دقة ساعة الصفر
الكل يهرع نحو الديار
الشغب يملأ المدينة
الفلاح يلقي بالمحراث
يركض نحو كوخه
والقطيع .......
أغلقت المتاجر
توقفت حركة السير
أنطفأت الأنوار
الصمت يختنق في الأزقه
الأشباح تعتنق الشوارع
نباح
نهيق
نعيق
زمجرة
لاشئ في وجه الحقيقة
مازلت أبحث في تريث
ناديت في الأجواء:
أبتاه...!
أماه...!
أيها الإخوان الأشقاء
أيها الأصدقاء الأعزاء
أيها الجيران الأجلاء
يا أهل المدينة...!!!
سكت برهة من الزمن...
ثم عاودة الكرة
أيها الإخوان الأشقاء
أيها الأصدقاء الأعزاء
يا أهل المدينة ...!
فلم يرجع إلا الصدى !
تطلعت ميمنة وميسرة
تنقلت بين الأحياء
مكثت أترقب النوافذ...
والشرفات
فردعتني الجدران
يا إلهي ...!
إنها معجزة القدر ..
لحظات من معاتبة التعاسة
أنقضت ... في لمحة بصر
وبدأت أسمع الحياة...
هناك جلبة قادمة
قلت لنفسي أنئذاك...
الفرح قادما لا محالة..
هناك كواكب تتساقط
الرعد يقصف القلوب
أواه...
إنه قصر الأميرة
تتطاير أحجار المنازل
النار تنشب في المزارع ...
والحقول
إنه العدو!
فصرت أوقظ الأهالي
الحرب... الحرب
العدو ... العدو
فلتستعد الرجال
فتشت في كل الزوايا
في المكاتب
في الملاهي
في ثكنات الجنود
لا رشاش
لا خنجر
لم أجد حتى سكين
ماذا أفعل أيها القدر ؟!
لم يكن لدي خيار
أين السلاح
أين القادة
أين حماة الوطن ؟
في يدي دفتر وقلم
أحتل الغاصب أرضي
فنزحت إلى القفار
قاومت جبروت العصر
تحت جنح الظلام
أنهكت قضاة الرشوة
أرقت حراس البطالة
لكني لم أسلم من شعبي !!!
ويل ...لما صنع الولار !
ترددت على باب الأحرار
فنهرني شيخ الغفلة
سلمني الأحباب لحتفي
عندما رفضة الإنقياد!
إنني أعاني من ضعفي
في زنزانة صخرية الجدران
لا أرى ضوء الشمس
لا أسمع فحيح الماء
لا أتمتع برونق الطبيعة
فكل ما أعرف ... وقع السوط
وقسوة السجان!
لقد سئمت مني الأصفاد
وعاف معاشرتي الألم ...
لكني ...لا أعرف الراحة !
أيها الزمن الغدار!
لن أخضع لك أبدا!
أيها العملأ رويدا
فهناك شرارة الإستقلال
لاضير في تعذيب الأعضاء
فالقلب يسكنه الإيمان
والأمل هو غاية نضالي
قد أضحى ينبض بالأفكار
سيعوض دمع أذرفته
سيضخ في شراييني بروحه
سيجدد ريعان شبابي
وسينعش في جسمي المتعة
سأنتظر الأمل القادم
فالأمل سر حياتي
وحياة " عبد الباسط " إني أعشقه بجنون
سأدون في شعري اللامي
فوصيتي يعرفها الإلهام
إن مت فقد بحت بحبي
قبلت الأمل بحرارة
أعطيته كنز الإخلاص
توجته تاج الإقرار
قلدته وسام المحبة
رصعته بحروف غرامي
زينته من الماقي
نقشت على جبينه بدمي
سلمته كل فؤادي
إذا....
سأنتظر الأمل القادم
" فالأمل " سر حياتي
عبدالباسط عبد علي عبد الغني رافع الشميري