هـــــــــــــــــلاااا شباااب ..............
............... الآن قــــــــــــصة .............
..................... حـــــــــــــــــــــــــرف الــــــــــــــــــجــــــــــــــــيم....................
الجيم: جواب السؤال .. وصوت يميز كل لهجة
حكاية الحرف الذي بين القاف والكاف من بني تميم إلى صقلية إلى القاهرة
الجيم: خامس حروف اللغة العربية حسب ترتيبها الشائع،
والثالث حسب ترتيب "أبجد هوز"، وهو الحرف الثامن حسب ترتيب
"سيبويه" وقيمته في حساب الجمل (3).
وهو حرف يجوز تذكيره وتأنيثه، تقول:
جيمت جيماً إذا كتبتها، والجيم حرف مهجور (يحبس النفس أن يجري معه).
وهو أيضا من الحروف المحقورة وهي:
(القاف، والجيم، والطاء، والدال، والباء)،
يجمعها قولك "جد قطب"،
سميت بذلك لأنها تحقر في الوقت وتضغط عن مواضعها وهي حروف
"القلقلة" التي لا يصح الوقوف عليها إلا بصوت حسب النطق الصحيح وقواعد تجويد القرآن الكريم،
ومثال ذلك: "قل أعوذ برب الفلق"، إذ لابد للقارئ من ضغط القاف عن موضعها.
والجيم من الحروف الشجرية،
والشجر مفرج الفم، والحروف الشجرية ثلاثة هي:
(الجيم، والشين، والضاد)، ومخرج الجيم والقاف والكاف بين اللسان وبين اللهاة في أقصى الفم.
وهو حرف من أحد عشر حرفاً تحتل مرتبة متوسطة من حيث التكرار وكثرة الدوران في الكلام.
وهو يتركب مع كل الحروف إلا الضاد فإنها تتركب معها إذا تقدمت الضاد كقولك:
"ضج، ضجر ولا تتركب إذا تأخرت الضاد.
والجيم حرف معجم منقوط له نقطة واحدة، فهو بهذا أقرب إلى "السعود"
وإن كان موقعه في منازل "النحوس" حسب تقويم الشيخ أبي العباس البوني، وطبعها،
كالثاء حار رطب (طبع الهواء).
والجيم من الحروف التي يستغنى بها عن الألفاظ نقول:
سين (س)، و جيم (ج) أي سؤال وجواب، وقال الشاعر اليمني الراحل عبد الله البردوني في قصيدته
"وردة من دم المتنبي" في وصف المتنبي.
في يديه لكل سينية جيم، يقصد أنه يملك جواباً لكل سؤال.
والجيم من الحروف التي يختلف نطقها من بلد إلى آخر،
حسب لهجة هذا البلد، وتوشك أن تكون علما على لهجات بعض البلاد،
مثل الجيم القاهرية المميزة، التي تشبه الجيم العربية وتشبه حرف الكاف الفارسي الذي يكتب "كـ".
لكن هل يعرف أبناء القاهرة أنهم ورثوا جيمهم هذه عن لهجة صقلية أيام كانت جزيرة إسلامية.
أثبت هذا ابن مكي (وهو عمر بن خلف بن مكي الحصيري المأزري الصقلي النحوي.
هاجر إلى تونس في "460" هـ وتولى قضاءها). وقال في كتابه "تثقيف اللسان وتلقيح الجنان"،
يقولون للقميص الذي لا كمين له، بكيرة بحرف بين الكاف والقاف.
وهذا الصوت كان من أصوات لهجة بني تميم، وتحدث عنه اللغويون بين اللغات المذمومة (ومنهم سيبويه) ولقبه "الحرف الذي بين القاف والكاف".
والظاهر أن الصقالبة ورثوا هذه اللهجة عن بعض بني تميم الذين فتحوا الجزيرة،
أو أنهم لحنوا (واللحن هو الخطأ في اللغة)، ولقرب مخرج هذا الحرف من حرف في لغتهم قبل الفتح،
ثم أنهم نقلوا "جيمهم" هذه إلى القاهرة أثناء العهد المملوكي،
وقد كان "الصقالبة" يمثلون جماعة كبيرة ذات نفوذ بين الممالك في مصر.
ومن اختلاف اللهجات في نطق الجيم ما سجله ابن الجوزي، في كتابه "تقويم اللسان"،
الذي سجل فيه لهجة أهل بغداد في نطق الجيم، حيث يبدلونها شيئاً في قولهم "تشتر" بدلاً من "تجتر"
وهي لهجة معروفة اليوم في دلتا مصر ويبدلونها زاياً في قولهم "مزج العنب"
بدلاً من "مجج العنب"، وكافاً مثل قولهم "يكدف" بدلاً من "يجدف" أي يتأفف.
وباء كقولهم "مسيد" بدلاً من "مسجد" وهي لهجة معروفة حتى الآن في دول الخليج العربي،
وكانت معروفة بين عرب صقلية، واعتبرها ابن مكي صحيحة.
وقال أبو عمرو بن العلاء بعض العرب يبدل الجيم من الباء المشددة، قال:
وقلت لرجل من حنظلة: ممن أنت؟ فقال: فقيمج، فقلت: أيهم؟ قال: مرج، يريد:
فقيمي مري.
واللغة العربية عرفت تعدد اللهجات قبل نزول القرآن الكريم وبعده، ويرجع ظهور اللهجة إلى
عوامل عدة منها الظروف البيئية خاصة ما يتعلق بالمناخ، وانعزال المكان أو انفتاحه،
واللغة، أو اللغات – السائدة بين الجيران .. الخ واللهجات أو ما يعرف بالعامية ليست
إلا فروعاً من العربية تكتسب منها مادتها ومعدنها ومباني كلماتها وتطور أدائها،
ألم تر مثلا أن حركة "شعر العامية" في العصر الحديث ظهرت متأثرة
بحركة "شعر التفعيلة" في الفصحى؟
............... الآن قــــــــــــصة .............
..................... حـــــــــــــــــــــــــرف الــــــــــــــــــجــــــــــــــــيم....................
الجيم: جواب السؤال .. وصوت يميز كل لهجة
حكاية الحرف الذي بين القاف والكاف من بني تميم إلى صقلية إلى القاهرة
الجيم: خامس حروف اللغة العربية حسب ترتيبها الشائع،
والثالث حسب ترتيب "أبجد هوز"، وهو الحرف الثامن حسب ترتيب
"سيبويه" وقيمته في حساب الجمل (3).
وهو حرف يجوز تذكيره وتأنيثه، تقول:
جيمت جيماً إذا كتبتها، والجيم حرف مهجور (يحبس النفس أن يجري معه).
وهو أيضا من الحروف المحقورة وهي:
(القاف، والجيم، والطاء، والدال، والباء)،
يجمعها قولك "جد قطب"،
سميت بذلك لأنها تحقر في الوقت وتضغط عن مواضعها وهي حروف
"القلقلة" التي لا يصح الوقوف عليها إلا بصوت حسب النطق الصحيح وقواعد تجويد القرآن الكريم،
ومثال ذلك: "قل أعوذ برب الفلق"، إذ لابد للقارئ من ضغط القاف عن موضعها.
والجيم من الحروف الشجرية،
والشجر مفرج الفم، والحروف الشجرية ثلاثة هي:
(الجيم، والشين، والضاد)، ومخرج الجيم والقاف والكاف بين اللسان وبين اللهاة في أقصى الفم.
وهو حرف من أحد عشر حرفاً تحتل مرتبة متوسطة من حيث التكرار وكثرة الدوران في الكلام.
وهو يتركب مع كل الحروف إلا الضاد فإنها تتركب معها إذا تقدمت الضاد كقولك:
"ضج، ضجر ولا تتركب إذا تأخرت الضاد.
والجيم حرف معجم منقوط له نقطة واحدة، فهو بهذا أقرب إلى "السعود"
وإن كان موقعه في منازل "النحوس" حسب تقويم الشيخ أبي العباس البوني، وطبعها،
كالثاء حار رطب (طبع الهواء).
والجيم من الحروف التي يستغنى بها عن الألفاظ نقول:
سين (س)، و جيم (ج) أي سؤال وجواب، وقال الشاعر اليمني الراحل عبد الله البردوني في قصيدته
"وردة من دم المتنبي" في وصف المتنبي.
في يديه لكل سينية جيم، يقصد أنه يملك جواباً لكل سؤال.
والجيم من الحروف التي يختلف نطقها من بلد إلى آخر،
حسب لهجة هذا البلد، وتوشك أن تكون علما على لهجات بعض البلاد،
مثل الجيم القاهرية المميزة، التي تشبه الجيم العربية وتشبه حرف الكاف الفارسي الذي يكتب "كـ".
لكن هل يعرف أبناء القاهرة أنهم ورثوا جيمهم هذه عن لهجة صقلية أيام كانت جزيرة إسلامية.
أثبت هذا ابن مكي (وهو عمر بن خلف بن مكي الحصيري المأزري الصقلي النحوي.
هاجر إلى تونس في "460" هـ وتولى قضاءها). وقال في كتابه "تثقيف اللسان وتلقيح الجنان"،
يقولون للقميص الذي لا كمين له، بكيرة بحرف بين الكاف والقاف.
وهذا الصوت كان من أصوات لهجة بني تميم، وتحدث عنه اللغويون بين اللغات المذمومة (ومنهم سيبويه) ولقبه "الحرف الذي بين القاف والكاف".
والظاهر أن الصقالبة ورثوا هذه اللهجة عن بعض بني تميم الذين فتحوا الجزيرة،
أو أنهم لحنوا (واللحن هو الخطأ في اللغة)، ولقرب مخرج هذا الحرف من حرف في لغتهم قبل الفتح،
ثم أنهم نقلوا "جيمهم" هذه إلى القاهرة أثناء العهد المملوكي،
وقد كان "الصقالبة" يمثلون جماعة كبيرة ذات نفوذ بين الممالك في مصر.
ومن اختلاف اللهجات في نطق الجيم ما سجله ابن الجوزي، في كتابه "تقويم اللسان"،
الذي سجل فيه لهجة أهل بغداد في نطق الجيم، حيث يبدلونها شيئاً في قولهم "تشتر" بدلاً من "تجتر"
وهي لهجة معروفة اليوم في دلتا مصر ويبدلونها زاياً في قولهم "مزج العنب"
بدلاً من "مجج العنب"، وكافاً مثل قولهم "يكدف" بدلاً من "يجدف" أي يتأفف.
وباء كقولهم "مسيد" بدلاً من "مسجد" وهي لهجة معروفة حتى الآن في دول الخليج العربي،
وكانت معروفة بين عرب صقلية، واعتبرها ابن مكي صحيحة.
وقال أبو عمرو بن العلاء بعض العرب يبدل الجيم من الباء المشددة، قال:
وقلت لرجل من حنظلة: ممن أنت؟ فقال: فقيمج، فقلت: أيهم؟ قال: مرج، يريد:
فقيمي مري.
واللغة العربية عرفت تعدد اللهجات قبل نزول القرآن الكريم وبعده، ويرجع ظهور اللهجة إلى
عوامل عدة منها الظروف البيئية خاصة ما يتعلق بالمناخ، وانعزال المكان أو انفتاحه،
واللغة، أو اللغات – السائدة بين الجيران .. الخ واللهجات أو ما يعرف بالعامية ليست
إلا فروعاً من العربية تكتسب منها مادتها ومعدنها ومباني كلماتها وتطور أدائها،
ألم تر مثلا أن حركة "شعر العامية" في العصر الحديث ظهرت متأثرة
بحركة "شعر التفعيلة" في الفصحى؟