علم الأنسجة يعني باللاتينية Histology ( هيستولوجي ) . أستخدم لفظ النسيج في معناه التشريحي لأول مرة بواسطة الجراح الفرنسي بيغات عندما لاحظ أختلاف في طبقات الجسم عندما كان يقوم بالتشريح ، وبالتالي قام بتصنيفها كأنسجة. وأثبتت الدراسات اللاحقة التي قام بها أخرون بالمجهر الضوئي انه ليس هناك العديد من الانسخة المختلفة ، كما اقترح بيغات، ولكن هناك أربعة انوع من الأنسجة فقط ، وهى ما عرف فيما بعد بإسم الأنسجة الأساسية. هذه الأنسجة هى النسيج الظهاري أو الطلائي و النسيج الضام و النسيج العصبي و نسيج العضل. مكوناتأنسجة الجسم :
تتكون الأنسجة من خلايا متصلة ببعضها البعض بروابط جانبية قوية. إلا ان الخلايا ، التي تبدا كالهلام ، ليست كافية لحمل ثقل جسم الإنسان. ولحل تلك المشكلة ، تنتج الخلايا ، كخلايا النسيج الضام مثلا ، مواد غير حية تساعدها في مهمتها، كالعظم مثلا. كذلك ، تحتاج الخلايا لوسط لتتخلص فيه من فضلاتها السامة وتتزود منه بالتغذية الضرورية للأنشخطتها الخلوية. ولتحقيق المطالب السابقة ، نجد ان النسيج يتكون من:
1- خلايا. Cells
2- مواد خلالية ( مواد بين الخلايا ) . Interacellular subtanaces
3- سوائل الجسم ( سوائل توجد بها الخلية ) . fluids تجهيز المقاطعالنسيجية :
يأتي الكثير من معرفتنا لطبيعة التكوين المجهري للجسم من أخذ نماذج ( عينات ) صغيرة ثم قطعها إلى شرائح رقيقة للغاية مناسبة للفحص المجري. ويجب ان يكون المقطع رقيقا رقة كافية تسمح بمرور كمية كبيرة من الضوء حتى تكون الرؤية واضحة. ويجب آلا تكون مقاطع النسيج سميكة حيث تبدو مكونات النسيج مركبة فوق بعضها فيستحيل تميز كينونة تلك المكونات. وبالتالي ، فإن المقاطع، عادة، ما تقطع حيث يكون سمكها أرق من قطر الخلايا كما ان مقطع النسيج من النوع الخلوي يجب ان يكون مقطوعا عبر خلاياه الفردية. وعادة ما تجهز المقاطع للفحص المجهري الضوئي بطريقة البرافين. ولكن، هناك طرق مختلفة اخرى تستعمل لأغراض محددة خاصة.
طريقة البرافين لتجهيز المقاطع النسيجية:
هى طريقة تستخدم لتجهيز عينة نسيجية للفحص تحت المايكروسكوب. وهى تشمل المراحل التالي :
1- عينة النسيج. Tissue Sample
نحصل على عينة صغيرة من النسيج من خلال الإستئصال التشخيصي أو الإستئصال الجراحي أو أخذ عينة بعد الموت. وعند أخذ عينة من الجثث يجب ان تأخذ مباشرة بعد الموت تفاديا للتلف. ويجب ان يقطع النسيج بعناية بأداة حادة حتى لا يتشوه مظهرة المجهري. وحتى يكون التثبيت جيدا ، يجب ان لا تزيد كتلة النسيج عن سنتميتر واحد، وأن تغمس العينة في المثبت مباشرة بعد أخذها.
2- التثبيت. Fixation
تقوم عملية التثبيت بتصليد الأنسجة اللينة حت تمنع التلف والتغيرات الكيميائية التي تحدث نتيجة نشاط البروتينات في النسيج. وتقوم عملية التثبيت بتجليط البروتين في النسيج. وقد يمكن إستخدام التثبيت الحراري لولا انه يسبب تشوههات في النسيج. لهذا، فإن التثبيت الكيميائي هو البديل لتجليط البروتينات. وتقوم المثبتات الكيميائية ، أيضا، بمنع الأنزيمات الخلوية ( الخمائر ) من هضم الخلية ، كما انها تبقي الكربوهيدرات والدهن في خلايا النسيج. كذلك ، تحوي المثبتات على مواد مطهرة تعمل على قتل البكتيريا والجراثيم الناقلة للأمراض في الانسجة المعدية. وأشتهرت بعض المثبتات على قدرتها على تثبيت مكونات خاصة في الانسجة ولكن محول 4% فورمالدهيايد محايد مناسب لمعظم الأعمال الروتينية.
4- الإنكاز. Dehydration
إن الهدف من عملية الإنكاز بالبرافين هو أستبدال كل الماء الموجود في كتلة النسيج بشمع البرافين حتى يسهل قطع النسيج فيما بعد. ولكن، نظرا لان البرافين لا يذوب في الماء لابد من التخلص من الماء اولا. وتعرف الخطوة الأولى من تلك العملية بالإنكاز ، وفيها يتم تمرير النسيج بالتتالي في محاليل كحولية متصاعدة التركيز، مع ترك النسيج في كل محلول لفترة كافية، حتى يستبدل الماء بالكحول. ولكن، بما ان البرافين لا يذوب في الكحول فإن الكحول يستبدل بمذيب برافين قابل للإمتزاج معه. وتعرف هذه العملية بالترويق.
4- الترويق. Clearing
يستعمل الزايلول ، عادة، لترويق الأنسجة، فتمرر الكتلة التمخللة بالكحول عبر عدة تغيرات من الزايلول وينتج عن ذلك إستبدال الزايلول بكل الكحول وتصبح الكتلة النسيجية عندها جاهزة للطمر.
5- الطمر. Embedding
بما أن البرافين المنصر له فابلية الذوابان في الزايلول، فإن الكتلة المتخللة بالزايلول تمر عبر عدة تغيرات من البرافين الدافئ وحالما يصير النسيج مشبعا بالبرافين، الذي يملا الفراغات التي كانت تحتوي على الماء أصلا، يتصلد شمع البرافين في النسيج وبالتالي يتصلد النسيج مما يسهل عملية القطع.
6- عملية القطع. Sectioning
يشذب الشمع الزائد ، ثم تثبت كتلة النسيج في جهاز القطع الذي يسمى micotome ويقطع إلى شرائح رقيقة تظهر من سيكين المشراح ملتصقة ببعضها البعض يمكن إزالتها عن بعضها فيما بعد بكل يسر.
7- الصبغ والتحميل. Staining and mounting
حتى تتم إضافة الصبغات على شريحة النسيج ، لابد من إزالة شمع البرافين واستبدالة بالماء حتى تظهر الصبغة بصورة فعالة. ولهذا الهدف، يتم تمرير الشريحة بمحاليل كحولية تنازولية التركيز ثم في الزايلول حتى يستبدل جميع البرافين بالماء. عندها تضاف قطرة او قطرتين من الملون وتعاد عملية تحويل الماء للشمع مرة اخرى. أخيرا، يبقى فحص النسيج تحت المجهر[size=12].
المصدر: كتاب " مقدمة في علم الأنسجة " ، تأليف ديفيد هـ كورماك ، ترجمة الدكتور التهامي محمد عبدالحميد. جامعة الملك سعود ، النشر العلمي والمطابع