مكانة المرأة قبل الإسلام
كانت مكانة المرأة قبل الإسلام يتنازعها عاملان ، الإفراط والتفريط ، ففي جانب نرى المرأة التي هي أم الرجل ، وزوجته ، وأخته ، وقريبته ، نراها وقد اتخذها الرجل خادماً ، بل أمَة ، تباع وتشترى ، محرومة من أبسط الحقوق الإنسانية.
وفي جانب آخر نرى تلك المرأة نفسها قد عظموها تعظيماً كبيراً ، ونالت اهتماماً يفوق حد المعقول ، وأُنزلت منزلة أعظم من شأنها ، إلا أنها لم تنل ذلك في غالب الأحيان بناء على شريعة أو عرف يُطبق ، ولكنها نالته لأنها – في عصر الترف والبذخ – مطلب من مطالب المتعة والوجاهة الاجتماعية.
أما المكانة التي تستند إلى قانون أو عرف أو إحساس باستحقاقها ، فقد كانت معدومة في أغلب عصور الحضارة الأولى قبل الإسلام.
وسوف نعرض فيما يأتي بشيء من التفصيل المقتضب لمكانة المرأة قبل الإسلام في الأمم والمجتمعات التي كانت قائمة قبل البعثة المحمدية وتربطها بالجزيرة العربية – منبع الإسلام – صلة جوار ، أو ثقافة ، أو سياسة أو مصلحة من المصالح ، حتى يظهر جلياً عند عرضنا لحقوق المرأة في الشريعة الإسلامية ، مقدار ما أعطته الشريعة الإسلامية لها من حقوق ومميزات ، لم ولن تصل إليها في شريعة أو قانون .. وبضدها تتميز الأشياء.
وسوف نتناول مكانة المرأة: عند اليونان ، والرومان ، واليهود ، والنصارى ، والفرس ، والعرب في الجاهلية.
المرأة عند اليونان
كان اليونان أرقى الأمم القديمة حضارة ، وأزهرها تمدناً ، وفي عصورهم الأولى كانت المرأة في غاية من الانحطاط وسوء الحال ، من حيث الأخلاق والحقوق القانونية والاجتماعية وغيرها ، فلم تكن لها في مجتمعهم منزلة وكانت الأساطير اليونانية قد اتخذت امرأة خيالية تسمى (باندورا) جعلوها ينبوع جميع الآلام للإنسان ومصائبه ، فلم تكن المرأة عندهم إلا خلقاً في الدرك الأسفل.
وكانت معزولة عن المجتمع ، تعيش في أعماق البيوت على أنها سقط متاع ، حتى كان من مفكريهم الكبار من ينادي بوجوب حبس (اسم) المرأة في البيت كما يحبس جسمها ، وكانت محرومة من الميراث ، وكان ينظر إلى الزوجية على أنها وظيفة لاستيراد الأطفال ، لا تعلو كثيرأ عن وظيفة الخدم.
قال خطيبهم الشهير (ديموستين): (إننا نتخذ العاهرات للذة ، ونتخذ الخليلات للعناية بصحة أجسامنا اليومية ، ونتخذ الزوجات ليلدن لنا لأبناء الشرعيين).
وبقيت هذه النظرة إلى المرأة في أول عهدهم بالنهضة والمدنية ثابتة على حالها ، وربما تخللتها تعديلات قليلة ، فقد كان من تأثير انتشار العلم والحضارة أن ارتفعت مكانة المرأة في المجتمع بعض الشيء ، وأصبحت أحسن حالاً ، وأرفع منزلة من ذي قبل ، إلا أن منزلتها القانونية بقيت على حالها لم تتبدل.
ثم أخذت الشهوات تتغلب عليهم ، وجرفهم تيار الغرائز البهيمية ، والأهواء الجامحة ، فتبوأت العاهرات والمومسات مكانة عالية في المجتمع اليوناني ، وصارت بيوت العاهرات مركزاً يؤمه طبقات المجتمع ، ومجمعاً يرتاده الأدباء والفلاسفة ورجال السياسة.
وليس هذا فحسب بل كانت المشكلات السياسية أيضاً تحل عُقدها ، وتعالج معضلاتها بحضرتهن وتحت إشرافهن.
وتبدلت مقايييس الأخلاق عندهم إلى حد جعل كبار فلاسفتهم ، وعلماء الأخلاق عندهم لا يرون في الزنى ، وارتكاب الفاحشة غضاضة يلام عليها المرء ويعاب ، حتى وصل الحد بهم إلى إخضاع دينهم لغرائزهم وأخلاقهم المنحلة.
وانتشرت بينهم عبادة (أفروديت) التي كان من قصتها عندهم في الأساطير ، أنها خادنت ثلاثة من الآلهة مع كونها زوجة إله خاص ، وأيضاً كان من أخدانها رجل من عامة البشر ، زيادة على تلك الآلهة ، ومن تلك المرأة ولد (كيوبيد) إله الحب ، ونتيجة لاتصالها بذلك الخدن البشري.
كانت مكانة المرأة قبل الإسلام يتنازعها عاملان ، الإفراط والتفريط ، ففي جانب نرى المرأة التي هي أم الرجل ، وزوجته ، وأخته ، وقريبته ، نراها وقد اتخذها الرجل خادماً ، بل أمَة ، تباع وتشترى ، محرومة من أبسط الحقوق الإنسانية.
وفي جانب آخر نرى تلك المرأة نفسها قد عظموها تعظيماً كبيراً ، ونالت اهتماماً يفوق حد المعقول ، وأُنزلت منزلة أعظم من شأنها ، إلا أنها لم تنل ذلك في غالب الأحيان بناء على شريعة أو عرف يُطبق ، ولكنها نالته لأنها – في عصر الترف والبذخ – مطلب من مطالب المتعة والوجاهة الاجتماعية.
أما المكانة التي تستند إلى قانون أو عرف أو إحساس باستحقاقها ، فقد كانت معدومة في أغلب عصور الحضارة الأولى قبل الإسلام.
وسوف نعرض فيما يأتي بشيء من التفصيل المقتضب لمكانة المرأة قبل الإسلام في الأمم والمجتمعات التي كانت قائمة قبل البعثة المحمدية وتربطها بالجزيرة العربية – منبع الإسلام – صلة جوار ، أو ثقافة ، أو سياسة أو مصلحة من المصالح ، حتى يظهر جلياً عند عرضنا لحقوق المرأة في الشريعة الإسلامية ، مقدار ما أعطته الشريعة الإسلامية لها من حقوق ومميزات ، لم ولن تصل إليها في شريعة أو قانون .. وبضدها تتميز الأشياء.
وسوف نتناول مكانة المرأة: عند اليونان ، والرومان ، واليهود ، والنصارى ، والفرس ، والعرب في الجاهلية.
المرأة عند اليونان
كان اليونان أرقى الأمم القديمة حضارة ، وأزهرها تمدناً ، وفي عصورهم الأولى كانت المرأة في غاية من الانحطاط وسوء الحال ، من حيث الأخلاق والحقوق القانونية والاجتماعية وغيرها ، فلم تكن لها في مجتمعهم منزلة وكانت الأساطير اليونانية قد اتخذت امرأة خيالية تسمى (باندورا) جعلوها ينبوع جميع الآلام للإنسان ومصائبه ، فلم تكن المرأة عندهم إلا خلقاً في الدرك الأسفل.
وكانت معزولة عن المجتمع ، تعيش في أعماق البيوت على أنها سقط متاع ، حتى كان من مفكريهم الكبار من ينادي بوجوب حبس (اسم) المرأة في البيت كما يحبس جسمها ، وكانت محرومة من الميراث ، وكان ينظر إلى الزوجية على أنها وظيفة لاستيراد الأطفال ، لا تعلو كثيرأ عن وظيفة الخدم.
قال خطيبهم الشهير (ديموستين): (إننا نتخذ العاهرات للذة ، ونتخذ الخليلات للعناية بصحة أجسامنا اليومية ، ونتخذ الزوجات ليلدن لنا لأبناء الشرعيين).
وبقيت هذه النظرة إلى المرأة في أول عهدهم بالنهضة والمدنية ثابتة على حالها ، وربما تخللتها تعديلات قليلة ، فقد كان من تأثير انتشار العلم والحضارة أن ارتفعت مكانة المرأة في المجتمع بعض الشيء ، وأصبحت أحسن حالاً ، وأرفع منزلة من ذي قبل ، إلا أن منزلتها القانونية بقيت على حالها لم تتبدل.
ثم أخذت الشهوات تتغلب عليهم ، وجرفهم تيار الغرائز البهيمية ، والأهواء الجامحة ، فتبوأت العاهرات والمومسات مكانة عالية في المجتمع اليوناني ، وصارت بيوت العاهرات مركزاً يؤمه طبقات المجتمع ، ومجمعاً يرتاده الأدباء والفلاسفة ورجال السياسة.
وليس هذا فحسب بل كانت المشكلات السياسية أيضاً تحل عُقدها ، وتعالج معضلاتها بحضرتهن وتحت إشرافهن.
وتبدلت مقايييس الأخلاق عندهم إلى حد جعل كبار فلاسفتهم ، وعلماء الأخلاق عندهم لا يرون في الزنى ، وارتكاب الفاحشة غضاضة يلام عليها المرء ويعاب ، حتى وصل الحد بهم إلى إخضاع دينهم لغرائزهم وأخلاقهم المنحلة.
وانتشرت بينهم عبادة (أفروديت) التي كان من قصتها عندهم في الأساطير ، أنها خادنت ثلاثة من الآلهة مع كونها زوجة إله خاص ، وأيضاً كان من أخدانها رجل من عامة البشر ، زيادة على تلك الآلهة ، ومن تلك المرأة ولد (كيوبيد) إله الحب ، ونتيجة لاتصالها بذلك الخدن البشري.