نستعمل أعيننا في هذه الأيام أكثر من استعمال أسلافنا لها , فنحن نقود سيارات ونواجه التلفاز ساعات طوال , ونقرأ كتبا وصحفا , ونشاهد (أفلاما). وعلي الرغم من هذا الاستخدام المكثف يبدو بصرنا قادرا على مواجهة كل هذه المتطلبات دون إجهاد مفرط.
العين قطعة هندسية عجيبة وضخمة إلي حد لا يصدق – آلة تصوير تتمتع بتكيف ذاتي لحظي مع جهاز نزح وإصلاح مبيت (داخلي). تنظر هذه الآلة التي هي في غاية الحساسية إلي العالم من محجر مبطن محمي , ولا تحتاج من صاحبها إلا إلى عناية معتدلة لكي تؤمن خدمة جيدة ومتواصلة مدي الحياة.
التركيب التشريحي والوظيفي للعين
يبلغ نصف قطر كرة العين نحو 2.5 سم , كما أنها تتألف من ثلاث طبقات أساسية مرتبة من الخارج نحو الداخل علي النحو الآتي: الصلبة Sclera و المشيمية Choroid و الشبكية Retina.
تتألف الصلبة من نسيج ضام معتم للضوء في جميع مناطق كرة العين الخلفية ولكنه يتبدل بعض الشيء في الأمام فيصبح شفافا وأكثر تحدبا ويشكل بنية تعرف باسم القرنية Cornea. أما الطبقة المشيمية فإنها تمتاز بغناها بالأصبغة وبأعداد من الأوعية الدموية الغزيرة التي تخترقها. ويتبدل شكل هذه الطبقة في الناحية الأمامية لتؤلف الجسم الهدبي Ciliary body والقزحية Iris.
الجسم الهدبي هو بنية دائرية تحتوى علي الغدد الهدبية والعضلات الملساء. وتشاهد أربطة معلقة صادرة عن الجسم الهدبي ومتصلة من نهايتها الأخرى مع النطقية أو رباط العدسة. والعدسة Lens بلورة ثنائية التحدب. أما القزحية فهي الجزء الملون من العين , وتحتوى علي فتحة في مركزها تدعي حدقة العين ( إنسان العين - البؤبؤ Pupil ) . كما أنها تحتوى علي ألياف عضلية ملساء دائرية وأخرى شعاعية أو طولية التوضع. وتكون مهمة هذه الألياف التحكم في مدى أتساع فتحة العين (حدقة العين) من خلال تقلص الألياف الدائرية الذي يضيق أو يقبض الحدقة , أو من خلال تقلص الألياف الشعاعية أو الطولية الذي يوسعها ويترافق هذا العمل بتحوير كمية الضوء الداخلة إلى العين.
أما الشبكية , فأنها تشغل الثلثين الخلفيين من المشيمية وتحتوي على مستقبلات الضوء المعروفة باسم العصي (النبابيت) والمخاريط. هذا وتقع إلى الأنسي من محور كرة العين الأمامي الخلفي ألياف العصب البصري optic nerve التي تغادر العين. وهي تؤلف ما يدعي بالقرص البصري optic disc الذي يقدر قطره بنحو 1.5 ملم. ونجد على بعد 3 ملم وحشي المنطقة أنفة الذكر , وبالقرب من المحور الأمامي الخلفي لكرة العين , بنية عظيمة الأهمية هي اللطخة الصفراء وفي مركزها انخفاض صغير يدعي الحفيرة المركزية.
ويملأ الفراغ الكائن بين شبكية العين وعدستها مادة هلامية شفافة , تدعي الخلط الزجاجي أو الجسم الزجاجي viterous body. أما الحيز المحصور بين القرنية من الأمام والعدسة والقزحية من الخلف , فأنه يدعي حجيرة العين الأمامية anterior chamber. أما الحجيرة الخلفية posterior chamber للعين فأنها تتمثل في ذلك الممر الضيق المحصور بين القزحية من الأمام والعدسة والجسم الهدبي من الخلف. ويملأ الحجيرتان الأمامية والخلفية خلط مائي .
وتصيب العين جملة من الأمراض العضوية والوظيفية وفي موضوعنا هذا سنركز على اضطرا بات واعتلال الوظيفة البصرية للعين
1-حسر البصر (ضعف النظر) Nearsightedness
ينجم حسر البصر (ضعف النظر) بشكل رئيسي عن شكل المقلة , وهو عامل وراثي. فيكون محور المقلة زائد الطول بحيث يكون الإبصار القريب ( كالقراءة والكتابة ) ممتازا , أما الأجسام البعيدة فتكون ضبابية.
وتصحح هذه الحالة بسهولة باستعمال نظارات ، عدسات لاصقة أو بإجراء عملية الليزك (الليزر) . وهو عادة يزداد سوءا بنسبة دائمة الانخفاض حتى سن الثلاثين , لذلك يلزم زيارة طبيب العيون بصفة دورية للكشف.
2-مد البصر (طول النظر) Farsightedness
يكون محور المقلة في مد البصر ( طول النظر ) زائد القصر , فترى الأجسام البعيدة والمتوسطة البعد بوضوح , أما الإبصار القريب ( كالقراءة والكتابة ) فيكون ضبابيا أو صعبا. ويمكن تصحيح هذه الحالة – التي تسبب صداعا – بسهولة باستخدام نظارات.
3-اللابؤرية Astigmatism
تنجم اللابؤرية عن التحدب المتفاوت في مختلف أجزاء القرنية ; الأمر الذي يجعل تبئير الخيالات علي القزحية مستحيلا , وهو خلل ولادي , ويمكن تصحيح هذا الاضطراب عادة عن طريق النظارات.
تظهر هذه الحالة بين الذكور بشكل رئيس , وفيها ينعدم تمييز اللونين الأحمر والأخضر. أما في الشكل الوخيم لهذا الاضطراب فترى جميع الألوان سوداء وبيضاء.
4-عمي الألوان Color blindness
وعمي الألوان مرض وراثي لكنه قد يتجاوز جيلا , فيورثه جد لحفيده , وماله من علاج ولا شفاء. ويسبب الإفراط في شرب الكحول وفي التدخين حالة عمى ألوان مؤقتة في بعض الأحيان , لكن قطع السبب يعيد اللون إلي البصر.
5-الحول الولادي أو في الطفولة المبكرة Strabismus
ينجم الحول في سن مبكرة عن نقص في التناسق العضلي العيني. ويكمن خطره في فقد جزئي للبصر في إحدى العينين , وهي التي تسمي (العين الكسولة). وفي هذه الحالة تدعو الضرورة إلي معالجة مبكرة , ويفضل أن تكون قبل الثالثة من العمر. يمكن أن تفيد النظارات أو القطرات , أما في أغلب الحالات فتكون الجراحة ضرورية لتقويم العينين بشكل دقيق. أما بعد الجراحة فهنالك حاجة إلي تمرينات لجعل كلتا العينين تقومان بوظائفهما معا ولتبقيا مستقيمين.
الحول في البالغين
عندما تصبح العين حولا بعد البلوغ تكون بدايتها مصحوبة بشفع. وما ينبغي أن يهمل هذا العرض إطلاقا , حتى ولو كان ظهوره لفترة قصيرة. ويمكن أن ينجم حول العين في البالغين عن ضغط علي عصب داعم لعضلات العين , فتجب المسارعة لاستشارة طبيب عيون دون أي تأجيل.
6-القدع , قصو البصر Presbyopia
خلل في الرؤية ينجم عن التقدم في السن. إذ تسيطر عضلات على شكل العدسة بطريقة تلقائية ليتم التركيز. وكلما تقدمنا في العمر تقل مرونة العدسة ومطاطيتها ، وتسمى هذه الحالة مما يؤدي إلى صعوبة في التركيز على الأشياء القريبة مثل صحيفة أو كتاب. وهذا هو سبب احتياج البعض لنظارة خاصة للقراءة بعد سن الأربعين .
كان ماسبق نبذة مختصره عن العين البشرية وبعض مايصيبها من امراض
أسأل الله العلي العظيم ان يزيد من نعمه علينا ويحفظ علينا ابصارنا ...
وتقبلوا خالص وارق التحايا
عمر النجاده
العين قطعة هندسية عجيبة وضخمة إلي حد لا يصدق – آلة تصوير تتمتع بتكيف ذاتي لحظي مع جهاز نزح وإصلاح مبيت (داخلي). تنظر هذه الآلة التي هي في غاية الحساسية إلي العالم من محجر مبطن محمي , ولا تحتاج من صاحبها إلا إلى عناية معتدلة لكي تؤمن خدمة جيدة ومتواصلة مدي الحياة.
التركيب التشريحي والوظيفي للعين
يبلغ نصف قطر كرة العين نحو 2.5 سم , كما أنها تتألف من ثلاث طبقات أساسية مرتبة من الخارج نحو الداخل علي النحو الآتي: الصلبة Sclera و المشيمية Choroid و الشبكية Retina.
تتألف الصلبة من نسيج ضام معتم للضوء في جميع مناطق كرة العين الخلفية ولكنه يتبدل بعض الشيء في الأمام فيصبح شفافا وأكثر تحدبا ويشكل بنية تعرف باسم القرنية Cornea. أما الطبقة المشيمية فإنها تمتاز بغناها بالأصبغة وبأعداد من الأوعية الدموية الغزيرة التي تخترقها. ويتبدل شكل هذه الطبقة في الناحية الأمامية لتؤلف الجسم الهدبي Ciliary body والقزحية Iris.
الجسم الهدبي هو بنية دائرية تحتوى علي الغدد الهدبية والعضلات الملساء. وتشاهد أربطة معلقة صادرة عن الجسم الهدبي ومتصلة من نهايتها الأخرى مع النطقية أو رباط العدسة. والعدسة Lens بلورة ثنائية التحدب. أما القزحية فهي الجزء الملون من العين , وتحتوى علي فتحة في مركزها تدعي حدقة العين ( إنسان العين - البؤبؤ Pupil ) . كما أنها تحتوى علي ألياف عضلية ملساء دائرية وأخرى شعاعية أو طولية التوضع. وتكون مهمة هذه الألياف التحكم في مدى أتساع فتحة العين (حدقة العين) من خلال تقلص الألياف الدائرية الذي يضيق أو يقبض الحدقة , أو من خلال تقلص الألياف الشعاعية أو الطولية الذي يوسعها ويترافق هذا العمل بتحوير كمية الضوء الداخلة إلى العين.
أما الشبكية , فأنها تشغل الثلثين الخلفيين من المشيمية وتحتوي على مستقبلات الضوء المعروفة باسم العصي (النبابيت) والمخاريط. هذا وتقع إلى الأنسي من محور كرة العين الأمامي الخلفي ألياف العصب البصري optic nerve التي تغادر العين. وهي تؤلف ما يدعي بالقرص البصري optic disc الذي يقدر قطره بنحو 1.5 ملم. ونجد على بعد 3 ملم وحشي المنطقة أنفة الذكر , وبالقرب من المحور الأمامي الخلفي لكرة العين , بنية عظيمة الأهمية هي اللطخة الصفراء وفي مركزها انخفاض صغير يدعي الحفيرة المركزية.
ويملأ الفراغ الكائن بين شبكية العين وعدستها مادة هلامية شفافة , تدعي الخلط الزجاجي أو الجسم الزجاجي viterous body. أما الحيز المحصور بين القرنية من الأمام والعدسة والقزحية من الخلف , فأنه يدعي حجيرة العين الأمامية anterior chamber. أما الحجيرة الخلفية posterior chamber للعين فأنها تتمثل في ذلك الممر الضيق المحصور بين القزحية من الأمام والعدسة والجسم الهدبي من الخلف. ويملأ الحجيرتان الأمامية والخلفية خلط مائي .
وتصيب العين جملة من الأمراض العضوية والوظيفية وفي موضوعنا هذا سنركز على اضطرا بات واعتلال الوظيفة البصرية للعين
1-حسر البصر (ضعف النظر) Nearsightedness
ينجم حسر البصر (ضعف النظر) بشكل رئيسي عن شكل المقلة , وهو عامل وراثي. فيكون محور المقلة زائد الطول بحيث يكون الإبصار القريب ( كالقراءة والكتابة ) ممتازا , أما الأجسام البعيدة فتكون ضبابية.
وتصحح هذه الحالة بسهولة باستعمال نظارات ، عدسات لاصقة أو بإجراء عملية الليزك (الليزر) . وهو عادة يزداد سوءا بنسبة دائمة الانخفاض حتى سن الثلاثين , لذلك يلزم زيارة طبيب العيون بصفة دورية للكشف.
2-مد البصر (طول النظر) Farsightedness
يكون محور المقلة في مد البصر ( طول النظر ) زائد القصر , فترى الأجسام البعيدة والمتوسطة البعد بوضوح , أما الإبصار القريب ( كالقراءة والكتابة ) فيكون ضبابيا أو صعبا. ويمكن تصحيح هذه الحالة – التي تسبب صداعا – بسهولة باستخدام نظارات.
3-اللابؤرية Astigmatism
تنجم اللابؤرية عن التحدب المتفاوت في مختلف أجزاء القرنية ; الأمر الذي يجعل تبئير الخيالات علي القزحية مستحيلا , وهو خلل ولادي , ويمكن تصحيح هذا الاضطراب عادة عن طريق النظارات.
تظهر هذه الحالة بين الذكور بشكل رئيس , وفيها ينعدم تمييز اللونين الأحمر والأخضر. أما في الشكل الوخيم لهذا الاضطراب فترى جميع الألوان سوداء وبيضاء.
4-عمي الألوان Color blindness
وعمي الألوان مرض وراثي لكنه قد يتجاوز جيلا , فيورثه جد لحفيده , وماله من علاج ولا شفاء. ويسبب الإفراط في شرب الكحول وفي التدخين حالة عمى ألوان مؤقتة في بعض الأحيان , لكن قطع السبب يعيد اللون إلي البصر.
5-الحول الولادي أو في الطفولة المبكرة Strabismus
ينجم الحول في سن مبكرة عن نقص في التناسق العضلي العيني. ويكمن خطره في فقد جزئي للبصر في إحدى العينين , وهي التي تسمي (العين الكسولة). وفي هذه الحالة تدعو الضرورة إلي معالجة مبكرة , ويفضل أن تكون قبل الثالثة من العمر. يمكن أن تفيد النظارات أو القطرات , أما في أغلب الحالات فتكون الجراحة ضرورية لتقويم العينين بشكل دقيق. أما بعد الجراحة فهنالك حاجة إلي تمرينات لجعل كلتا العينين تقومان بوظائفهما معا ولتبقيا مستقيمين.
الحول في البالغين
عندما تصبح العين حولا بعد البلوغ تكون بدايتها مصحوبة بشفع. وما ينبغي أن يهمل هذا العرض إطلاقا , حتى ولو كان ظهوره لفترة قصيرة. ويمكن أن ينجم حول العين في البالغين عن ضغط علي عصب داعم لعضلات العين , فتجب المسارعة لاستشارة طبيب عيون دون أي تأجيل.
6-القدع , قصو البصر Presbyopia
خلل في الرؤية ينجم عن التقدم في السن. إذ تسيطر عضلات على شكل العدسة بطريقة تلقائية ليتم التركيز. وكلما تقدمنا في العمر تقل مرونة العدسة ومطاطيتها ، وتسمى هذه الحالة مما يؤدي إلى صعوبة في التركيز على الأشياء القريبة مثل صحيفة أو كتاب. وهذا هو سبب احتياج البعض لنظارة خاصة للقراءة بعد سن الأربعين .
العدسة الطبيعية | العدسة مع تقدم العمر |
كان ماسبق نبذة مختصره عن العين البشرية وبعض مايصيبها من امراض
أسأل الله العلي العظيم ان يزيد من نعمه علينا ويحفظ علينا ابصارنا ...
وتقبلوا خالص وارق التحايا
عمر النجاده