ـ أفـلاطـون
( نحو427ـ347ق.م)
هل يجب أن نعمل المستحب من أجل الخير أم الخير من أجل المستحب هو ذلك الذي يسرنا حضوره أم الخير هو الذي يجعلنا حضوره خير؟"
( نحو427ـ347ق.م)
هل يجب أن نعمل المستحب من أجل الخير أم الخير من أجل المستحب هو ذلك الذي يسرنا حضوره أم الخير هو الذي يجعلنا حضوره خير؟"
1ـ حياته:
ولد أفلاطون في عام (427-347 ) قبل الميلاد، وهو تلميذ سقراط، وأستاذ أرسطو، وهو ينتمي إلى لعائلةِ أرستوقراطيةِ في أثينا، أبوه Ariston يعتقدَ أنهْ إنحدرَ مِنْ الملوكِ الأوائِلِ لأثينا. ويعد أحد الفلاسفةِ العظماء التي ِ لم يسبق لـه مثيل، إنْ لمْ يكن الأعظم. ماتَ أبوه عندما كَانَ طفل ، وتَزوّجتْ أمَّه من Pyrilampes رجلَ دولة. كَانَ اسم أفلاطون الأصلي Aristocles، لكن في أيامِ مدرستِه سمي الكنيةَ Platon (التي تعني "واسعاً" ) بسبب أكتافِه الواسعةِ.
اشتعلت حرب Peloponnesian بين أثينا وSparta ما بين 431 قبل الميلاد و404 قبل الميلاد.و التحق أفلاطون بالخدمة العسكريةِ مِنْ 409 قبل الميلاد إلى 404 قبل الميلاد .
وقد أَسّسَ أفلاطون في عام 387 قبل الميلاد (Academos) مدرسة تَعلَيّم دُعِيتْ الأكاديميةَ. وهو تعبيرِ يوناني أسطوري . إهتمَّ أفلاطون بالفلسفة الأخلاقيةِ بصورة رئيسة وإحتقرَ فلسفةَ الطبيعةَ واعتبرها دون المستوى ولا تستحق المتابعة.ومن أهم نظرياته المعروفة وأعماله :
2 ـ نظرية المعرفة ونظرية الأشكال:ِ
تعتبر نظرية أفلاطون للأشكالِ ونظريتِه للمعرفةِ مُتَرابَطتين بشكل كبير جدا،ً بِحيث يجب أنْ يُناقشوا سوية. إذ اُقتنعَ أفلاطون أن المعرفةِ سهلة المنالُ ويجب ان تتمتع بمايلي:
ـ أولاً: أَنْ تَكُونَ ، معرفة مُتَأَكِّدةَ ومعصومةَ.
ـ ثانياً: معرفة حقيقيةُ بصدق ثابتَ ودائمَ .
وقد رَبطَ أفلاطون الحقيقة بالعالمِ المثاليِ للوجود ، ورفضَ الافكار التجريبيةِ، لأن الإدّعاء بالمعرفةِ مُشْتَق مِنْ تجربةِ الإحساسِ.
و تُوْجَدُ نظرية أفلاطون الخاصة للمعرفةِ في كتابه الجمهوريةِ، خصوصاً في مُناقشتِه بين صورةِ الخَطِّ المنقسمِ وأسطورةِ الكهفِ. إذ، ميّزُ أفلاطون بين إثنان مِنْ مستويات الوعي: الرأي والمعرفة.
والبعض يَعتبروا أن المعرفةَ أصيلةَ. لأنّ المعرفة هي المستوى الأعلى للوعي .
وتَصِفُ أسطورةُ الكهفِ أن: أفراداً قيّدوا ضمن كهف في رؤية محدودة، وهم لا يَستطيعونَ رُؤية أحدهما لآخر. إنّ الشيءَ الوحيدَ المرئيَ هو حائطُ الكهفِ يشاهدون الظلال فقط .
يَهْربُ أحد الأفرادِ مِنْ الكهفِ إلى ضوءِ النهارِ، يرى الشمس للمرة الأولى وهو العالم الحقيقي ويَعُودُ إلى الكهفِ بالرسالةِ التالية الأشياءِ الوحيدةِ التي نراها ظلالَ ومظاهرَ و العالم الحقيقي يَنتظرنا إذا خرجنا
وتُمثّلُ البيئةُ الغامضةُ لكهفِ أفلاطون، العالم الطبيعي للمظاهرِ. (إهربْ إلى مكانِ ملئِ الشمسَ خارج الكهفِ تُمثّلُ الإنتقالَ إلى العالم الحقيقي) عالم كاملِ ومثاليِ هو عالم الأشكال الحقيقةِ، (الجسمُ الصحيحُ-الخيال) .
إن نظرية الأشكالِ قَدْ تَكُونُ مفهومةً أفضل من ناحية الكياناتِ الرياضيةِ. على سبيل المثال الدائرة، نقاطها متساوية البعد جميعها عن نقطة مُعطية. لا أحد رَأى مثل هذا الزعمِ أبداً في الحقيقة.
وعلى أية حال، الذي رآه الناسَ في الحقيقة حسابات تقريبية قَريبة مِنْ الدائرةِ المثاليةِ. ولكن عندما عرفوا علماء الرياضيات ُ الدائرة، أشاروا إلى أنَ هذه النقاطُ لَيستْ نقاطَ مكانيةَ مطلقة بل هي نقاطَ منطقيّةَ.
يستنتج ممَا سَبَقَ أَنْ رَؤية الدائرة في الحقيقة صعبة. لذا يُمْكِنُ أَنْ يُعرّفوا الدائرة بدليلُ يَعْرفونهَ ماهيته.
إن الأشكال لَها حقيقةُ أعظمُ مِنْ الأجسامِ في العالمِ الطبيعي،ِ لا بسبب كمالِها واستقرارها فحسب ، بل لأنها نماذجَ، تشابه الأجسامَ الطبيعيةَ العاديةَ مهما كانت حقيقتها .
وفي الحقيقة، مدّدَ أفلاطون نظريته ما بعد عالمِ الرياضياتِ. و كَانَ جداً مهتمّ بتطبيقِها في حقلِ الأخلاقِ الاجتماعية. النظرية كَانتْ طريقَة في التَوضيح لبعض التعابيرِ العالميةِ التي يُمْكِنُ أَنْ تُشيرَ إلى العديد من الأشياءِ أَو الأحداثِ المعيّنةِ.
على سبيل المثال: عدالة الكلمةَ، يُمْكِنُ أن تعطي مِئاتِ الأَفْعالِ المعيّنةِ لأن هذه الأَفْعالِ لَها شيءُ مشتركُ، يعني، إشتراكها في، الشكل "عدالة."
ويرى أفلاطون أن الخير هو غاية الحياة الإنسانية، وهو مبدأ كل واقع وأساس الوجود والمعرفة على السواء، وهو العلة المطلقة التي تعلو فوق كل عقل، لذلك فإن مهمة العلم في نظر أفلاطون هو تأمل الموضوع المطلق والاتحاد به.
لقد كان عمل أفلاطون الرئيسي في طرحه الأسئلةِ العلميةِ، وِأَنَّ العالمِ بشكل صريح "في الحقيقةِ مخلوق حيّ لـه روحِ و سببِ. " لذلك كان البحث عن الحقيقة هو دحض حقيقة مزعومة . لأن الأنسان هو مقياس كل شيء، إذ ليس هناك شيء إلا ما نعتقده، فلا وجود لشيء . أن هناك ما هو موجود فعلاً . فلا يمكن أن يعرفه أحد" .
وتعد النفس البشرية هو المحور الذي تدور حوله فلسفة أفلاطون باعتبارها مقر المثل الأخلاقية وهي أزلية خالدة.
3 ـ في مجال العِلوْمِ:
قرّرَ أفلاطون بأنّ السماواتِ مثالية، و أن الأجرام السماوية المُخْتَلِفة المشكلة منها يَجِبُ أَنْ تَتحرّكَ في دوائرِ المضبوطةِ (مدارات ) سويّة مثل المداراتِ البلّوريةِ . واستمرت فكرة المجالات حتى عهد الفيثاغوريةَ أيضاً، حيث كانت مصدراً لإنشغال فيثاغورث بها فيما بعد .
هذا الإصرارِ عْكسَ كمالَ الرياضياتِ المُجرّدةِ في شكلِها الأسهلِ وحَملَ مُطلقاً تذبذبُ الفكرِ الفلكيِ حتى عهد Kepler.
وتعرض أفلاطون لوصف بعض الحركات لاسيما المتصلة منها بالأجرام السماوية، وقد وردت بعض تعليقات على بعض اعماله في الكتابات العربية.