جيمس كاميرون" مع كاميرا جديدة ثلاثية الابعاد حقق تغييراً في طريقة مشاهدة الافلام السينمائية
في عام 1977 كان "جيمس كاميرون" يبلغ من العمره 22 عاماً ويعمل سائق شاحنة، ذهب مع صديقه "بال" لمشاهدة فلم حرب النجوم في احدى دور السينما، كان صديقه مندهش لمشاهدة الفلم لكن حينها خرج كاميرون من الصالة منزعج بسبب طريقة الخدع السينمائية المستخدمة في الفيلم.
في تلك الفترة كان متغيب عن الجامعة ويعمل على تقديم الوجبات المدرسية في احدى مدارس كاليفورنيا، ولكن في وقت فراغه كان يرسم لوحات ونماذج صغيرة من شخصيات وكان يكتب قصص عن الخيال العلمي، أمضى اياماً في مكتبة الجامعة في كاليفورنيا يقرأ ما بوسعه من الكتب عن المؤثرات الخاصة في صناعة الافلام حتى اصبح على حد قوله "مهووساً" بالخدع البصرية
السينمائية.
قرر ان يحصل على مبلغ من المال كقرض ليقوم بتجربته الاولى في عالم السينما، وحينها كتب مع صديقه سيناريو فيلم اسموه (Xenogenesis)، وصَوراه بعد ان حصل على القرض المطلوب، كان عبارة عن مشهد يتضمن قتال بين روبوت وامرأة ولمدة 12 دقيقة فقط، ان غايته الرئيسية من تصوير المشهد هي الحصول على فرصة للتسجيل فيلم روائي كامل داخل احدى الاستوديوهات.
قام بجولة لعرض فلمه في هوليود، عاد منها خالي اليدين مما اضطره الى تأجيل طموحاته قليلاً، لكنه حصل بعد ذلك على فرصة عمل مع ملك صناعة الافلام روجر كورمان.
عمل خلال وظيفته الجديدة سفن فضائية مصغرة لفيلم معركة وراء النجوم، ادى عمله الجيد ان يصبح أحد المختصين بالتاثيرات البصرية لدى كورمان.
أصبح عام 1981 مخرجاً لأفلام الرعب، وفي احدى الليالي عاد كاميرون الى المنزل مصاباً بالحمى، فشاهد في منامه ان روبوت يطارد امرأة ليقتلها، وبعد سنة وضع كاميرون سيناريو لذلك الحلم يروي قصة روبوت قاتل تم إعادته أو إرساله من المستقبل لقتل والدة زعيم متمردين يتمكن من الانتصار عليهم.
لكن هذه المرة لم يكن بالحاجة الى أي قرض، حيث أشار الى ان القصة كانت قوية جداً وقادرة على اقناع أي شركة تمويل صغير لصناعة الافلام السينمائية.
اصدر عام 1984 فيلمه (The Terminator) الذي كان من بطولة ارنولد شوارزينغر وليندا هاملتون، وحقق من خلال الفلم نقلة هائلة في عالم التاثيرات البصرية إضافة الى ارباح الفيلم العالية، عمل بعدها سلسلة من الافلام في الـ10 سنوات التي تلت (The Terminator)، كان من أهمها (Abyss , Terminator 2: Judgment Day , and True Lies)
أتاح النجاح الفني والتجاري الكبير الذي حققته هذه الأفلام الفرصة لـ "جيمس كاميرون" لإخراج الفيلم الأسطورة (Titanic) عام 1997 بتكاليف عالية جداً ذكرت بعض المصادر انها تجاوزت الـ 200 مليون دولار، وهو أعلى مبلغ ينفق على أي فيلم حتى ذلك الوقت.
حقق كاميرون 1.1 بليون دولار في شباك التذاكر حول العالم وهذا ماجعله يعيد النظر في قصة كانت تراوده لصناعة فيلم عن ملحمة بين النجوم. ففي منتصف التسعينات كتب 82 صفحة لقصة جندي مشلول يُرسَل خارج الارض والى كوكب يدعى (باندورا) مملوء بالمخلوقات الغريبة ويسكن فيه اشخاص يدعون بـالـ(النافي) يبلغ طول الفرد منهم 10 اقدام وتتصف وجوههم بالقططية وتملك اجسادهم الزرقاء ذيول طويلة.
لكنه كان يعتقد أن هذا المشروع بعنوان (avatar) يمكن أن يكون له إقبال شديد في المستقبل وليس في ذلك الوقت.
طريقة كاميرون لتصوير فيلمه الجديد (AVATAR)
صور جيمس كاميرون مع فريقه الكوكب الغريب باندورا بطريقة جديدة .. لكن كيف؟
اختراع كاميرا ثلاثية الابعاد جديدة
في عام 2000 وافقت شركة سوني على مساعدة كاميرون في بناء نظام كاميرا جديد أسماه " holy grail"، وفي السنوات القليلة الاخيرة طور كاميرون الكاميرا ذاتها لتكون خفيفة الوزن وذات عدستين مزدوجتين، دقتها في التسجيل عالية جداً وقادرة على تسجيل أفلام ذات أبعاد ثلاثية وبدون أي إنزعاج أو تحسس من قبل المشاهدين، كما ان المعدات التي استخدمت في التصوير اعطت للمشاهد المسجلة حيوية اكثر من ما كان يتبع في الافلام.
◄ تصوير الشخصيات مع الطبيعة التي خطط لها
عمل كاميرون مع فريقه داخل مستودعات خاصة بالتصوير، واستعان بمجسمات دقيقة جداً لتحقق تطابق دقيق ايضاً مع المجسمات داخل الكومبيوتر، كانت جميع فرضياته في العمل تطبق وتشاهد على الفور من خلال شاشة تعرض عمل المجسمات في الاستوديو مع مجسمات البيئة التي انشئها لكوكب (باندورا) على الكومبيوتر، وبهذه الطريقة إستطاع كاميرون مشاهدة جميع المشاهد الافتراضية من خلال شاشة دمج مباشرة ليتمكن من تغيير نقاط الضعف في العمل مباشرة وعلى أرض الواقع.
إستخدم بدلات خاصة تعكس حركات الممثلين عن طريق نقاطة الكترونية ذات أشعة تحت الحمراء (infrared)، ويتم تسجيل الحركات من خلال تلك الاشعة بواسطة 140 كاميرا ديجيتال وبذلك يتم تغذية البيانت المطلوبة لأنظمة وبرامج الكومبيوتر وبصورة ثلاثية الابعاد ايضاً.
تعمل برامج الكومبيوتر على ترجمة الحركات المنقولة عبر الاشعة تحت الحمراء الى الشخصيات التي سبق وانشأت بواسطة برامج الجرافيك لتكون حركتها متطابقة مع الحركات الحقيقية للممثلين وايضا بطريقة ثلاثية الابعاد، مشهداً بعد مشهد، وبعدها تجهز المشاهد للعرض واحد تلو الاخر لتبدو اكثر واقعية.
◄ تسجيل حركة الوجوه
يرتدي الممثلين تجهيزات اخرى رئسية (خوذة) تحمل كاميرا عالية الدقة أمام الوجه وتبعد عنه بمسافة بسيطة جداً لاتتجاوز بعض الانجات لتسجل حركة الوجه من خلال نقل حركات نقاط محددة على الوجه وضِعت في الاماكن الاكثر حركة اثناء تغير تعابير وجه الشخصية.
الكاميرا المستخدمة لنقل تلك الحركات ذات عدسة واسعة الزاوية (wide-angle lens) وتسجل جميع حركات الوجه وبالتفاصيل ان كانت حركة عين أو شفاه أو حاجب أو أنف، ليتم نقلها الى أنظمة الكومبيوتر المختصة بدمج حركات وجوه الممثلين مع وجوه الشخصيات المكونة داخل برامج الجرافيك.
وبهذا وصل جيمس كاميرون الى دقة عالية في العمل مجتمعة مع الكاميرا الجديدة التي استخدمها للحصول على الصورة المطلوبة (ثلاثية الابعاد)، إضافة الى الخبرات التي استعان بها حيث استعان بمختصين بعلم الاثار لتجسيد حضارة على الكوكب (باندورا) واشكال لحيوانات برية ومائية وطائرة كما استعان بخبير لغات ليعمل على تكوين لغة سكان الكوكب المدعوين بالـ(النافي).
جمال النمري
في عام 1977 كان "جيمس كاميرون" يبلغ من العمره 22 عاماً ويعمل سائق شاحنة، ذهب مع صديقه "بال" لمشاهدة فلم حرب النجوم في احدى دور السينما، كان صديقه مندهش لمشاهدة الفلم لكن حينها خرج كاميرون من الصالة منزعج بسبب طريقة الخدع السينمائية المستخدمة في الفيلم.
في تلك الفترة كان متغيب عن الجامعة ويعمل على تقديم الوجبات المدرسية في احدى مدارس كاليفورنيا، ولكن في وقت فراغه كان يرسم لوحات ونماذج صغيرة من شخصيات وكان يكتب قصص عن الخيال العلمي، أمضى اياماً في مكتبة الجامعة في كاليفورنيا يقرأ ما بوسعه من الكتب عن المؤثرات الخاصة في صناعة الافلام حتى اصبح على حد قوله "مهووساً" بالخدع البصرية
السينمائية.
قرر ان يحصل على مبلغ من المال كقرض ليقوم بتجربته الاولى في عالم السينما، وحينها كتب مع صديقه سيناريو فيلم اسموه (Xenogenesis)، وصَوراه بعد ان حصل على القرض المطلوب، كان عبارة عن مشهد يتضمن قتال بين روبوت وامرأة ولمدة 12 دقيقة فقط، ان غايته الرئيسية من تصوير المشهد هي الحصول على فرصة للتسجيل فيلم روائي كامل داخل احدى الاستوديوهات.
قام بجولة لعرض فلمه في هوليود، عاد منها خالي اليدين مما اضطره الى تأجيل طموحاته قليلاً، لكنه حصل بعد ذلك على فرصة عمل مع ملك صناعة الافلام روجر كورمان.
عمل خلال وظيفته الجديدة سفن فضائية مصغرة لفيلم معركة وراء النجوم، ادى عمله الجيد ان يصبح أحد المختصين بالتاثيرات البصرية لدى كورمان.
أصبح عام 1981 مخرجاً لأفلام الرعب، وفي احدى الليالي عاد كاميرون الى المنزل مصاباً بالحمى، فشاهد في منامه ان روبوت يطارد امرأة ليقتلها، وبعد سنة وضع كاميرون سيناريو لذلك الحلم يروي قصة روبوت قاتل تم إعادته أو إرساله من المستقبل لقتل والدة زعيم متمردين يتمكن من الانتصار عليهم.
لكن هذه المرة لم يكن بالحاجة الى أي قرض، حيث أشار الى ان القصة كانت قوية جداً وقادرة على اقناع أي شركة تمويل صغير لصناعة الافلام السينمائية.
اصدر عام 1984 فيلمه (The Terminator) الذي كان من بطولة ارنولد شوارزينغر وليندا هاملتون، وحقق من خلال الفلم نقلة هائلة في عالم التاثيرات البصرية إضافة الى ارباح الفيلم العالية، عمل بعدها سلسلة من الافلام في الـ10 سنوات التي تلت (The Terminator)، كان من أهمها (Abyss , Terminator 2: Judgment Day , and True Lies)
أتاح النجاح الفني والتجاري الكبير الذي حققته هذه الأفلام الفرصة لـ "جيمس كاميرون" لإخراج الفيلم الأسطورة (Titanic) عام 1997 بتكاليف عالية جداً ذكرت بعض المصادر انها تجاوزت الـ 200 مليون دولار، وهو أعلى مبلغ ينفق على أي فيلم حتى ذلك الوقت.
حقق كاميرون 1.1 بليون دولار في شباك التذاكر حول العالم وهذا ماجعله يعيد النظر في قصة كانت تراوده لصناعة فيلم عن ملحمة بين النجوم. ففي منتصف التسعينات كتب 82 صفحة لقصة جندي مشلول يُرسَل خارج الارض والى كوكب يدعى (باندورا) مملوء بالمخلوقات الغريبة ويسكن فيه اشخاص يدعون بـالـ(النافي) يبلغ طول الفرد منهم 10 اقدام وتتصف وجوههم بالقططية وتملك اجسادهم الزرقاء ذيول طويلة.
لكنه كان يعتقد أن هذا المشروع بعنوان (avatar) يمكن أن يكون له إقبال شديد في المستقبل وليس في ذلك الوقت.
طريقة كاميرون لتصوير فيلمه الجديد (AVATAR)
صور جيمس كاميرون مع فريقه الكوكب الغريب باندورا بطريقة جديدة .. لكن كيف؟
اختراع كاميرا ثلاثية الابعاد جديدة
في عام 2000 وافقت شركة سوني على مساعدة كاميرون في بناء نظام كاميرا جديد أسماه " holy grail"، وفي السنوات القليلة الاخيرة طور كاميرون الكاميرا ذاتها لتكون خفيفة الوزن وذات عدستين مزدوجتين، دقتها في التسجيل عالية جداً وقادرة على تسجيل أفلام ذات أبعاد ثلاثية وبدون أي إنزعاج أو تحسس من قبل المشاهدين، كما ان المعدات التي استخدمت في التصوير اعطت للمشاهد المسجلة حيوية اكثر من ما كان يتبع في الافلام.
◄ تصوير الشخصيات مع الطبيعة التي خطط لها
عمل كاميرون مع فريقه داخل مستودعات خاصة بالتصوير، واستعان بمجسمات دقيقة جداً لتحقق تطابق دقيق ايضاً مع المجسمات داخل الكومبيوتر، كانت جميع فرضياته في العمل تطبق وتشاهد على الفور من خلال شاشة تعرض عمل المجسمات في الاستوديو مع مجسمات البيئة التي انشئها لكوكب (باندورا) على الكومبيوتر، وبهذه الطريقة إستطاع كاميرون مشاهدة جميع المشاهد الافتراضية من خلال شاشة دمج مباشرة ليتمكن من تغيير نقاط الضعف في العمل مباشرة وعلى أرض الواقع.
إستخدم بدلات خاصة تعكس حركات الممثلين عن طريق نقاطة الكترونية ذات أشعة تحت الحمراء (infrared)، ويتم تسجيل الحركات من خلال تلك الاشعة بواسطة 140 كاميرا ديجيتال وبذلك يتم تغذية البيانت المطلوبة لأنظمة وبرامج الكومبيوتر وبصورة ثلاثية الابعاد ايضاً.
تعمل برامج الكومبيوتر على ترجمة الحركات المنقولة عبر الاشعة تحت الحمراء الى الشخصيات التي سبق وانشأت بواسطة برامج الجرافيك لتكون حركتها متطابقة مع الحركات الحقيقية للممثلين وايضا بطريقة ثلاثية الابعاد، مشهداً بعد مشهد، وبعدها تجهز المشاهد للعرض واحد تلو الاخر لتبدو اكثر واقعية.
◄ تسجيل حركة الوجوه
يرتدي الممثلين تجهيزات اخرى رئسية (خوذة) تحمل كاميرا عالية الدقة أمام الوجه وتبعد عنه بمسافة بسيطة جداً لاتتجاوز بعض الانجات لتسجل حركة الوجه من خلال نقل حركات نقاط محددة على الوجه وضِعت في الاماكن الاكثر حركة اثناء تغير تعابير وجه الشخصية.
الكاميرا المستخدمة لنقل تلك الحركات ذات عدسة واسعة الزاوية (wide-angle lens) وتسجل جميع حركات الوجه وبالتفاصيل ان كانت حركة عين أو شفاه أو حاجب أو أنف، ليتم نقلها الى أنظمة الكومبيوتر المختصة بدمج حركات وجوه الممثلين مع وجوه الشخصيات المكونة داخل برامج الجرافيك.
وبهذا وصل جيمس كاميرون الى دقة عالية في العمل مجتمعة مع الكاميرا الجديدة التي استخدمها للحصول على الصورة المطلوبة (ثلاثية الابعاد)، إضافة الى الخبرات التي استعان بها حيث استعان بمختصين بعلم الاثار لتجسيد حضارة على الكوكب (باندورا) واشكال لحيوانات برية ومائية وطائرة كما استعان بخبير لغات ليعمل على تكوين لغة سكان الكوكب المدعوين بالـ(النافي).
جمال النمري