الحب والقصاص
ما عدتُ أشدو حنينا يا معذبتي
والشعرُ ما عاد تزجيهِ صباباتي
ولم أعد ذلك الصداحُ ، بلبُلُهُ
يطري السرابَ ، ولستِ من حماماتي
إنَّ السرابَ سرابٌ في حقيقتِهِ
فكيفَ أفرضُ لا شيءٍ على ذاتي ؟
إذْ كنتِ كالرمل ، أسقيهِ ببارقتي
حتى جعلتكِ واحاتي وجناتي
ولي فؤادٌ جعلتُ السُّحبَ تحسدهُ
من حينما جدتُ شعرا في بداياتي
*****
قد كان حبكِ في يومٍ مضى ، قَدَري
واليومَ أحسبُهُ من بعض زلاتي
وكنتِ واحاتِ قلبي ، بل وملهمتي
وكنت من بين كل الحور ، مولاتي
*****
عرست للحب راياتٍ مُخَلّدةٍ
واليوم أقلع باسم الحب راياتي
اليوم أهجو جمالا عشت أمدحُهُ
ردحاً من العمرِ في تحريرِ أبياتِ
اليوم أُفرغُ حقداً كم حرصتُ على
إخفائهِ بدمي عند اللقاءاتِ
اليوم حان قصاصي يا مُخادعتي
العينُ بالعين ، يا أردى حبيباتي
اليوم من بعد حلمي فاض من قلمي
طيشي وعنفي وحقدي بل حماقاتي
حرفي كبارودتي ، كلاهما بيدي
سِيَّان في الثأر ، حرفي أو رصاصاتي
لا أرتضي الذلّ باسم الحب فاتنتي
والحبّ يعرف صولاتي وجولاتي
لقد نفيتكِ ، ما عدتِ لقافيتي
طيفاً ، وودعتُ نشواتي ولَذّاتي
فرأسُ مالي ؛ إبائي ، فوق عاطفتي
وليْ دمٌ يغتلي تحتَ المساماتِ
ما عدتُ غِراًّ رهيفَ القلبِ يُفتَنُ في
صوتِ الجميلاتِ أو همسِ المليحاتِ
*****
فطمتُ قلبي عن الأوصاف يُرسلها
مشفوعةً بدموعي أو بآهاتي
تمَرّدَ القلب عمّن كان يحسبها
في الوهمِ حباًّ ، وضاعتْ من حساباتي
كان اسمها أبداً سبّاقُ قافيتي
واليومَ لا أرتضيهِ في قصاصاتي !
*****
هذا بياني ، فلا لومٌ ولا عتبٌ
إنِّيْ أُحَصِّلُ منها بعض دِياتي
مما قراته للشاعر طلال الدبعي
ونال اعجابي