خلية صغيرة بحجمها كبيرة بفعلها
تعرّف على خلقك وعلى خالقك!!... 2
مَن أنا؟ وما هي وظائفي؟ ومن خلقني؟
خلية صغيرة بحجمها كبيرة بفعلها
الغشاء البلازمي للخلية
أنا عبارة عن خلية صغيرة جداَ ومرنة ومقعرة من الجانبين، عديمة النواة وأحتوي على 300 جزيئة من الهيموغلوبين (او خضاب الدم) والذي هو بروتين احمر اللون. يقدر عددي بـ 4-5 مليون في كل ملليلتر مكعب من الدم وهو عدد كبير جداَ بل يعتبر أكبر عدد خلايا في جسم الإنسان. جزيئات الهيموغلوبين التي أحتويها تسمح لي بحمل الأوكسجين وثاني أوكسيد الكربون.
عندما أدور مع الدم وأصل إلى الرئتين فإن خضاب الدم الذي أحمله يتحد مع الأوكسجين الذي يدخل إلى الرئتين أثناء الشهيق ليشكل خضاب الدم المؤكسج ثم يحملني الدم مع الأوكسجين إلى أنسجة الجسم المختلفة وصغر حجمي ومرونة جسمي يساعداني على التغلغل في الأوعية الدموية الشعرية الصغيرة جدا لأصل إلى مختلف أنسجة وخلايا جسم الإنسان حيث يتفكك خضاب الدم المؤكسج ويعطي الخلايا الأوكسجين الضروري لحياتها ويأخذ منها ثاني أوكسيد الكربون السام المهلك الذي يتحد مع الخضاب. وعندما يحملني الدم إلى الرئتين مرة ثانية يتفكك ثاني أوكسيد الكربون وتطرحه الرئتين إلى خارج الجسم بعملية الزفير.
عمري تقريبا 120 يوما، وأولد في نخاع العظم وأموت في مقبرة خاصة معدة لي من خالقي الحكيم وتسمى الطحال.
والآن.. من أنا؟: كرية الدم الحمراء..
وما هي وظائفي؟:
• التجول بكل همة وحيوية ونشاط بأمر الخالق الرزاق الحكيم إلى كل مكان ممكن في جسم الإنسان عبر الأوعية الدموية لأنقل الأوكسجين إلى الأنسجة والخلايا فأعود لهم بالمنفعة والخير وأخلصهم من سموم وشرور ثاني أكسيد الكربون المهلكة.
[size=16]خلايا دم عابرة خلال شريان داخل الكبد[/size]
• وأنا آية إيمانية عظيمة ومرآة صافية جدا يشاهد الناظر إلي والمتفكر في أسماء الله الحسنى الرزاق العليم الحكيم القدير العظيم جل جلاله.
خالقي: الله الرزاق الحكيم جل جلاله.
تمنيت لو أن الإنسان الذي يحمل في دمه آلاف الملايين من المخلوقات أمثالي أن يتفكر بي وينتبه إلى عظيم صنعي وبديع خلقي ووظائفي المهمة المذهلة المعجزة فيتعرف على الإله الخالق وعلى أسمائه الحسنى وصفاته العلى فيعبده حق عبادته ويتعرف كذلك على عظيم رزقه وجميل إنعامه وإحسانه علّه يذكر النعم ويشكرها..
ويتعلم مني كذلك الهمة والنشاط والسعي الحثيث المستمر طاعة واستسلاما صادقا وخالصا لأمر الخالق العظيم لنشر المنفعة والخير والنور والسرور في أي مكان أذهب إليه ولتخليص المخلوقات الأخرى من السموم والشرور والمهلكات الظلامية.
ثم يترقى هذا الإنسان بتفكيره عله يفهم أن عمري المحدود نسبيا والبالغ 120 يوما أقضيها في الطاعة لخالقي العظيم والهمة والنشاط والسعي للخدمة والفائدة العامة هو أفضل وأعلى درجة وأرقى حالا من إنسان يبلغ عمره 25200 يوما (أي سبعون عاما تقريبا) يقضي معظمها في المعصية والغفلة والتيه!!!.
نعم.. هذه أنا.. وتلك وظائفي.. والله هو خالقي وخالقك وخالق الكون الرزاق الحكيم العظيم سبحانه
الدكتور عماد عطا البياتي