[size=16]السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الألدوستيرونية - فرط الألدوستيرونية
Aldosteronism - Hyperaldosteronism
ما هو فرط الألدوستيرونية؟
فرط الألدوستيرونية هي أحدى اضطرابات الغدة الكظرية ( غدة صغيرة موجودة فوق الكلى ) حيث تقوم الغدة الكظرية بإنتاج كمية كبيرة جدا من هرمون الألدوستيرون مما يتسبب في احتفاظ الجسم بالصوديوم بالجسم و فقد البوتاسيوم بالبول.
في الأحوال الطبيعية يتم تنسيق العمل بين الصوديوم و البوتاسيوم للمساعدة في الحفاظ على توازن السوائل بالجسم، نقل الإشارات العصبية، و انقباض و انبساط عضلات الجسم. و عادة يتم إنتاج كمية محددة من هرمون الألدوستيرون بواسطة الغدة الكظرية. لكن في حالة زيادة كمية هرمون الألدوستيرون التي تنتجها الغدة الكظرية فهذا يؤدي إلى احتفاظ الجسم بالصوديوم و بالتالي الاحتفاظ بالسوائل بالجسم مما يتسبب في ارتفاع ضغط الدم.
و مرض فرط الألدوستيرونية أكثر انتشارا في الأشخاص المصابين بارتفاع شديد في ضغط الدم. و يعتمد علاج المرض على علاج السبب في الإصابة به.
أسباب فرط الألدوستيرونية
يوجد بالجسم غدتان كظريتان Adrenal glands، واحدة فوق الكلية اليمنى، و الأخرى فوق الكلية اليسرى.
و الغدة الكظرية عبارة عن غدة صغيرة الحجم ( نصف حجم أصبع الإبهام ). و تقوم بإنتاج هرمونات تتحكم في تنظيم الأيض metabolism، جهاز المناعة، ضغط الدم، و وظائف أخرى ضرورية للجسم.
و من الهرمونات التي تقوم الغدة الكظرية بإنتاجها هرمون الألدوستيرون aldosterone المسئول عن التوازن بين الصوديوم و البوتاسيوم بالجسم. و في حالة الإصابة بالألدوستيرونية فإن الغدة الكظرية تقوم بإنتاج كمية من هرمون الألدوستيرون أكثر من الطبيعي مما يتسبب في اختلال التوازن بين عنصري الصوديوم و البوتاسيوم بالجسم فيقوم الجسم بالاحتفاظ بالصوديوم و فقد البوتاسيوم بالبول.
و تتمثل أسباب الإصابة بالمرض في الآتي:
- وجود ورم حميد بالغدة الكظرية، و هذا ما يسمى بالألدوستيرونية الأولية Primary aldosteronism أو متلازمة كون Conn's syndrome.
- زيادة نشاط الغدتان الكظريتان.
- وجود ورم سرطاني في الطبقة الخارجية للغدة الكظرية. و يحدث ذلك في حالات نادرة.
- تغيرات وراثية genetic mutations. و تعتبر أيضا من الأسباب النادرة.
- الإصابة بتليف الكبد، أو هبوط القلب مما يتسبب في قلة كمية الدم الذي يصل للكلى. و هذا ما يسمى بالألدوستيرونية الثانوية Secondary aldosteronism.
أعراض و تشخيص فرط الألدوستيرونية
من الأعراض المنتشرة و التي تشير إلى الإصابة بالألدوستيرونية ارتفاع ضغط الدم الذي لا يستجيب لأي علاج دوائي. و من العلامات المنتشرة أيضا التي تشير للإصابة بالمرض انخفاض مستوى البوتاسيوم، و وجود ورم حميد في إحدى ( أو كلتا ) الغدد الكظرية.
و هناك أعراض أخرى للمرض، مثل:
- صداع.
- ضعف و تشنجات بالعضلات.
- التعب و الإعياء العام.
- العطش الشديد.
- زيادة عدد مرات التبول و كمية البول.
- شلل مؤقت.
تشخيص فرط الألدوستيرونية
عند وجود ارتفاع في ضغط الدم و انخفاض في مستوى البوتاسيوم بالدم يتم إجراء بعض الفحوصات لتأكيد الإصابة بالألدوستيرونية.
قياس مستوى الألدوستيرون aldosterone و الرينين renin بالدم: في حالة الإصابة بالألدوستيرونية يكون هناك ارتفاع شديد في مستوى الألدوستيرون. و الرينين عبارة عن إنزيم يتم إفرازه من الكلى و يساعد في تنظيم ضغط الدم. و العديد من المصابين بارتفاع ضغط الدم لديهم انخفاض في مستوى الرينين.
و هناك بعض العوامل تؤثر في نتيجة هذا الاختبار مثل تناول الصوديوم في الغذاء، مستوى البوتاسيوم بالدم، بعض الأدوية. لذلك قبل إجراء الاختبار هناك بعض الإرشادات البسيطة مثل الإقلال من الصوديوم بالطعام، تناول أدوية ( في صورة قرص ) للتحكم في مستوى البوتاسيوم، و الابتعاد عن أي أدوية تؤثر على نتيجة الاختبار.
اختبار قياس مستوى الألدوستيرون بعد زيادة مستوى الصوديوم: يتم زيادة مستوى الصوديوم بالدم عن طريق زيادة الصوديوم بالطعام لمدة 3 أيام قبل إجراء الاختبار أو إعطاء محلول ملح بالوريد عدة ساعات قبل إجراء الاختبار. ثم يتم قياس مستوى الألدوستيرون بالدم. إذا ظل مستوى الألدوستيرون مرتفع فذلك يشير إلى الإصابة بفرط الألدوستيرونية.
أشعة مقطعية على البطن Abdominal CT Scan: تساعد في تحديد وجود ورم أو تضخم بالغدة الكظرية.
علاج فرط الألدوستيرونية
يعتمد علاج فرط الألدوستيرونية على علاج السبب المؤدي إلى الإصابة بالمرض.
في حالات زيادة نشاط الغدتان الكظريتان Bilateral adrenal hyperplasia : يستخدم الألداكتون Aldactone. و يعمل هذا الدواء على علاج ارتفاع ضغط الدم و انخفاض مستوى البوتاسيوم. و الأعراض الجانبية له تتمثل في: تضخم الثدي للرجال، ضعف الرغبة الجنسية، ضعف الانتصاب، اضطراب الدورة الشهرية، و اضطراب الجهاز الهضمي.
في حالات وجود ورم حميد بالغدة الكظرية Aldosteronoma: يتم اللجوء أحيانا إلى استئصال الغدة الكظرية adrenalectomy.
و بجانب العلاج الدوائي يجب على المريض الالتزام بنظام غذائي و أسلوب حياة صحي:
- الحد من الصوديوم بالطعام عن طريق: التركيز على الطعام الطازج، و تجنب التوابل و الملح بالطعام.
- الاعتماد على الحبوب، الخضروات، و منتجات الألبان القليلة الدسم للتخلص من الوزن الزائد و التحكم في ضغط الدم.
- محاولة الوصول إلى الوزن الصحي للتحكم في ارتفاع ضغط الدم.
- المواظبة على التمارين الرياضية. و ابسط الطرق هي المشي لمدة 30 دقيقة يوميا.
- الابتعاد عن التدخين.
- تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين ( القهوة، الكاكاو، الشاي، الكولا ) و الكحوليات.
[/size]