر 21, 2008 7:56 am

    قوس قزح
    قصص للأطفال - من منشورات اتحاد الكتاب العرب - 1997


    هذا أنا، أيّها الأصدقاء، صرت في العاشرة من عمري، أحبّ مثلكم الشمس والأشجار والأزهار والعصافير المغرّدة.. أحبّ أمي وأبي وإخوتي . وأهلي وجيراني.. أحبّ مدرستي وأساتذتي.. أحمل حقيبتي الجلدية، وأنطلق باكراً إليها.. أصدقائي هناك ينتظرونني، وسنقضي أجمل الأوقات، أنا أعاملهم بلطف ومودّة، وهم كذلك، الأصدقاء يتعاملون دائماً بلطف ومحبّة ومودّة وتهذيب..‏

    وفي يوم العطلة، ألعب معهم، نركض، نقفز.. نتبارى في الوثب والجري، والتقاط الكرة وهي تطير في الفضاء..‏

    لكنني، اليوم ، حزين..‏

    هل تعرفون لماذا؟‍‏

    اليوم، هو يوم الجمعة، يوم العطلة الأسبوعية، وأنا لاأستطيع الّلعب مع أصدقائي، لأنّ الجو ماطر،... منذ الصّباح الباكر ، والسماء ملبّدة بالغيوم الداكنة والمطر ينهمر بغزارة ، ولن أتمكّن من الخروج إلى اللعب‏

    وقفتُ خلف النافذة، في غرفة الجلوس بدأت أراقب هطول المطر.. كانت حبّاته الكبيرة تنقر زجاج النافذة ، بلطف أولاً.. تب.. تب.. تب.. تبتب، تبتب، تب.. تب.. ثمّ ازدادت.. ياه.. كأنها حبال تصل الأرض بالسماء، وازدادت أكثر حتى خلتُ أنّ سطولاً تندلق..وش..وش.. وش.. مطر غزير.. والأشجار بدأت تغتسل، والطرقات تستحمّ، لقد صارت نظيفة لامعة!..‏

    ولم تمض ساعة أخرى ، حتى انقطع المطر..‏

    وشاهدت مجموعة من الألوان الجميلة الشفّافة، كأنها الجسر المعلّق،... دُهشت، ولم أعرف ما الذي يتسلّقُ السّماءِ، وينتصب في وسطها.. سألت أمّي:‏

    - ما هذا الذي يشبه الجسر.. جسر النّهر الحجريّ؟!‏

    مسحتْ أمي بحنان فوق رأسي، وقالتْ:‏

    - إنّه قوس قزح!‏

    سألت ثانيةً:‏

    - ومن بنى هذا القوس؟‏

    ضحكت أمي. لقد أدهشها سؤالي، ضمتّني إليها، وبدأت تشرح، كيف يتشكّل قوس قزح:‏

    - انظر. لقد طلعت الشمس، وتلك أشعتها تنعكس على قطرات المطر.. والضوء الأبيض يتحلّل إلى طَيْفهِ الّلوني،.. انظر ، هذه ألوان الطيف من الأعلى بدأت تتدرّج.. اللون الأحمر، والبرتقالي، والأصفر والأخضر، والأزرق، والنّيلي، والبنفسجي.. هتفتُ بفرح:‏

    - سبعة ألوان جميلة، ياأمي ، سبعة ألوان!..‏

    هزّت رأسها ، وهمستْ:‏

    -ما أروع جمال الطبيعة.. ما أروع ما فيها من رقّةٍ وجمال!..‏

    ...........

    ......................

    لقد أعجبني قوس قزح، أعجبني كثيراً حتى إنّني قصصت دائرةً من ورقٍ مقوّى' قسّمتها إلى سبعة قطاعات، هي ألوان الطّيف، لوّنتها بدقّة، ثم ألصقتها على بكرة خيوط فارغة لأجعلها تدور، بعد أن ثقبت بقلم الرصاص مركز المحور.. هاهي ذي تدور.. تندمج الألوان، وتدور.. ألوان الطيف الشفّافة تدور.. وحين تزيد سرعتها تبدو الدائرة ذات لون أبيض.. ما أجمل هذا!!..‏

    كانت لعبة جديدة من ألعابي، سوف أفاجئ بها أصدقائي وأصحابي..‏

    .....................

    لقد حبسني المطر ذلك النهار..‏

    لكنني استفدت كثيراً، فأنا قمت بعمل نافع.. وما زلت أفكّر بأن أكتشف شيئاً جديداً..ربّما- في المرة القادمة- أتسلّق قوس قزح.. وأعرف ما يدهش أكثر.. ربّما..
    الكمراني
    الكمراني
    مستشار إداري
    مستشار إداري


    ذكر
    عدد الرسائل : 730
    العمر : 37
    البلد : اليمن
    القسم والمستوى : مش مشغول
    المزاج : متعكر
      : قصص للأطفال 15781610
    السٌّمعَة : 5
    نقاط : 29
    تاريخ التسجيل : 02/11/2007

    بطاقة الشخصية
    تخصصي: رياضيات
    المحافظة: الحديدة

    قصص للأطفال Empty رد: قصص للأطفال

    مُساهمة من طرف الكمراني الثلاثاء أكتوبر 21, 2008 8:01 am

    جدول الضّرب
    قصص للأطفال - من منشورات اتحاد الكتاب العرب - 1997


    انظروا.. هذا هو السوق الطويل، ونحن التلاميذ الصّغار نجتازه، منطلقين إلى مدرستنا، مدرسة" نور الدين الشهيد"، لانتوقّف أمام دكان، ولانتلهّى أمام بائع، كنّا نسرع في الوصول إلى مدرستنا التي نحبّها، لم يكن هنك مدرسة مثلها!..

    باب عريض يفتح كلّ صباح لاستقبالنا، باب عالٍ كبير يتّسع لدخول عربة مع حصان يجرّها، ومع ذلك فهو باب لمدرستنا القديمة، والتلاميذ يدخلون بنظام، قبل أن يحين الدوام بنصف ساعة ليس هناك من يتأخّر.. ومنْ يجرؤُ على ذلك؟!

    مَنْ يستطيع أن يتحدّى عصا الأستاذ" صفا"؟! وأيّة عصا كان يرفعها أمام التلاميذ؟ وهو يلوّح بها، والجرس يتابع رنينه باكراً ، جرس مدرستنا يُسمع في الساحة كلّها ، وربّما يصل صوته إلى السوق ، جرس قديم له إيقاع خاص:

    - ترن ترن..رن..ترن ترن .. رن...

    و" أبو الخير" الآذن، بطربوشه الأحمر، وقامته الطويلة، ونظّارته السميكة التي تكشف عن عينين طيبتين، تحملان مودّة للتلاميذ الصّغار، أبو الخير يحثّ الأطفال على الركض إلى الصفوف ، قبل أن تدركهم عصا الأستاذ " صفا" ، ذات العقد المرعبة، مازالت الأكفّ الصغيرة تتذكّر لسعاتها، ما زالت الأصابع تعرف طعمها وهي ترتجف، والأستاذ" صفا" صاحب جدول الضّرب لايتوقّف عن طرح أسئلته ، ولسعنا بعصاه لسعاً سريعاً خاطفاً، العصا تهوي على الأكفّ المحمرّة، لها صوت يختلف عن غيره من الأصوات، كأنّه صوت الريح الشديدة..

    ف.. و.. و.. ف.. و.. و.. والتلميذ المقصّر في دروسه يصرخ:

    - والله أحفظ..

    - والله لن أنسى..

    وجدول الضّرب يتراقص أمام عيوننا ، تتراقص الأرقام، تتراقص الحروف، تختلط مع بعضها، ونحن التلاميذ نشعر بالقلق والرهبة، ماذا يمكن أن نفعل؟ لقد صرنا في الصّف الثاني، وهذه الأعداد تركض ركضاً متواصلاً، ستة في خمسة، تسعة في سبعة، أربعة في ثمانية، خيول تتسابق في ميدان سباق محموم، والتلاميذ يلهثون وراءها لايستطيعون فهمها، لايعرفون من أين أتت هذه الارقام والأعداد الكثيرة المتداخلة، ما معنى خمسة في تسعة، وثمانية في أربعة، وما شأننا- نحن الصّغار- بهذه الأرقام والإشارات ؟ من الذي وضعها في طريقنا؟ من الذي قطع علينا أحلامنا وأخيلتنا.. أرقام وأرقام وأعداد لاندري من أين جاءت ، ولا كيف وصلت، وتمدّدت على الألواح الخشبية، وانتقلت إلى حقائبنا، بدأت تناكدنا، تمطّ رؤوسها وأنوفها ، ترقّص أمامنا أذيالها،تتسلق صفحات دفاترنا ، تنام معنا في فراشنا أو تقفز على وسائدنا، أرقام مضحكة مبكية، لاترتبط برسوم، ولاتتعلّق بألوان،...

    في الصف الأول، الذي ودّعناه، كان الأستاذ " محمّد" يعلّمنا درس الحساب مع دروس الرياضة وحصص الموسيقى والأناشيد، فما بال الأستاذ " صفا" يلجأ إلى هذه الطريقة.. أسئلته كزخّ المطر، وعصاه لاتسامح مَنْ يخطىء في الجواب!..

    في الصّف الأول كانت حناجرنا تُبحّ من المرح والضّحك والفكاهة والتمثيل في الدروس.. كنّا ننشد دروس الحساب كالبلابل..



    أمّي وأبي


    كانا اثنين

    وأنا وأخي


    جئنا اثنين

    دخلتْ أختي


    همستْ همسهْ

    إنْ تجمعنا


    ترنا خمسهْ


    ثم نقفز من مقاعدنا، ونكتب العدد" خمسة"

    نرسمه بالألوان، ونشكّله بالمعجون، نأتي بحبّات الفاصولياء، نبدأ بالعدّ ، نتسابق ، نملأ أكياساً قماشية بيضاً، هذا الكيس فيه عشرون حبّة من الفاصولياء. وهذا فيه عشر حبّات..



    كفّي اليمنى


    فيها خمسٌ

    كفّي اليسرى


    فيها خمسٌ

    فاجمع هذي


    واجمعْ هذي

    تصبح عشراً


    ياأستاذي


    لكنّ الأستاذ " صفا" صاحب جدول الضرب يختلف، صوته يختلف ، حديثه يختلف، يلوّح لنا بالعصا فنحسب لها حساباً، صار جدول الضرب في أول السنة الدراسية شغلنا الشاغل، ولم ينقضِ شهران حتى حفظناه غيباً، كما نحفظ أسماءنا لم نكن نلجأ إلاّ لأصابعنا، أصابعنا التي التهبت من لسعات العصا، لا أحد يمكنه أن ينسى منظرنا نحن تلاميذ الصّف الثاني، بعد مرور شهرين من بدء الدراسة لا أحد يستطيع أن يكتم شهقته وهو يرى تلاميذ الصّف الثاني، وقد اصطفوا ثلاثة.. ثلاثة.. رتلاً رتلاً.. لقد حفظنا جدول الضّرب عن ظهر قلب، استظهرناه من اليمين إلى الشمال، ومن الشمال إلى اليمين، ومن فوق إلى تحت، ومن تحت إلى فوق، وفي كل الاتجاهات، والأستاذ " صفا" يحاول أن يربك هذا، أو يهزّ العصا المخيفة في وجه ذاك، ولكنّ التلاميذ الصّغار قهروا هذه المرّة العصا، قهروا الأرقام والأعداد، وحفظوا الجدول العتيد، وانتصروا على ستة في سبعة، وثمانية في تسعة، كانت أجوبتهم كالمطر أيضاً، سريعة متلاحقة،...

    لقد صمّمنا- نحن الأطفال- أن نخرج من الامتحان مرفوعي الجبين، عزمنا على أن نقف ورؤوسنا عالية،... لم يكن أحدٌ أسعد منّا..

    الفرحة حملتنا على جناحيها، طرنا معها ، طرنا من السعادة، كتبوا أسماءنا في لوحة الشرف المدرسية، أعطوا كلّ واحد استحساناً، الأساتذة كلّهم شملونا بمحبّتهم، حتى الأستاذ " صفا" .. لقد اكتسحنا جدول الضرب، اقتحمنا حصونه وقلاعه، عرفنا أسراره وخفاياه، لأننا محونا كلمة: صعب.. مستحيل ثم كان، في نهاية السنة، أن ودّعنا الاستاذ " صفا" وداعاً مؤثراً، كنّا شاكرين له طريقته المختلفة، وحديثه المختلف، وودّعنا عصاه بالقبلات، لأنّها لم تعد تخيفنا..ولم نعد نرتجف منها.. لم نعد صغاراً.. لقد نجحنا..

    واليوم- ما زلنا- نتذكّر حكاياتنا مع أساتذتنا القدامى، وجدول الضرب..
    الكمراني
    الكمراني
    مستشار إداري
    مستشار إداري


    ذكر
    عدد الرسائل : 730
    العمر : 37
    البلد : اليمن
    القسم والمستوى : مش مشغول
    المزاج : متعكر
      : قصص للأطفال 15781610
    السٌّمعَة : 5
    نقاط : 29
    تاريخ التسجيل : 02/11/2007

    بطاقة الشخصية
    تخصصي: رياضيات
    المحافظة: الحديدة

    قصص للأطفال Empty رد: قصص للأطفال

    مُساهمة من طرف الكمراني الثلاثاء أكتوبر 21, 2008 8:04 am

    نتمنى من الجميع ان تكون عجبتهم القصص

    للعلم الموضوع منقوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول
    مأمون المفلحي
    مأمون المفلحي
    مستشار إداري
    مستشار إداري


    ذكر
    عدد الرسائل : 2676
    العمر : 37
    البلد : في كل حلم جميل
    القسم والمستوى : برمجة حاسوب
    المزاج : أحب الهــــدووووووووء والصراحة
      : قصص للأطفال 15781610
    السٌّمعَة : 13
    نقاط : 1666
    تاريخ التسجيل : 26/04/2008

    قصص للأطفال Empty رد: قصص للأطفال

    مُساهمة من طرف مأمون المفلحي الثلاثاء أكتوبر 21, 2008 8:29 am

    مشكووووووووووووووووووور ياحلوووووو.؟
    تقبل مروري
    فلورندا
    فلورندا
    مشرفة
    مشرفة


    انثى
    عدد الرسائل : 317
    العمر : 34
    البلد : اليمن
    القسم والمستوى : التربية
    المزاج : رايق
    العضوية : 75
      : قصص للأطفال 15781610
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 136
    تاريخ التسجيل : 21/01/2008

    بطاقة الشخصية
    تخصصي: رياض أطفال
    المحافظة: الحديدة

    قصص للأطفال Empty رد: قصص للأطفال

    مُساهمة من طرف فلورندا الثلاثاء أكتوبر 21, 2008 6:58 pm

    آخ الكمراني

    حقيقةً اجدني عاجزة عن شكرك على كل هذه القصص الرائعة

    اسعدتني كثيراً

    اسمح لي بأن أضيفها الى مجموعة القصص التي اجمعها

    شكراً جزيلاً لك
    الكمراني
    الكمراني
    مستشار إداري
    مستشار إداري


    ذكر
    عدد الرسائل : 730
    العمر : 37
    البلد : اليمن
    القسم والمستوى : مش مشغول
    المزاج : متعكر
      : قصص للأطفال 15781610
    السٌّمعَة : 5
    نقاط : 29
    تاريخ التسجيل : 02/11/2007

    بطاقة الشخصية
    تخصصي: رياضيات
    المحافظة: الحديدة

    قصص للأطفال Empty رد: قصص للأطفال

    مُساهمة من طرف الكمراني السبت نوفمبر 08, 2008 5:38 am

    مشكورة أختي فلورندا على الرد ونتمنى ان تعجب الجميع

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء نوفمبر 26, 2024 9:21 am