لحظة صدور الحكم
( كانت قضيتي معقدة أنتظر من خلالها حكم الإعدام لا محالة ومن غير المتوقع ووجدت محامية بارعة هي أخت لنا طالبة في كليتنا ألا تعرفون مني هي .... أقرءوا القصيدة وابحثوا عن الأخت الكريمة .......... )
خلف القضبان ....
وتحت حراسة مشددة
ساقني سجان وسجان
بعد أن استمع القاضي
شعر بالجوع .... فغادر القاعة ....***
لقد رآني بالفعل
أولم يشاهد هذه الأصفاد ؟
هكذا حدثتني نفسي
بلى ........!!!
إنه هو من أمر بذلك ...
نعم ...!!!
على الرغم من المبالغة
وما قاله المدعي من الافتراء
وعلى الرغم من كثرة القواعد
والأسس
والمواد القانونية
التي استند إليها كل محامٍ
عمد إليه المدعي
بالفعل ...!!!
لم تثبط همتِ... بالدفاع عن نفسي
حتى عندما صادقت النيابة
وقبلت ... وأقرت
ما حاكوه ضدي...!
لم تكن الاستراحة طويلة !؟
ولم يمضي سوى عام من الحياة
وولى عام أخر ... من عمر القضية
وهاهو اليوم ..يوشك أن يفاجئنا ثالثهم ...
فما أرحم سيدي القاضي ..!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لقد عاد إلي كرسيه بسلام
متخم .... سعيد
مرتاح البال ... منمق الضمير
لا أخفي عليكم ...
ما إن ذكر اسمي
للتأكد من حضوري
استأذنت سيادته ... بصوت مستلهم
ورحبت به بكل سرور
نظرت ميمنة وميسرة
كان عدد الحضور قد ازداد
ولم يتخلف عن الجلسة الأولى أحد
فالكل قد أتى .... ليشهد القرار
وما إن شرعت بالتحدث
مبينا سبب الانتهاك
لحرمة القلب الجامد
حتى قاطعني ... صوت المعاتب والناقد
صوت يسخر مني
وأخر يذم مكانتي
فطرقت رأسي
" أصمتوا جميعاً
لستم معنيين بالإثبات"
كان الصوت مرتفع كي اسمعه
فرفعت رأسي باستغراب
حيث أنني لم أولي المرافعة لأحد
من أين انبثق هذا الهديل
سألت نفسي حينها
لم أستطع تمييزه
فالكراسي كانت فارغة
وقد ازدحم الواقفين
على مقربة من قفصي الحديدي
لكن....!
الأغرب من هذا كله
والأفظع في تاريخ القضاء
لم يستنكر أحد فعلتهم
حتى سيدي القاضي ...!
فأشرت بيدي معاً
أيها القاضي ..
يا مولانا الحاكم
صرخت بأعلى صوتي
عندها ...
طلب منهم الرجوع
فعادوا إلي حيث كانوا
وبعد أن قعدوا في أماكنهم
رأيت في الزاوية البعيدة
يد واحدة ..
مرفوعة إلي الأفق
تطلب الأذن
ودون الرجوع للطلب
حينما لم يؤذن لها بالكلام
انتفضت من مقعدها
ثم قالت :
سيدي القاضي ...
وكيل النيابة المفوض
ممثل المحكمة المختار
الحاضرون جميعاً
إن المدعى عليه مسلم بالفطرة
عربي الأصل والمنشأ
عريق النسب
كريم المحتد
له في التعليم باع وباع
خبير في مجال التهذيب
بارع في الأدب
محنك في مجارات الآداب
ذو حس مرهف
يمتلك موهبة وحكمة
معروف في الشدة
مجهول في الرخاء
يعلم أجيالاً مختلفة في السبل
لا يعرف للمدح وجهة
رجل تخافه المنايا
تهابه اللحى
تحذره الوحوش المفترسة
تتجنب لقائه المغاوير
كل ما يملكه قلم وورقة
ليس الكبرياء شيمته
وليس الغرور ملته
لا ينصح إلا الأخيار
ولا يحب إلا الأحرار
إن وصف أوجز
وإن نطق أختصر
وإن كتب أجاد
حروفه ... شعور في صميمه
لا ذنب له سوى الحب
والحب فقط!!!
فهل نلومه إذا أحب ؟؟؟!!!
آهٍ ... يا زمن ...!!!
سيدي القاضي...!
أنت الخصم والحكم
أقولها علانية
لقد فهمت الغموض
أتزهق روحه بصمتك ؟
أتقتل من أنقذته من الموت!
عجباً مما أرى ...!
هل أنت قاضٍ عادل
ألا تُفكرُ في الأمر ِ برويه ؟
قاضٍ وخصم
حبيب وعدو
اقتربت الساعة
هل تعدمُ الربيع في الصبا
أتذبح صبابة النسيم
وأنت في صميمه مقيم ؟!!!
أعدِ النظر ... يا سيدي القاضي ...."
اندهشت من قوة الحجة
بلاغة ... فصاحة ... ونخوة
يا لها من درة مكنونة
أتعرف يا يراعي المسكين
أتعرف من كانت تلك اليمامة
ألا تعلم من دافع عني هناك
ألم تعرف تلك الأخت العظيمة
أما توقعت حضورها
لقد كانت سيدتي الغالية
إنها / جروح الأيام ...!!!
إذا ً ....!!!
فلندع الأمر للقاضي
ولننتظر منه الإسراع في الفصل بيني وقلبي وفؤادي وروحي
فهل تكون نهايتي على يديه ....؟؟؟!!!!!!!
أخوكم / عبد الباسط عبده علي عبد الغني رافع الشميري
( كانت قضيتي معقدة أنتظر من خلالها حكم الإعدام لا محالة ومن غير المتوقع ووجدت محامية بارعة هي أخت لنا طالبة في كليتنا ألا تعرفون مني هي .... أقرءوا القصيدة وابحثوا عن الأخت الكريمة .......... )
خلف القضبان ....
وتحت حراسة مشددة
ساقني سجان وسجان
بعد أن استمع القاضي
شعر بالجوع .... فغادر القاعة ....***
لقد رآني بالفعل
أولم يشاهد هذه الأصفاد ؟
هكذا حدثتني نفسي
بلى ........!!!
إنه هو من أمر بذلك ...
نعم ...!!!
على الرغم من المبالغة
وما قاله المدعي من الافتراء
وعلى الرغم من كثرة القواعد
والأسس
والمواد القانونية
التي استند إليها كل محامٍ
عمد إليه المدعي
بالفعل ...!!!
لم تثبط همتِ... بالدفاع عن نفسي
حتى عندما صادقت النيابة
وقبلت ... وأقرت
ما حاكوه ضدي...!
لم تكن الاستراحة طويلة !؟
ولم يمضي سوى عام من الحياة
وولى عام أخر ... من عمر القضية
وهاهو اليوم ..يوشك أن يفاجئنا ثالثهم ...
فما أرحم سيدي القاضي ..!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لقد عاد إلي كرسيه بسلام
متخم .... سعيد
مرتاح البال ... منمق الضمير
لا أخفي عليكم ...
ما إن ذكر اسمي
للتأكد من حضوري
استأذنت سيادته ... بصوت مستلهم
ورحبت به بكل سرور
نظرت ميمنة وميسرة
كان عدد الحضور قد ازداد
ولم يتخلف عن الجلسة الأولى أحد
فالكل قد أتى .... ليشهد القرار
وما إن شرعت بالتحدث
مبينا سبب الانتهاك
لحرمة القلب الجامد
حتى قاطعني ... صوت المعاتب والناقد
صوت يسخر مني
وأخر يذم مكانتي
فطرقت رأسي
" أصمتوا جميعاً
لستم معنيين بالإثبات"
كان الصوت مرتفع كي اسمعه
فرفعت رأسي باستغراب
حيث أنني لم أولي المرافعة لأحد
من أين انبثق هذا الهديل
سألت نفسي حينها
لم أستطع تمييزه
فالكراسي كانت فارغة
وقد ازدحم الواقفين
على مقربة من قفصي الحديدي
لكن....!
الأغرب من هذا كله
والأفظع في تاريخ القضاء
لم يستنكر أحد فعلتهم
حتى سيدي القاضي ...!
فأشرت بيدي معاً
أيها القاضي ..
يا مولانا الحاكم
صرخت بأعلى صوتي
عندها ...
طلب منهم الرجوع
فعادوا إلي حيث كانوا
وبعد أن قعدوا في أماكنهم
رأيت في الزاوية البعيدة
يد واحدة ..
مرفوعة إلي الأفق
تطلب الأذن
ودون الرجوع للطلب
حينما لم يؤذن لها بالكلام
انتفضت من مقعدها
ثم قالت :
سيدي القاضي ...
وكيل النيابة المفوض
ممثل المحكمة المختار
الحاضرون جميعاً
إن المدعى عليه مسلم بالفطرة
عربي الأصل والمنشأ
عريق النسب
كريم المحتد
له في التعليم باع وباع
خبير في مجال التهذيب
بارع في الأدب
محنك في مجارات الآداب
ذو حس مرهف
يمتلك موهبة وحكمة
معروف في الشدة
مجهول في الرخاء
يعلم أجيالاً مختلفة في السبل
لا يعرف للمدح وجهة
رجل تخافه المنايا
تهابه اللحى
تحذره الوحوش المفترسة
تتجنب لقائه المغاوير
كل ما يملكه قلم وورقة
ليس الكبرياء شيمته
وليس الغرور ملته
لا ينصح إلا الأخيار
ولا يحب إلا الأحرار
إن وصف أوجز
وإن نطق أختصر
وإن كتب أجاد
حروفه ... شعور في صميمه
لا ذنب له سوى الحب
والحب فقط!!!
فهل نلومه إذا أحب ؟؟؟!!!
آهٍ ... يا زمن ...!!!
سيدي القاضي...!
أنت الخصم والحكم
أقولها علانية
لقد فهمت الغموض
أتزهق روحه بصمتك ؟
أتقتل من أنقذته من الموت!
عجباً مما أرى ...!
هل أنت قاضٍ عادل
ألا تُفكرُ في الأمر ِ برويه ؟
قاضٍ وخصم
حبيب وعدو
اقتربت الساعة
هل تعدمُ الربيع في الصبا
أتذبح صبابة النسيم
وأنت في صميمه مقيم ؟!!!
أعدِ النظر ... يا سيدي القاضي ...."
اندهشت من قوة الحجة
بلاغة ... فصاحة ... ونخوة
يا لها من درة مكنونة
أتعرف يا يراعي المسكين
أتعرف من كانت تلك اليمامة
ألا تعلم من دافع عني هناك
ألم تعرف تلك الأخت العظيمة
أما توقعت حضورها
لقد كانت سيدتي الغالية
إنها / جروح الأيام ...!!!
إذا ً ....!!!
فلندع الأمر للقاضي
ولننتظر منه الإسراع في الفصل بيني وقلبي وفؤادي وروحي
فهل تكون نهايتي على يديه ....؟؟؟!!!!!!!
أخوكم / عبد الباسط عبده علي عبد الغني رافع الشميري