أمي الراحله
رحـلت عنــــى روحـهـا فـبكــيت قبـيل رحـيلهـا
رحـلت عـنى بـجســدها فـبكــيت شــوقـــاً لـهـا
رحـلت فلم اسـتطع رصدها لكن الماضي كفيل بوصفها
لـقـد سكــنت فـــؤادى وحتى الموت سكنت فـؤادها
سهرت على مرضـى منذ مهـدى فـنعم المـلاك قـلبهـا
ضمتنى كثيرا لـصـدرهـا فـشعـرت بطيـب أنـفاسهـا
يـحـيطـنــى دفئـا وحـنانا ذاك طـعامـي حينهــا
ارضـعتنـى ايـمانـا واسـلاما فهـذا مـزيج لبـنهـا
أنّـست وحـدتى والتـزمت بـعهد خلـودي فـي قـلبهـا
شـملتنى رعـايـه وحـمايه حـين احـستـنـي بـكفهـا
فمـن الـصعب تـحقيق الامان في دنـيا عـجبـت لأمرها
بالأمس كانت وردة ببستان واليوم نار احرقت ورقهـا
صـبـيه وثـلاث شــبـاب هــؤلاء ثـمار انـجـابـهــا
مـهندسـاً ومحاسبا وفندقيا وعروسه في طرحة زفافها
فـلما عـلمنـا بمـرضهـا بكيـنا تحـت اقــدامـهـا
فرافقتها فى مرضها ولم أكـن اعـلـم انـهُ اجـلهـا
نـظـرت الى بعـمـق فخـفـق قلـبـي فـنـظـرت لـهـا
نـظــرة حـنـان وشـــوق ثـم هــزت لـي رأسـهـــا
كأنما تقول لى الوداع اما الجنه فأنا في سبيلهـا
قبلتها وأذرفت عينى دمـوعا صـار وجـهي نهراً لهـا
وأتـى الـنـهار الـمظـلـم ومـلك الـموت بجوارهـا
ماتت أمـي الحـبـيـبــه فبكــت الـماء سـبـتهــا
مـاتـت سـيـده الـنسـاء فـمـن عـزيـز بـعد موتها
اعينى جودا فقد كـانت كـل الـمـعـارف قـلباً لهــا
فـلـعـلى أحـظـى بالنعـيـم فجنـة الخلـد مثوىً لها
فعانقتنى فى منامـى حـين رأيتهـا فـي جـنـةً ربـها
فـقلـت والدمـع يـسيـل من عيني وحشتيني ثم قبلتها
تطلعت الـى ببـريق عينـها ثـم رسـمـت عـلى كـفهـا
قـلب وكــتبت كــلمات لــست بـفاهــمها فسألـتهـا..!
ماهـذا...ومـا تلك الـكلمـات الــتي رأيــتهــــا..؟
قــالت بـصوت شــجى والــدرر عــلى لــسـانـهـــا
وعـشقى لـربى ومـحمـدى واسـلامـي والـكعبه وشـرفهـا
قـد احببتــكم اكـثر من نـفسى وأمـي التـي تركـتها
وعشقت مافيكم من قـلوب فـوحـشـتوني بـقدر عـشـقهـا
فـسكـت ورق قـلبى ثـم سـقـطت صـريعاً حـباً للزامهـا
أنا لله وانا إليه لراجعون