خمس قصائد للعام
-1-
لايورق الكلام في كانون
جامد ماء اللغات
هل يمنحني جليدها أغنية
دافئةً للعام ؟
يا نفسي ...
أخرجي
صافيةً من جلدك الخائف
من دهاليز الشتاء ،
انسكبي في
غيمةٍ شاردةٍ
وفي شفافية ضوء دافئٍ تحدري،
وانسكبي
في عش عصفورٍ
يحن للدفء
غناؤه يستعجل
الربيع،
يا نفسي ... تساءلي :
عام مضى
وآخر أتى ،
لماذا يذهب العمر
ولا يجيء
في ثياب الضوء
عمر آخر ،
يستكمل الرحلة في مخاض الأرض
لا هناك تحت سقف
القبر
فوق
رفرف النعوش الخالدة ؟!
-2-
أيها العام
معذرةً إن رفضنا أخاك
وقد
كان مثلك
حين أطل من الغيب ضوءاً جميلاً ،
له من مهابته
وشفافية الحلم
ما لك
في لحظة البدء...
ثم دنا ،
وتدلى ،
وأدلى بأحداثه ،
بكت الأرض والناس ،
واحترقت تحت وطأة أيامه
مدن وقرى ،
لم تعد حيث كانت تقوم
على الأرض
صارت شظايا ،
اشتوى الروح من فزع...
كل هذا الدخان الذي يتعالى
ويجرح وجه الفضاء ،
لأجساد أطفالنا
للصلاة التي تتكسر
فوق عظام المصلين
،
للأمهات اللواتي
يلملمن أشلاء
أكبادهن من الأرض
والحافلات .
-3-
لم يبقَ لي ،
للكلمات
الذاهلات
غير حمى تعتري أوصالها ،
تنهش في
الحروف ،
لم يعد في الأفق من معنى
ولا كلام...
كيف تفتح القصائد الكبار عينيها
على رنين الموت
والذبول ؟
لم تعد سماؤنا زرقاء مثلما كانت ،
وهذا
الوطن الكبير
لا ماء له ،
لا سور يحمي آخر السراج
في أهدابه ،
محاصر
...محاصر
البحر
فيه والصحراء
والفضاء
،
لم يعد حارسه العجوز يملك السيف
ولا المال
و(خاتم
الاسم ) اختفى عفريته
واحترقت طلاسم النجوم الغامضة !
-4-
آه
وا أسفاه على العمر
عام
يجيء
وآخر
يطوي تباريحه الموجعات
ويمضي إلى حيث لا ترجع السنوات ...
ترى...
هل تشاركنا
الأرض أحزاننا
حين يسقط عام من العمر ؟
هل تشتكي ؟
هل يفاجئها
مثلنا الشيب
تسقط فوق
الجبين
التجاعيد ؟!
هل تبتلى
الأرض
بالأصدقاء الولوعين
بالنقش فوق الجراح
وبالصمت عند النوائب ؟
هل في
الشتاءات
تخشى
الصقيع
وتبكي
على الورد حين يموت
على
صدرها ؟
هل تحب الغيوم
وتعشق
أمطارها أم يلذ لها الصحو ؟
هل تكره الحرب
أم تستطيب
غوايتها القاتلة ؟!
-5-
في غسق الزمان
تأوي الكلمات
للمنفى
معصوبة العينين ،
لا تضيء في
عتمته سحابة الشعر ،
ولا تومض
غيمة الشجا .
من أين لي قصيدة
أهدي
حروفها للعام
ترتدي
صمتي ،
تمشي معي
على رصيف الله
بين البقع الحمراء ،
في مخيمات الجوع
والقتلى
وصرخة اليتامى
وطنين الحرب
واشتعال
نارها ؟!
من أين لي بحر ،
وأوزان
،
وشطآن
،
وريح كانون
تحاصر الوديان
والخلجان
واليمام
؟!
للشاعر الكبير : عبد العزيز المقالح
ديوان : بلقيس ..وقصائد لمياه الأحزان
-1-
لايورق الكلام في كانون
جامد ماء اللغات
هل يمنحني جليدها أغنية
دافئةً للعام ؟
يا نفسي ...
أخرجي
صافيةً من جلدك الخائف
من دهاليز الشتاء ،
انسكبي في
غيمةٍ شاردةٍ
وفي شفافية ضوء دافئٍ تحدري،
وانسكبي
في عش عصفورٍ
يحن للدفء
غناؤه يستعجل
الربيع،
يا نفسي ... تساءلي :
عام مضى
وآخر أتى ،
لماذا يذهب العمر
ولا يجيء
في ثياب الضوء
عمر آخر ،
يستكمل الرحلة في مخاض الأرض
لا هناك تحت سقف
القبر
فوق
رفرف النعوش الخالدة ؟!
-2-
أيها العام
معذرةً إن رفضنا أخاك
وقد
كان مثلك
حين أطل من الغيب ضوءاً جميلاً ،
له من مهابته
وشفافية الحلم
ما لك
في لحظة البدء...
ثم دنا ،
وتدلى ،
وأدلى بأحداثه ،
بكت الأرض والناس ،
واحترقت تحت وطأة أيامه
مدن وقرى ،
لم تعد حيث كانت تقوم
على الأرض
صارت شظايا ،
اشتوى الروح من فزع...
كل هذا الدخان الذي يتعالى
ويجرح وجه الفضاء ،
لأجساد أطفالنا
للصلاة التي تتكسر
فوق عظام المصلين
،
للأمهات اللواتي
يلملمن أشلاء
أكبادهن من الأرض
والحافلات .
-3-
لم يبقَ لي ،
للكلمات
الذاهلات
غير حمى تعتري أوصالها ،
تنهش في
الحروف ،
لم يعد في الأفق من معنى
ولا كلام...
كيف تفتح القصائد الكبار عينيها
على رنين الموت
والذبول ؟
لم تعد سماؤنا زرقاء مثلما كانت ،
وهذا
الوطن الكبير
لا ماء له ،
لا سور يحمي آخر السراج
في أهدابه ،
محاصر
...محاصر
البحر
فيه والصحراء
والفضاء
،
لم يعد حارسه العجوز يملك السيف
ولا المال
و(خاتم
الاسم ) اختفى عفريته
واحترقت طلاسم النجوم الغامضة !
-4-
آه
وا أسفاه على العمر
عام
يجيء
وآخر
يطوي تباريحه الموجعات
ويمضي إلى حيث لا ترجع السنوات ...
ترى...
هل تشاركنا
الأرض أحزاننا
حين يسقط عام من العمر ؟
هل تشتكي ؟
هل يفاجئها
مثلنا الشيب
تسقط فوق
الجبين
التجاعيد ؟!
هل تبتلى
الأرض
بالأصدقاء الولوعين
بالنقش فوق الجراح
وبالصمت عند النوائب ؟
هل في
الشتاءات
تخشى
الصقيع
وتبكي
على الورد حين يموت
على
صدرها ؟
هل تحب الغيوم
وتعشق
أمطارها أم يلذ لها الصحو ؟
هل تكره الحرب
أم تستطيب
غوايتها القاتلة ؟!
-5-
في غسق الزمان
تأوي الكلمات
للمنفى
معصوبة العينين ،
لا تضيء في
عتمته سحابة الشعر ،
ولا تومض
غيمة الشجا .
من أين لي قصيدة
أهدي
حروفها للعام
ترتدي
صمتي ،
تمشي معي
على رصيف الله
بين البقع الحمراء ،
في مخيمات الجوع
والقتلى
وصرخة اليتامى
وطنين الحرب
واشتعال
نارها ؟!
من أين لي بحر ،
وأوزان
،
وشطآن
،
وريح كانون
تحاصر الوديان
والخلجان
واليمام
؟!
للشاعر الكبير : عبد العزيز المقالح
ديوان : بلقيس ..وقصائد لمياه الأحزان