رسالة نعـــي
هاقد مر عامٌ على رحيلك
هاقد إنطفت أول لشموع حياتي
ما أقسى هذا العام وما أسرعه
مر كغمضة من غمضات عيوني
أتذكر يوم رحيلك كيف كان
وببعدك ماذا فعل بي الزمان
أتذكر نعشك....
أتذكر كفنك....
أتذكر رائحة المسك كيف فاحت من جسدك
أتذكر ابتسامتك الملائكية
التي رسمت على شفتك
ماذا أحكي للناس عنك؟؟
أأحكي لهم عن أيامنا الملاح
أم أحكي لهم عن ذاك اليوم المليء بالصياح؟؟
كان ذاك اليوم من أقسى أيام حياتي
مازالت ذكريات ذاك اليوم محفورة بخيالي
ما زلتُ أتذكر يوم غسلوك....
وعطروك......
وبأحلى الأقمشة كفنوك....
أتذكر عندما وضعوا نعشك في غرفتك
لا لتستريح فيه.... بل لتودعنا وترحل
أتذكر خطواتي....
أتذكر نظراتي المتعجبة
واستغرابي " لماذا هؤلاء الناس يبكون ؟؟؟"
أتذكر عندما قال لي أخي
هذا "والدك" فلتودعيه
أتذكر عندما صرختُ بوجهــه وقلت
"لا هذا ليس والدي... والدي لم يمت"
ولكن....لم ينفعني أيُ صراخ
لم ينفعني أي اعتراض
فحبيبي وقرةُ عيني هاهو أمامي
وسوف يذهب عني بعد ثواني
فلم أملك نفسي فضممته إلى أحضاني
وقلت له : يا أبي... أتتركني لأحزاني؟؟
ألم تعدني أن تظل سندي؟؟
ألم تعدني أن تحضر حفل تخرجي؟؟
فأين أنت ذاهب؟؟
بحق من خلق السموات والأرض
أين أنت ذاهب؟؟
ظليتُ أحاكيه وأحاكيه......
ولكـــن.....
لم أجد أي رد!!!!
فقبلته حول عينيه
وقلت له : الوداع يا أبي الحبيب
وملتقانا عما قريب
وستظل أنت شمسي التي لا تغيب
....................................
هذا الحوار لم يتجاوز الدقيقة
ولكن قلبي قد شب فيه حريقة
ففراق أبي ... أفجع حقيقة
أتذكر حينما أخذوه
وكيف جاء أخوتي ....وحملوه
وبالتكبير والتهليل ... قد نعوه
وإلى رحلته الأبدية....قد ودعوه
ما أمر تلك اللحظة
عندما رأيتُ نعشه الأخضر
يفارق ذاك المنور
وما أوجع تلك اللحظة...
عندما رأيتُ سير جنازته من شباك غرفتي
رأيت خياله يقول لي : الوداع يا أبنتي
وهذا الوداع ليس بخيرتي
فلا تنسيني يا حبيبتي
أبـــــــــــــــتـي..........
هاقد مر العام الأول
ودموع عيني لم تجف
وقلبي لم يستطع أن يصف
ما أثقل الهم على الكتف
أبــــــــــــــــتـي..........
أنا لن أنساكـــ
ولن تمحي قســاوة الدنيا ذكراكـــ
وسأظل أنتظر بفــــــــاااااااااغ الصبـــر
لقيـــــــــــــاكـــ
عدل سابقا من قبل سمو الأميرة في الثلاثاء مارس 30, 2010 10:50 pm عدل 1 مرات